ينطلق اللبنانيون في رهانهم على أن مؤتمر الحوار الاقتصادي من الممكن أن يشكّل الفرصة الأخيرة لإرساء قواعد اقتصادية، وإن كانت غير مألوفة ولا تحظى بتأييد شعبي.

إيلاف من بيروت: ينطلق اللبنانيون في رهانهم على أن مؤتمر الحوار الاقتصادي من الممكن أن يشكّل الفرصة الأخيرة لإرساء قواعد اقتصادية، وإن كانت غير مألوفة ولا تحظى بتأييد شعبي من شأنها أن تؤدي ولو على مراحل إلى إعادة الانتظام المالي للدولة على قاعدة خفض العجز الذي يتطلب ترشيق الموازنة للعام المقبل بما يلقى تأييدًا من الدول والمؤسسات المالية الدولية التي كانت وراء المقررات التي صدرت من مؤتمر "سيدر" لمساعدة لبنان على النهوض من أزماته الاقتصادية والمالية.

يعتبر المعنيون أن الإقتصاد في لبنان سيكون عنوان المرحلة المقبلة والدافع الأول لدى المسؤولين والسياسيين في إجراء مراجعة عامة للخط المستقبلية، عن مدى أهمية الإقتصاد في لبنان بالنسبة إلى الخطط السياسية المتبعة يقول الخبير الإقتصادي الدكتور لويس حبيقة لـ"إيلاف" إن الإقتصاد كان دائمًا الأهم في الخطط السياسية في كل الدول، وإذا نظرنا إلى خطابات الرؤساء في فرنسا وأميركا نجد أن الإقتصاد يبقى الأهم في تلك الخطابات، وفي لبنان تبقى المحاصصات الأهم، وليس الإقتصاد، ويجب التركيز على الإقتصاد في لبنان، لأنه يشكّل عصب الحياة لدى الناس، وعندما يكون السياسيون في معارك دائمة في ما بينهم، حينها لا يمكن للإقتصاد في لبنان أن يزدهر، ويجعل الناس يقلقون على مصيرهم، بعد التجاذبات الكلامية.

وعلى السياسيين أن يخلقوا المناخ المناسب من أجل تطور الإقتصاد في لبنان، والبعد عن الخطابات الموتورة.

أزمة اقتصادية ومالية
ولدى سؤاله كيف يخرج لبنان اليوم من أزمته الإقتصادية والمالية الخانقة؟. يجيب حبيقة إن هناك أمورًا عدة، منها القيام بخطوات جدية في ما يخص الدين العام والموازنة ومحاربة الفساد، والإصلاحات، وكذلك يبقى موضوع النازحين السوريين، وطالما أن الوضع في سوريا لم يصل إلى اتفاق، فيمكن معالجة ثلث المشاكل فقط. أما الثلثان الباقيان فيتم حلهما بعد انتهاء المشاكل كليًا في سوريا، من موضوع النازحين والعلاقات مع سوريا وغيرها من الأمور.

يضيف "لأن قسمًا كبيرًا من التشنجات الداخلية في لبنان سببه الوضع السوري، وحل الوضع في سوريا يبقى أساسيًا كي يعود لبنان إلى ما كان عليه، ويبتعد عن أزمته الإقتصادية والمالية الخانقة".

ويلفت حبيقة إلى أنه ضد أي خطط اقتصادية، لأنها تعود إلى مخلفات الإتحاد السوفياتي، يجب الحديث عن رؤيا وسياسات والخطط لم تعد موجودة اليوم.

النفط
لدى سؤاله كيف يساهم موضوع النفط والغاز في لبنان في خروجه من أزمته المالية والإقتصادية؟. يجيب حبيقة أنه من الباكر الحديث عن النفط في لبنان، وهذا يعود إلى العام 2025 حتى نبدأ الحديث جديًا عن النفط، والأمر يبقى مرتبطًا بالأسعار أيضًا.
والحديث عن أن موارد نفط اليوم تساعد اقتصاد لبنان يبقى سابقًا لأوانه بحسب حبيقة.

الإصلاحات
عن دور الإصلاحات السياسية والإدارية والإقتصادية في مساعدة لبنان اقتصاديًا، يشير حبيقة إلى أن أهمها يبقى محاربة الفساد وبناء المؤسسات، وقيام القضاء بواجباته كاملة، والقيام بالواجب الإداري والحكومي.&

حزب الله والإقتصاد
عن إدراك الجميع لأهمية موضوع الإقتصاد اللبناني وخطورته فكيف يمكن لحزب الله أن يهدئ الأوضاع، بعدما توترت جنوبًا، يشير حبيقة إلى أن حزب الله يمثل قسمًا من الشعب اللبناني، لذلك يهتم أيضًا بالإقتصاد، والكل يجمع على ضرورة النظر إلى الموضوع الإقتصادي، ولكن لا يكفي النظر، وإنما العمل أيضًا على تفعيل الإقتصاد جديًا في لبنان. وبحسب حبيقة فإن تصرفات السياسيين في لبنان تبقى العقبة الأساسية في وجه تحسن الإقتصاد.