أعلن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح الأربعاء أنه يميل نحو تأييد تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط في النصف الثاني من 2019، رغم دعوات الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إبقاء الأسعار منخفضة.

إيلاف: كانت منظمة الدول المصدّرة "أوبك" والدول المنتجة خارجها، ومن بينها روسيا، أعلنت في نهاية ديسمبر عن اتفاق جديد لخفض الإنتاج بـ1.2 مليون برميل يوميًا، ولمدة ستة أشهر، بدءًا من أول أيام 2019، في محاولة لرفع الأسعار.

أدى الاتفاق إلى رفع أسعار النفط، إلا أنه لم يعدها إلى ذروتها، التي وصلتها في أكتوبر، عندما وصلت إلى 85 دولارًا للبرميل، ما أطلق تكهنات بتمديد اتفاق خفض الإنتاج.&

احتمال التمديد
وقال الفالح لقناة "سي إن بي سي" على هامش مؤتمر للطاقة في الرياض: "نحن لا نزال مرنين. أنا أميل نحو احتمال التمديد في النصف الثاني" من العام.

أضاف "من الصعب أن أتنبّأ بما ستكون عليه الأمور في يونيو عندما تنتهي مدة الاتفاق الحالي"، لكنه أشار إلى أن "كل التقييمات التي إطّلعت عليها تفيد بأنه يجب إبقاء الإنتاج معتدلًا في النصف الثاني من السنة الحالية".&

جاءت تصريحات الفالح بعد يومين من انتقاد ترمب الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بسبب ارتفاع الأسعار.&
وكتب ترمب في تغريدة: "أسعار النفط ترتفع كثيرًا. أتمنى على أوبك (...) أن تأخذ الأمور ببساطة. لا يمكن للعالم تحمل زيادة في الأسعار".

استقرار السوق هدفنا
وردًا على التغريدة، قال الفالح "نأخذ الأمور ببساطة. الدول الخمس والعشرون (المنتجة من أوبك وخارجها) تنتهج نهجًا بطيئًا ومحسوبًا. كما أثبت النصف الثاني من العام الماضي".

وأكد "ما يهمنا هو استقرار السوق أولًا وقبل كل شيء". أضاف "رفعنا الإنتاج بشكل كبير (في العام الماضي) قبيل انخفاض محتمل في الإمدادات لم يتحقق، والنتيجة أن المخزونات تضخمت سريعًا، ولذا صححنا المسار على نحو تدريجي ومدروس، لنصل بالمخزونات إلى مستوى معقول".&

ورأى أنه من الصعب التنبؤ بالوضع في يونيو عندما ينتهي العمل بالاتفاق الموقع بين كبار منتجي النفط، ومن بينهم روسيا. أضاف "كل التوقعات التي إطلعنا عليها تخبرنا أننا سنحتاج مواصلة كبح الإنتاج في النصف الثاني من العام الحالي، لكن لا أحد يعرف أبدًا".

دور مساعد
انخفض إنتاج النفط إلى أدنى مستوى له منذ أربع سنوات في يناير بعدما طبقت أوبك والسعودية، قائدة أوبك غير الرسمية، الاتفاق الجديد لرفع الأسعار، بحسب ما ذكرت الوكالة الدولية للطاقة في هذا الشهر.&

ودعا ترمب أوبك مرارًا إلى المحافظة على الإنتاج مرتفعًا للحيلولة دون ارتفاع الأسعار التي تحدّ من النمو الاقتصادي. وانهارت أسعار النفط في منتصف 2014 إلى ما دون 30 دولارًا للبرميل، بعدما وصلت إلى أكثر من 100 دولار للبرميل، بسبب تخمة الإمدادات وضعف الطلب العالمي.&

قال الفالح في مؤتمر الطاقة، الذي نظمه منتدى الطاقة الدولي، ومقره الرياض، إن نقص الاستثمارات إلى مستوى كاف في الغاز والنفط، الذي تقدر أوبك أنها ستبلغ 11 مليار دولار بحلول 2040، ستشهد&نقصًا في الإمدادات مقارنة بالطلب.&

وأضاف أن أوبك وشركاءها من خارج أوبك، وعلى رأسهم روسيا، يواصلون لعب دورهم في المساعدة على توازن السوق".&
إلا أنه قال إن "المحافظة على استمرارية هذا الدور يتطلب استثمارات في الوقت المناسب، وإمدادات موثوقة، وقدرات احتياطية مناسبة".&
&