رغم هبوط طفيف مفاجئ&لأسعار النفط&بداية الأسبوع المنصرم، واصلت الأسعار الارتفاع حيث اقتربت من 72 دولارا في نهاية الاسبوع بعد ان هبط خام برنت الى 71.23 دولارا للبرميل وخام غرب تكساس الوسيط الى 63.50 دولارا للبرميل.

وتعزى&وسائل الاعلام سبب الانخفاض لما قاله وزير المالية الروسي عن احتمال قيام أوبك برفع الانتاج لتعزيز حصتها في السوق في المنافسة مع الولايات المتحدة.

وقال الوزير أنطون سيلوانوف لوكالة الانباء الحكومية تاس: "هذه معضلة وماذا سنفعل مع اوبك؟ هل سنفقد حصتنا في السوق التي&تسيطر عليها أميركا او نخرج من الاتفاق مع أوبك؟ واذا فعلنا ذلك أي التخلي عن صفقة سياسة الانتاج مع أوبك ستهبط الأسعار وسيتقلص الاستثمار الجديد وسيتقلص الانتاج الأميركي لأن تكلفة إنتاج الزيت الصخري أعلى من تكلفة الإنتاج التقليدي".

وكان الانخفاض الطفيف موقتاً، حيث وصلت أسعار النفط الى ما يقارب 72 دولارا في التعاملات والتسويات الخميس لخام برنت القياسي و 64 دولارا لخام غرب تكساس الوسيط ولعدة عوامل جيوسياسية وتراجع المخزونات الأميركية. &

حيث أفادت إدارة معلومات الطاقة الاميركية الاربعاء ان مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة انخفضت 1.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الثاني عشر من الشهر الجاري، مخالفة توقعات المحللين التي كانت أشارت إلى زيادة قدرها 1.7 مليون برميل.

جاء انتعاش الأسعار هذا العام متحديا تنبؤات التشاؤم والكآبة عن الحروب التجارية وتباطؤ النمو الاقتصادي وارتفعت الأسعار بنسبة 30% &كنتيجة لتراجع حجم الإمدادات وارتفاع الطلب، ولكن استمرار ارتفاع الأسعار قد يؤثر سلبا على الطلب الآسيوي حسب بعض التقديرات.

لكنّ هناك عنصرا آخر يلعب دورا في الطلب على النفط وهو العنصر غير المرئي، وهو هوامش الربح من عمليات التكرير أي تحويل برميل نفط خام الى بنزين وديزل ومشتقات أخرى حسب تحليلات بلومبيرغ.

العوامل التي تدفع الأسعار للأعلى وباتجاه 80 دولارا هي كالآتي:

أولا: اتفاقية ديسمبر&2018 بين أعضاء اوبك بقيادة المملكة العربية السعودية وروسيا لخفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يوميا. هذا الاتفاق يستثني فنزويلا وإيران.

ثانيا: العقوبات الأميركية على فنزويلا وايران وهما عضوان مهمان في منظمة أوبك الأميركية حرمت الأسواق من 2 – 3 ملايين&برميل يوميا. حيث هبط انتاج اوبك بواقع 534 الف برميل يوميا وبلغ انتاج أوبك الاجمالي 30.2 مليون برميل يوميا خلال شهر مارس&الماضي، وانتجت روسيا 11.49 مليون برميل يوميا في مارس&الماضي.

ثالثا: المخاوف الجيوسياسية التي قد تؤدي الى توقف الانتاج الليبي كليا وستحرم السوق من 1.4 مليون برميل يوميا وكذلك استمرار حالة التوتر السياسي والاحتجاجات في الجزائر.

رابعا: تراجع المخزونات الأميركية حيث هبطت مخزونات الخام 3.1 ملايين&برميل في الأسبوع المنتهي في 12 أبريل&إلى 452.7 مليون برميل، مقارنة مع توقعات محللين لزيادة قدرها 1.7 مليون برميل.

وقال معهد البترول الأميركي إن مخزونات الخام في مركز التسليم في كاشينغ بولاية أوكلاهوما تراجعت 1.6 مليون برميل.

&وانخفضت مخزونات البنزين 3.6 ملايين&برميل، مقارنة مع توقعات المحللين في استطلاع للرأي أجرته رويترز أن تهبط 2.1 مليون برميل.

وأشارت بيانات معهد البترول إلى أن معدلات استهلاك المصافي من الخام زادت 35 ألف برميل يوميا.

وتراجعت واردات الولايات المتحدة من الخام الأسبوع الماضي بمقدار 594 ألف برميل يوميا إلى 6.6 ملايين&برميل يوميا.

المخاوف من غضب البيت الأبيض

يتوقع محللو&المصرف الاستثماري "سيتي غروب" أن تخترق أسعار البترول في محطات البنزين في الولايات المتحدة الحاجز النفسي 3 دولارات للغالون. وقد ترتفع الأسعار من 2.85 دولار للغالون الى 2.95 دولار مع اقتراب موسم السواقة والرحلات الطويلة. ومما لا شك فيه أن تصاعد أسعار خام برنت القياسي باتجاه 80 دولارا للبرميل وارتفاع أسعار البنزين للمستهلك الأميركي سيثير غضب البيت الأبيض. وقد نشهد المزيد من ضغوط الرئيس ترمب على أوبك لرفع الانتاج، كما فعل سابقا.

السؤال هل ستستجيب أوبك لهذه الضغوط أم ستتجاهلها؟

ومن المتوقع أن تواصل الأسعار ارتفاعها بين الآن ويونيو&المقبل بشرط ألا تظهر تقارير اقتصادية سلبية على سبيل المثال تراجع الطلب الصيني بسبب ضعف النمو الاقتصاد الصيني.
&