بوينوس أيرس: دعا الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري، الذي ترزح بلاده تحت ضغط أزمة اقتصادية، زعماء الأحزاب المعارضة إلى مناقشة سلسلة اجراءات لتحقيق الاستقرار الاقتصادي قبل ستة أشهر من الانتخابات الرئاسية.

وأرسل ماكري رسالة الى الزعماء السياسيين البارزين، بمن فيهم منافسته اليسارية كريستينا كيرشنر، يدعوهم فيها الى محادثات من أجل التوافق حول خطة من 10 نقاط لجعل الاقتصاد تحت السيطرة. كما تمت دعوة أصحاب العمل والنقابات ورؤساء الكنائس الى المشاركة في المناقشات.

كتب ماكري في رسالته "من الواضح أننا واجهنا مشاكل في الاتفاق على القضايا الأساسية لتنميتنا الاقتصادية". وأضاف "لذلك وفي كل مرة تقترب فيها الانتخابات تطفو الكثير من الشكوك حول مستقبلنا".&

حتى الآن تلقى البعض ببرود دعوة ماكري، مثل زعيم الحزب البيروني سيرجيو ماسا ووزير الاقتصاد السابق روبرتو لافانا.

يسعى الرئيس الذي ينتمي الى يمين الوسط الى التوصل الى اتفاق حول قائمة من 10 نقاط تشمل الحفاظ على الاستقرار المالي وزيادة الصادرات وخفض الضرائب والوفاء بالالتزامات المالية المترتبة على الدولة، وهي اجراءات أدت اساسا الى سياسة التقشف المتبعة التي لا تحظى بشعبية.

وقال الخبير الاقتصادي دانيال كيرنر إن هذه الخطوة تهدف جزئيًا إلى تخفيف مخاوف المستثمرين، على الرغم من أن "الدافع الرئيس وراء تحرك ماكري هو إضعاف مرشحي المعارضة"، وخاصة كيرشنر "التي لن تشارك في المناقشات".

لم تعلن كيرشنر، التي تبدو جاهزة لاستغلال انخفاض شعبية ماكري بالرغم من مواجهتها اتهامات فساد، حتى الآن رسميًا نيتها خوض انتخابات أكتوبر.&

كما انها لا تزال السياسية الأكثر شعبية في الأرجنتين، وهي تتفوق على ماكري في استطلاعات الرأي. ومن المقرر ان تصدر في هذا الاسبوع كتابها "بكل اخلاص"، الذي يعتبره الكثير من المراقبين بيانًا انتخابيًا، بالنظر إلى توقيت نشره.

وفي محاولة للحد من عجز الدولة، طبقت الحكومة الارجنتينية في العام الماضي خطة تقشفية حدّت من التقديمات المخصصة لذوي الدخل المحدود.

جاءت هذه الإجراءات مقابل الحصول على قرض بقيمة 56 مليار دولار من صندوق النقد الدولي لمساعدة البلاد على مواجهة أزمة العملة والتضخم الذي بلغ 55 بالمئة.
&