واشنطن: أعلن رئيس الاحتياطي الفدرالي الأميركي جيروم باول الثلاثاء أن مؤسسته تراقب "عن كثب" مسألة بريكست والمفاوضات التجارية، منتقدًا "المشكلات غير المحلولة" و"الغموض الكبير" بشأن الملفين.

من جهة أخرى، حذر باول، في كلمة ألقاها أمام لجنة في مجلس الشيوخ، بأنه نتيجة تراجع أسعار الطاقة، فإن "التضخم سيتدنى على الأرجح لفترة من الوقت إلى ما دون هدف 2%".

هذا ما يعزز موقف الاحتياطي الفدرالي، الداعي إلى التريث في زيادة معدلات الفائدة، وهو ما أعلنته اللجنة النقدية التابعة للبنك المركزي، خلال اجتماعها الأخير في نهاية يناير.

وأوضح باول أن التضخم استنادًا إلى مؤشر إنفاق الاستهلاك الشخصي لم يتخط 1.7% بالمقارنة مع العام السابق، و1.9% في حال استثناء أسعار الطاقة. وقال إن هذا المستوى المتدني من التضخم يبرر "موقفًا متريثًا بشأن التعديلات النقدية المقبلة".

لفت باول إلى أنه من بين "التيارات المعاكسة" لحسن سير الاقتصاد هناك "غموض كبير يحيط بالمشكلات غير المحلولة (...) مثل بريكست والمفاوضات التجارية"، مضيفًا "سنراقب عن كثب كيف تتطور هاتين المسألتين".

وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الإثنين إحراز تقدم كبير في المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين، وتوقع عقد "قمة للتوقيع على اتفاق" مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، ما يمكن أن يضع حدًا للحرب التجارية بين القوتين الاقتصاديتين الأوليين في العالم.

ومن المتوقع، بحسب ما قال باول، في إفادته نصف السنوية أمام اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ، أن يتواصل النمو الاقتصادي الأميركي خلال هذه السنة "بوتيرة متينة، إنما أبطأ" من العام 2018، حين بلغ النمو "ما دون 3% بقليل".

لكن في وقت باتت الظروف المالية في الأسواق "أقل مؤاتاة"، يراقب الاحتياطي الفدرالي أيضًا الخارج، حيث "تباطأ النمو في العديد من الاقتصادات الكبرى، وخصوصًا الصين وأوروبا".

ودعا باول أعضاء مجلس الشيوخ إلى تسوية "المسألة الملحّة" المتعلقة بالدين الفدرالي الهائل، البالغ 22 ألف مليار دولار، والذي يتبع "مسارًا لا يمكن احتماله". وقال إن "إيجاد حل لهذه المشكلات (...) قد يساهم بشكل كبير في صحة وحيوية اقتصاد الولايات المتحدة على المدى البعيد".

من المتوقع أن يكون تأثير "الشلل الحكومي"، الذي أدى إلى إغلاق أجهزة الحكومة الفدرالية على مدى 35 يومًا في ديسمبر ويناير، محدودًا على الاقتصاد، وأن "يتم امتصاصه خلال الأشهر المقبلة".
&