باكو: أعلنت دول منظمة أوبك مع عشر دول اخرى مصدرة للنفط الاثنين في باكو عاصمة اذربيجان، أنها ستنتظر حتى نهاية حزيران/يونيو المقبل لاتخاذ قرار بشأن تمديد محتمل للاتفاق القائم بشأن دعم أسعار النفط.

وأصدرت لجنة المتابعة الوزارية التي تضم دول أوبك والدول الأخرى بيانا أوصت فيه بالغاء الاجتماع المقبل لوزراء اوبك المقرر في نيسان/ابريل، والاكتفاء بمؤتمر الخامس عشر من حزيران/يونيو "لاتخاذ قرار بشأن الانتاج خلال النصف الثاني من العام 2019".

ودعت اللجنة التي لا تتمتع بسلطة اتخاذ قرارات الى عقد اجتماع جديد لهذه اللجنة خلال ايار/مايو في جدة في السعودية.

وأضاف البيان أن "التحركات الاساسية للسوق لن تتغير على الارجح خلال الشهرين المقبلين".

وخلال افتتاح هذا الاجتماع للجنة المتابعة في احد الفنادق في وسط باكو، اعتبر وزير النفط السعودي خالد الفالح ان "التحركات الاساسية للسوق تتقدم ببطء"، مشددا على "الحاجة الى القيام بعمل كبير" لتحقيق الاهداف.&

واذ اشار الى فائض العرض والاحتياطات الكبيرة جدا وضعف الاستثمار في قطاع النفط، اكد الوزير أن "من الاهمية بمكان مواصلة التعاون" بين الدول المنتجة للخام.

واضاف "اكد لي زملائي انهم سيلتزمون تماما (اتفاق الحد من الانتاج) وحتى اكثر مما هو مطلوب في الاسابيع المقبلة".

وغادر وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك باكو مساء الاحد بعدما شارك في الاجتماعات. واوضح انه يصعب تحديد حجم الانتاج في شكل مسبق بسبب الاضطرابات في الاسواق جراء العقوبات الاميركية على ايران وفنزويلا، وهما بلدان منتجان اساسيان.

وصرح نوفاك الذي تترأس بلاده مجموعة الدول المنتجة للخام خارج اوبك "علينا ان نأخذ هذه الظروف الملتبسة في الاعتبار لاتخاذ قرارات تتصل بالسوق".

"مأسسة" التحالف

من المقرر أن تسري الاجراءات الحالية القاضية بالحد من الانتاج حتى حزيران/يونيو، وكان تم تعزيزها في كانون الاول/ديسمبر. وتعهدت الدول العشر الحليفة مع أوبك خفض انتاجها بمقدار 1،2 مليون برميل يوميا لدعم اسعار الخام.

واعلن الوزير السعودي ان "مأسسة اطار من اجل تعاون بعيد المدى بين اوبك والدول خارج اوبك هو امر بالغ الاهمية استراتيجيا، واكثر اهمية من اي وقت لتفادي تكرار الاضطراب الذي ساد السوق في 2014".

وفي هذا السياق، لاحظ تحسنا موضحا ان اتفاقا سيتم تقديمه الى الوزراء المعنيين "في الاسابيع المقبلة".

وكان الاتفاق الذي تم التوصل اليه في نهاية العام 2016 بين منظمة اوبك التي تنتج دولها ثلث الانتاج العالمي، وعشر دول اخرى خارجها بينها روسيا، أتاح استقرار السوق النفطية بعد انهيار الاسعار.

وأعاد هذا الاتفاق الوهج لمنظمة اوبك بعد أن كانت فقدت الكثير منه، كما أتاح لروسيا لعب دور أساسي جعلها حكما في السوق النفطية.

واعتبارا من نيسان/ابريل، ستمنع الشركات والمواطنون الاميركيون من شراء النفط من فنزويلا، في وقت تسعى واشنطن الى عزل نظام الرئيس نيكولاس مادورو. كذلك، اعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات على ايران كانت رفعتها تدريجا بموجب الاتفاق حول البرنامج النووي الايراني.

وكان الرئيس دونالد ترامب دعا اوبك الى اتخاذ اجراءات لخفض الاسعار. وكتب على تويتر نهاية شباط/فبراير ان "اسعار النفط ترتفع كثيرا. ارجو من اوبك (...) ان تلتزم الهدوء".

واذا كانت اذربيجان انتهزت مشاركتها في اتفاق اوبك لتعزيز علاقاتها مع السعودية، فهي سعت عبر استضافة هذا الاجتماع الى جذب الاستثمارات لتحديث صناعتها النفطية المتهالكة.

وتشكل الصادرات النفطية الواردات الاساسية لهذا البلد الواقع على بحر قزوين.