تتحدث التقارير الدولية عن نسب بطالة فاقت 20 في المئة بين صفوف الشباب اللبنانيين محليًا، فما هي الأسباب التي توجب تلك البطالة في لبنان، وكيف العمل على حل تلك المعضلة؟.

إيلاف من بيروت: لا توجد أرقام واضحة حول تعداد البطالة في لبنان. وتتحدث التقارير الدولية عن نسب بطالة فاقت 20 في المئة بين صفوف الشباب محليًا، وبسبب تفاوت الإحصاءات الرسمية، فإن تعداد العاطلين عن العمل يصبح بحد ذاته معضلة تحتاج حلًا.&

وأصدرت جمعية "مبادرات وقرارات" تقريرًا عن عدد العاطلين عن العمل، في إطار دراسة قدمتها لمعرفة أسباب توجّه الشباب نحو الإرهاب وآفات المجتمع، وتبيّن الدراسة أن 36 في المئة من شباب لبنان يدخلون في دائرة العاطلين عن العمل.

كما تكشف الدراسة أن هناك نحو 660 ألف شخص عاطل عن العمل في لبنان. وتتفاوت نسبة البطالة بين منطقة وأخرى، ففي بيروت الإدارية تصل النسبة إلى 19.9 في المئة. أما في جبل لبنان فتصل إلى 32 في المئة، وفي صيدا تتراوح ما بين 20 في المئة و21 في المئة. في حين أنها صور تصل إلى 19 في المئة، وفي عكار تصل إلى 44 في المئة، وفي البقاع الغربي تتراوح ما بين 22 في المئة و23 في المئة، وفي البقاع الشمالي تتراوح ما بين 44 في المئة و45 في المئة.

ويتوقع الأب طوني خضرا، رئيس مؤسسة "لابورا" للتوظيفات، في حديثه لـ"إيلاف" أن تُسبّب العمالة السورية انفجار قنبلة في سوق العمل اللبنانية، كاشفًا أن نسبة البطالة في لبنان كبيرة في أوساط الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 23 و26 عامًا.

وفيما يعتبر أن حلّ مشكلة اللاجئين السوريين وقع على عاتق اللبنانيين، يشير إلى أن نسبة البطالة كانت عمليًا في حدود الـ30 في المئة في العام 2011.

يوضح خضرا أنه في العام 2012، تخرّج في لبنان 27 ألف طالب جامعي، استوعبت سوق العمل اللبنانية 9000 وظيفة، فيما هاجر نحو 5000 خرّيج إلى دول الخليج، وبقي 13 ألف شاب عاطلًا عن العمل.

كما يلفت إلى أنه في العام الحالي أيضًا تخرّج 28 ألف طالب، ولم تستوعب سوق العمل العدد نفسه الذي استوعبته في العام الماضي، كما لم تستقبل دول الخليج العدد نفسه من المهاجرين الذي استقبلته في العام 2012 بسبب تردّي العلاقات بين البلدين، مما أدّى إلى ارتفاع نسبة البطالة في لبنان أضعافًا.

لتصوير رداءة سوق العمل اللبنانية اليوم، يشير الأب خضرا إلى أنه تقدمت لدى مؤسسة "لابورا" في العام الماضي 1000 وظيفة من القطاع الخاص وحوالى 800 وظيفة من القطاع العام، قائلًا إنه في ظل غياب الدولة حاليًا وغياب رئيس الخدمة المدنية، هناك تجميد لوظائف القطاع العام، بينما عمد القطاع الخاص خلال هذا العام إلى تسريح العمال بدلًا من توظيفهم.

ويكشف خضرا أن طلبات التوظيف تنهال بشكل كبير على المؤسسة، مشيرًا إلى أن عدد طالبي فرص العمل يبلغ في مؤسسة "لابورا" فقط 60 شخصًا أسبوعيًا، ويلفت إلى أن طالبي الوظائف اللبنانيين مستعدون للعمل في أي قطاع وأي وظيفة كانت بسبب تردّي أوضاعهم المعيشية وانعدام فرص العمل في السوق.

ويذكر خضرا أنه يستقبل يوميًا أشخاصًا تم تسريحهم من وظائفهم، يفوق عمرهم الخمسين عامًا، وكانوا قد عملوا في المؤسسة لأكثر من 16 عامًا، ليتمّ استبدالهم في نهاية المطاف بالعمالة السورية. يقول إن المشكلة تتمثل في الفوضى القائمة في سوق العمل اللبنانية، وعدم فرض ضمانات للوظائف، "هناك فلتان في عمليات التوظيف في القطاعات كافة، خاصة في قطاعي الصناعة والزراعة".

يضيف "أصحاب المؤسسات التجارية في لبنان يعمدون إلى استبدال العمالة اللبنانية بالسورية لخفض كلفة الأعمال وزيادة الأرباح". ويرى الأب خضرا أن العمالة السورية كانت مناسبة لمعظم اللبنانيين لتأكيد عدم مبالاتهم بوطنهم ومصلحة أبنائه.
&