تندمج مصارف أبوظبي الوطني والاتحاد الوطني والهلال في كيان مصرفي واحد، سيتمتع بقاعدة عملاء تزيد على مليون عميل، وبإجمالي أصول يبلغ 114 مليار دولار، ليكون ثالث أكبر مؤسسة مالية إماراتيًا، والخامس خليجيًا.

إيلاف من دبي: اتفق بنك أبوظبي التجاري وبنك الاتحاد الوطني على الاندماج في مؤسسة مصرفية واحدة، ثم استحواذ هذه المؤسسة على مصرف الهلال، ما يعد السوق المالية الإماراتية بمجموعة مصرفية كبرى، وهو اندماج يصفه الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي، بأنه ينسجم "مع الرؤية الاقتصادية لدولة الإمارات، ويشكل مجموعة مصرفية قوية تتمتع بإمكانات بشرية وقدرات مالية تعزز تنافسية الاقتصاد الوطني وتطلعاته المستقبلية".

يضيف الشيخ محمد بن زايد في تغريدة على حسابه في "تويتر": "نبارك هذه الخطوة التي تسهم في تعزيز بيئة الأعمال وضمان استدامتها ودعم المشاريع التنموية وخلق الفرص الاستثمارية في القطاعات الحيوية وفق &أفضل المعايير العالمية".

صفقة بالغة الأهمية
يقول عيسى محمد السويدي، رئيس مجلس إدارة بنك أبوظبي التجاري ورئيس مجلس إدارة الكيان الجديد لـ «سي إن إن»: "يمثل هذا الاندماج صفقة بالغة الأهمية بالنسبة إلى الاقتصاد الإماراتي، حيث ستثمر عن إنشاء مجموعة مصرفية أكبر وأقوى وأكثر مرونة، من شأنها أن تسهم بشكل كبير في دعم أهدافنا وطموحاتنا على المستوى الوطني".

تُنفّذ صفقة اندماج بنكي أبوظبي التجاري والاتحاد الوطني من خلال إصدار بنك أبو ظبي التجاري 1.64 مليار سهم لمصلحة مساهمي بنك الاتحاد الوطني، بحيث يحصل من يملك 0.59 سهمًا في البنك الأخير على سهم في أبوظبي التجاري.

لاحقًا، يستحوذ الكيان المصرفي الناتج من اندماج بنكي أبوظبي التجاري والاتحاد الوطني على مصرف الهلال مقابل 270 مليون دولار. ويتوقع دخول عملية الاندماج حيز التنفيذ خلال النصف الأول من 2019 الجاري.

ويقول علاء عريقات، الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك أبوظبي التجاري وعضو مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي المعيّن: "تمثل هذه الصفقة علامة فارقة وخطوة واثقة نحو إنشاء مؤسسة مالية جديدة تتمتع بإمكانات أقوى ومرونة أكبر وسجل حافل بالنجاحات في قطاعي الخدمات المصرفية التقليدية والإسلامية".

حصة معتبرة
يقول محمد علي ياسين، الرئيس التنفيذي للاستراتيجيات والعملاء في الظبي كابيتال المحدودة: "السوق سعرت سهمي أبوظبي التجاري والاتحاد الوطني قبل الإعلان عن معامل التحويل"، موضحًا أن الكيان الجديد ستكون له حصة معتبرة في مؤشري أبوظبي ومورغان ستانلي للأسواق الناشئة، ما سيجذب استثمارات أجنبية تتبع هذه المؤشرات بمقدار مليون دولار ما أن تتم عملية الاندماج.

يضيف: "مجموعة بنك أبوظبي التجاري الجديدة ستكون بناء على بنكين، أبوظبي للتعاملات المصرفية العادية ومصرف الهلال للتعاملات الإسلامية، ليصبح في إمارة أبوظبي بنكان يعملان كبنوك تجارية وبنكان يعملان وفق الشريعة الإسلامية".

يتابع ياسين في حديث إلى «العربية»: "حتى طريقة الاندماج على مراحل، حيث إنه في المرحلة الأولى سيتم دمج أبوظبي التجاري والاتحاد الوطني، وبعد ذلك يقوم الكيان المدمج بالاستحواذ على مصرف الهلال مقابل مليار درهم إماراتي تعطي إشارات واضحة إلى أن هذه الأصول عليها مخاوف في التحصيل بناء على ما ظهر في عملية الفحص النافي للجهالة".

مليون عميل
تخضع صفقة الاندماج والاستحواذ، التي أوصى مجلسا إدارة بنك أبوظبي التجاري وبنك الاتحاد الوطني بالإجماع للمساهمين بالموافقة عليها، لموافقة جهات تنظيمية ومساهمين، من المتوقع الحصول عليها خلال أسابيع، بحسب ما ورد في بيان أرسلته البنوك الثلاثة إلى سوق أبوظبي المالي الثلاثاء.

تعزز هذه الصفقة مكانة بنك أبوظبي التجاري بوصفه ثالث أكبر مؤسسة مالية إماراتية، وسيكون خامس أكبر مؤسسة مصرفية في دول مجلس التعاون الخليجي، بأصول إجمالية تبلغ قيمتها نحو 114 مليار دولار.

حين تتم الصفقة، تبلغ حصة حكومة أبوظبي في الكيان الجديد 60.2 في المئة، مقابل 28 في المئة للمساهمين الآخرين الحاليين في أبوظبي التجاري، و11.8 في المئة للمساهمي في بنك الاتحاد الوطني.

ومتوقع أن يبلغ حجم قاعدة العملاء لدى البنك الجديد حوالى مليون عميل، وأن تبلغ حصته السوقية في الإمارات كما في 30 سبتمبر الماضي نسبة 15 في المئة من مجمل محفظة الأصول، &و21 في المئة من مجمل قروض العملاء من الأفراد، و16 في المئة من مجمل محفظة الودائع المصرفية. كما سيشكل منصة قوية للصيرفة الإسلامية؛ كثالث أكبر مصرف إسلامي في الإمارات.
&