يتحدث المعنيون عن مدى مطابقة وضع لبنان بالانهيار الذي حصل في اليونان وتركيا، ويشيرون إلى أن لبنان اليوم بات على خطى اليونان، وأن الإعلان الرسمي عن الانهيار بات وشيكًا.

إيلاف من بيروت: يؤكد الخبير الإقتصادي الدكتور لويس حبيقة لـ"إيلاف" أن تجربة اليونان تبقى مختلفة عن التركية، والتجربة اليونانية كانت ناتجة من سوء إدارة مع اعتماد اليونان النقد المشترك أي اليورو، في حين لم تكن اليونان جاهزة للموضوع، لكن أوروبا فضلت حينها إدخال اليونان ضمن اليورو، من هنا اليونان تعثرت في وقت لم تكن ناضجة للأمر.

أما التجربة التركية فتعود إلى العقوبات التي واجهتها ضدها أميركا، وكانت هناك رغبة أميركية في معاقبة تركيا ورئيسها.

إيران
وردًا على سؤال "بالنسبة إلى التجربة التركية، هناك اليوم استهداف أميركي أيضًا لإيران، ولبنان هل يتأثر بالعقوبات الأميركية على طهران؟". يجيب حبيقة لبنان يتأثر بالفعل بتلك العقوبات، وأي عقوبات على إيران مع وجود ثلث الشعب اللبناني الذي يؤيدها كلها تؤثر اجتماعيًا وإقتصاديًا وإستثماريًا على لبنان، وأي عقوبات على أي دولة مجاورة تؤثر على لبنان وعلى التبادل التجاري وعلى التحويلات، وبالتالي كلها أمور سلبية على لبنان، وتبقى مسيئة إليه.

ويبقى بحسب حبيقة، أن إيران لا تعاقب لأسباب إقتصادية، بل بسبب النووي، وهي أسباب عسكرية سياسية.

المصرف المركزي
عن مدى أهمية الجهود التي يقوم بها المصرف المركزي في لبنان لضبط الأوضاع المالية في لبنان، يرى حبيقة أنها جهود تبقى مشكورة، وهناك أمور مهمة، وهي أن مصرف لبنان ملتزم بسياسة تثبيت سعر صرف الدولار اللبناني، وهو التزام علني لا يقبل الشك.

وكذلك قدرة مصرف لبنان للدفاع عن سعر صرف الدولار كبيرة، مع وجود ما يقارب الـ60 مليار دولار احتياطي نقدي، ولا تزال أموال المغتربين تتدفق على المصارف، وكذلك لا يوجد أشخاص في لبنان يرغبون في إسقاط سعر الليرة في لبنان بعكس تركيا.

ويلفت حبيقة أن هناك تعثرًا فقط في الوضع الإقتصادي، ولا كارثة اقتصادية كما يشاع. ومن أجل تحسين الأوضاع الإقتصادية في لبنان، يشير حبيقة إلى ضرورة تطبيق الإصلاحات التي وعدنا بها في مؤتمر سيدر، وإعطاء الفرصة للمجلس النيابي، واتخاذ قرارات مهمة في مختلف القطاعات من البنية التحتية كالمطار مثلًا والكهرباء والمياه.
&