فلاديفوستوك: يستقبل الرئيس فلاديمير بوتين الأربعاء في مدينة فلاديفوستوك في أقصى الشرق الروسي، رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لإجراء مباحثات تتعلق بتعزيز المبادلات التجارية بين البلدين من أجل تحفيز الاستثمارات بينهما.

سيشكل اللقاء على هامش "المنتدى الاقتصادي للشرق" الذي تنظمه روسيا لمحاولة تطوير منطقة شرقها الأقصى الواسعة، فرصة للكرملين ليؤكد أن هناك شركاء تجاريين آخرين، بينما ما زالت العلاقات بين موسكو والدول الغربية في أدنى مستوياتها.

قال المستشار في الكرملين يوري أوشاكوف للصحافيين إن "زيادة الاستثمارات المتبادلة" و"التعاون في مجال الطاقة" يتصدران برنامج أعمال اللقاء. ولم تتجاوز قيمة المبادلات التجارية بين البلدين 11 مليار دولار في 2018.

وأكد أليكسي كوبريانوف المحلل في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية في موسكو لوكالة فرانس برس أن "الاستثمارات الهندية في أقصى الشرق الروسي ستكون الموضوع الرئيس لهذا اللقاء". أضاف إن "دعوة مودي إلى هذا المنتدى ليست صدفة".

قبل لقائهما سيزور بوتين ومودي حوض بناء السفن "زفيزدا" القريب من فلاديفوستوك، حيث يتم بناء سفن حربية وناقلات نفط عملاقة.

وتربط علاقة ودية منذ فترة طويلة بين مودي وبوتين. وقال مودي في مقابلة مع وكالة تاس الروسية للأنباء ولصحيفة "روسيسكايا غازيتا" عشية المنتدى "نجلس معا ونناقش ونمشي معًا ونتحدث. هناك انسجام خاص، عفوية خاصة في علاقتنا"، مشيرًا إلى العلاقة الودية الوثيقة التي تربطه ببوتين. وأوضح مودي أن جدول أعمال المناقشات يشمل أيضًا البيئة وإنقاذ النمور، وهي قضية "تثير اهتمام" الرئيس بوتين.

إعطاء دفع جديد
وكانت موسكو ونيودلهي، اللتان كانتا متقاربتين في الحقبة السوفياتية، عملتا في السنوات الأخيرة على إحياء العلاقات المتوترة منذ 25 عامًا. لكن التعاون بينهما يبقى عسكريًا أساسًا.

حول هذه النقطة، تأمل موسكو في وضع اللمسات الأخيرة على تسليم الهند مروحيات من طراز "226-تي" مزوّدة بمحركات فرنسية من نوع "سافران"، تم إنتاج أربعين وحدة منها على الأراضي الروسية، و140 في الهند، من قبل شركة مشتركة هندية روسية.

وكان يفترض أن يبرم هذا العقد الذي تبلغ قيمته حوالى مليار دولار، بين الشركة الروسية "راشان هيليكوبترز" والجيش الهندي في 2018، لكن ذلك لم يتم حتى الآن.

أعلن أندريه بوغينسكي رئيس مجلس إدارة المجموعة الروسية "روستيك" التي تنتمي إليها "راشان هيليكوبترز" للصحافيين في فلاديفوستوك أن "المفاوضات التقنية انتهت"، لكن بقي على الطرفين الاتفاق على الأسعار. واضاف أن الصفقة ستبرم "على الأراضي الهندية" على الأرجح.

وستعرض أمام مودي وبوتين خلال زيارتهما لأجنحة "المنتدى الاقتصادي للشرق" مروحية من طراز "كا-226 تي" كتب عليها "أنتجوا في الهند" (ميك إن إنديا)، في نداء موجّه "إلى شركائنا الهنود" على حد قول بوغينسكي.

وكان فيكتور كلادوف مدير التعاون الدولي في المجموعة قال في تصريحات لصحافيين في الأسبوع الماضي "نأمل أن يتمكن اللقاء بين بوتين ومودي في فلاديفوستوك من إعطاء دفع جديد للمشروع +كا226 تي+"، موضحًا أنه يأمل "في ضوء أخضر نهائي من الهنود".

الهند التي تعتبر من أكبر الدول التي تشتري أسلحة في العالم، شريك أساسي لروسيا، التي يسعى قطاع صناعاتها الدفاعية إلى الاحتفاظ بمكانته في المرتبة الثانية للبائعين في العالم على الرغم من العقوبات المفروضة منذ الأزمة الأوكرانية في 2014.

ويبذل الجيش الهندي حاليًا جهودًا واسعة لتحديث أسلحته القديمة وغير الكافية لمواجهة التغييرات الجيوسياسية في المنطقة.

وكانت الهند وروسيا أبرمتا في أكتوبر الماضي عقدًا تشتري نيودلهي بموجبه أنظمة للدفاع الجوي "إس-400" بقيمة 5.2 مليارات دولار بمناسبة زيارة فلاديمير بوتين إلى البلاد. وقال مسؤولون روس وهنود إن تسليم هذه المنظومات سيبدأ في 2023.

أبرمت هذه الصفقة على الرغم من التحذيرات الأميركية من أن الهند تعرّض نفسها بذلك لعقوبات اقتصادية. وفي الواقع ينص قانون أميركي على فرض عقوبات على أي بلد أو كيان يشتري أسلحة روسية، بهدف معاقبة موسكو على موقفها في أوكرانيا وتدخلها المفترض في الانتخابات الرئاسية الأميركية.