واشنطن: قال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض الجمعة إن المفاوضات التجارية بين الصين والولايات المتحدة تستأنف وسط أجواء هادئة، رغم فرض رسوم جمركية مشددة جديدة في الآونة الأخيرة، لكنه رفض التكهن بنتيجة المفاوضات المقبلة.

قال لاري كادلو لقناة "سي إن بي سي" إنه من المقرر عقد اجتماع بين المفاوضين الصينيين والأميركيين في "مطلع أكتوبر" في واشنطن، معلقًا "إنه تطوّر إيجابي".

أوضح أنه "لا يمكنني التكهن بنتائج هذه المحادثات الجديدة"، مستخلصًا الدروس من جولات المفاوضة السابقة التي فشلت جميعها في التوصل إلى اتفاق، مضيفًا "أقول فقط إنه أمر جيد أن يأتوا، وأن تكون الأجواء أكثر هدوءًا".

وقال "نشارك حاليًا في محادثات في غاية الأهمية على جميع المستويات، من الزراعة والملكية الفكرية إلى نقل التكنولوجيا أو قرصنة الكمبيوتر أو الحواجز التجارية".

من جهته، قال الرئيس دونالد ترمب في تغريدة "تجري محادثات، إنه أمر جيد للجميع"، معتبرًا في الوقت عينه أن بكين تدفع ثمن الحرب التجارية. وكتب أن "الصين تتكبّد التعرفات"، مؤكدًا أن "مليارات الدولارات تتدفق على الولايات المتحدة" بينما "تشهد الصين أسوأ عام منذ عقود".

وكانت واشنطن وبكين على وشك توقيع اتفاقية تجارية في أوائل مايو عندما توقفت المحادثات، وتراجعت الصين عن جميع التزاماتها بحسب ما أعلنت الولايات المتحدة. وتصاعد التوتر بعد ذلك مع بدء تطبيق رسوم جركية مشددة على دفعات، كانت آخرها في الأول من سبتمبر.

وبحلول نهاية العام الحالي، يعتزم ترمب فرض رسوم مشددة على جميع الواردات من الصين تقريبًا (نحو 540 مليار دولار بناءً على واردات العام 2018).

ويحذر خبراء الاقتصاد من أن الحرب التجارية تبطئ النمو العالمي. كما لفت صندوق النقد الدولي أخيرًا إلى انعكاساتها على الاقتصاد الصيني.

لكن لاري كادلو أشار إلى أن التوصل إلى اتفاق مع الصين قد يستغرق سنوات، إذ إن الأهم هو تسوية المشكلات الجوهرية مثل الممارسات التجارية الصينية التي تعتبرها واشنطن غير نزيهة، مقيما مقارنة مع حقبة الحرب الباردة.

وقال لصحافيين "الرهانات كبيرة إلى حد يتحتم علينا إنجاح (المفاوضات). وإن استغرق الأمر عقدًا، فليكن". أضاف أنه خلال الحرب الباردة "تطلب الأمر عقودًا وعقودًا للتوصل إلى ما كنا نريده مع الاتحاد السوفياتي سابقًا".