تعتزم شركة روسية خاصة استثمار وتطوير مرفأ طرطوس، الأكبر في سوريا، مدة 49 عامًا، وبكلفة تتجاوز 500 مليون دولار، وفق ما أفاد وزير النقل السوري علي حمود الخميس، في خطوة تأتي استعدادًا لمرحلة إعادة الاعمار، وأملًا في تخفيف تداعيات الحصار الاقتصادي.

إيلاف: قال حمود في تصريحات نقلتها صحيفة الوطن المقربة من السلطات في عددها الخميس، إن "عقد الاستثمار لشراكة في إدارة وتوسيع وتشغيل مرفأ طرطوس (...) سيتم توقيعه مع شركة +ستروي ترانس غاز+ الروسية الخاصة" من دون أن يحدّد موعدًا لذلك.

توسيع تحديث وإنشاء
وأوضح أن "تحديد فترة العقد بـ49 عامًا لكون الدراسة والجدوى الاقتصادية للمشروع تحتاجان هذه المدة لتحقيق الربح المطلوب للطرفين".

يتضمن المشروع توسيع الجزء الشمالي من المرفأ، الذي بنته شركة دنماركية عام 1960، وتحديث بنيته التحتية وإنشاء مرفأ جديد بتكلفة تقديرية تتجاوز 500 مليون دولار، وفق حمود.

تعد موسكو من أبرز حلفاء دمشق، وقدّمت لها منذ بدء النزاع دعمًا سياسيًا ودبلوماسيًا قبل أن تبدأ دعمها العسكري في العام 2015. كما وقعت في السنتين الأخيرتين اتفاقات ثنائية مع دمشق وعقودًا طويلة المدى في مجالات عدة، أبرزها الطاقة والبناء والنفط والزراعة.

وتعدّ الشركة الروسية المذكورة واحدة من أكبر شركات المقاولات في روسيا، ويملكها رجل أعمال مقرب من الرئيس فلاديمير بوتين. وسبق أن فازت في العام 2018 بعقد لاستثمار واستخراج الفوسفات من مناجم منطقة تدمر لمدة 50 عامًا. يشار الى وجود قاعدة عسكرية روسية في مرفأ طرطوس.

للتعويض عن العقوبات
ومن المتوقع وفق الوزير، أن ترتفع القدرة الاستيعابية للمرفأ الجديد من أربعة ملايين طن سنويًا، تُنتج أو تمر عبر مرفأ طرطوس، إلى 38 مليون طن سنوياً، ومن نحو 15 إلى 20 الف حاوية سنوياً الى مليوني حاوية.

تأمل دمشق أن ينشّط هذا المشروع الحركة التجارية عبر المرفأ، ويدرّ عائدات اضافية، بعدما أنهكت ثماني سنوات من الحرب والعقوبات المفروضة من دول غربية الاقتصاد السوري.

قال حمود في تصريحات للتلفزيون السوري ليل الثلاثاء إن وجود شركة عالمية مستثمرة للمرفأ "يعطي أجواء إيجابية للسفن العالمية، ويحثها على ارتياد المرفأ، الأمر الذي من شأنه التخفيف من وطأة الحصار الظالم المفروض على سوريا والمساهمة في وصول احتياجات ومستلزمات الشعب السوري".

منافسة دول الجوار
ويأتي توقيع الاتفاق المرتقب مع استعداد سوريا لبدء مرحلة إعادة الاعمار. وأوضح حمود "نسعى إلى أن ننافس دول الجوار التي قامت بتحسين مرافئها لتقوم هي باستثمارها في إعادة اعمار سوريا، وهذا ليس جيداً.. أن تترك اعادة اعمار سوريا (تتم) من خلال مرافئ دول الجوار، وبالتالي كان لا بد من أن نسعى إلى تأمين أرصفة بأعماق كبيرة تستوعب حمولات سفن تصل الى 100 الف طن".

تتراوح أعماق أرصفة المرفأ بين 4 و13 متراً، ما يجعلها غير قادرة على استيعاب أكثر من 30 إلى 35 ألف طن كوزن سفينة واحدة. وكانت وكالة الأنباء الروسية (ريا نوفوستي) نقلت عن نائب رئيس الوزراء يوري بوريسوف، قوله بعد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق السبت، إن "الحكومة السورية قد تؤجر خلال الأسبوع المقبل، ميناء طرطوس على ساحل البحر الأبيض المتوسط، لروسيا لمدة 49 عاماً".
&