بيروت: تجمع عشرات اللبنانيين بعد ظهر الاثنين أمام مقر البنك الدولي في وسط بيروت احتجاجاً على مشروع بناء سدّ مائي، يُفترض أن تموّله هذه الهيئة الدولية، ويثير غضب ناشطين بيئيين ومجموعات مدنية عدة.

ومن المقرر بناء هذا السدّ في منطقة وادي بسري، على بعد ثلاثين كيلومتراً جنوب العاصمة، ويُتوقع أن يؤمن المشروع مياه الشفة لـ1,6 مليون نسمة في منطقة بيروت الكبرى.

ورغم تطمينات الحكومة اللبنانية والبنك الدولي إلا أن ناشطين بيئيين ومزارعين يعربون عن خشيتهم من تداعيات بناء هذا السدّ، لما سيترتب عنه من مصادرة عدد كبير من الأراضي الزراعية وقطع آلاف الاشجار والقضاء على تنوع بيولوجي لافت يميز هذه المنطقة، عدا عن أنه سيتم انشاء السد والبحيرة على فالق زلزاليّ ناشط.

ورفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها "سدّ بسري = تدمير، تلوّث، هزات أرضية" و"أوقفوا بناء سدود على فيالق زلزالية نشطة" و"أنقذوا وادي بسري"، وفق صور التقطها مصور وكالة فرانس برس.

وقال الناشط في "الحملة الوطنية للحفاظ على مرج بسري" المنظمة للاعتصام بطرس سليم (54 عاماً) لفرانس برس إن "البنك الدولي موّل مشروعاً يؤدي إلى مجزرة بيئية ويهجّر سكان المنطقة".

ونبّهت الحملة في بيان إلى تداعيات بناء هذا السدّ. وأوردت "حذّر الخبراء الجيولوجيون من خطورة سدّ بسري لوقوعه على فالق زلزالي ناشط، ما قد يساهم بافتعال زلازل مدمرة".

على بعد كيلومترين من موقع السدّ المرتقب، يمر فالق روم الذي كان سبباً لزلزال 1956 بقوة ست درجات على مقياس ريختر، ودمّر آلاف المنازل وقُتل فيه نحو 135 شخصاً من أهالي المنطقة.

وتبلغ كلفة المشروع 617 مليون دولار بينها 474 مليوناً من البنك الدولي. ويحتاج تنفيذه بالكامل الى تسع سنوات.

وأُقرّ قرض تمويل هذا المشروع في العام 2014 وأُضيف إلى منح وقروض تبلغ قيمتها أربعة مليارات دولارات تعهد البنك الدولي تقديمها للبنان في نيسان/أبريل 2018 على هامش مؤتمر "سيدر" الذي عُقد في باريس لدعم الاقتصاد اللبناني.

ويعاني لبنان، وخصوصاً بيروت ذات الكثافة السكانية العالية، من نقص في المياه. ويُقدر العجز في امدادات المياه للعاصمة، بحسب مجلس الانماء والاعمار، بـ90 مليون متر مكعب سنوياً.

ومن المفترض أن يتحول سدّ بسري إلى ثاني سدود لبنان. وستصل قدرة استيعابه إلى 125 مليون متر مكعب ستتجمع في بحيرة تصل مساحتها إلى حوالى 450 هكتارا.