أبوظبي: طغى الحديث عن الحاجة الملحة للانتقال نحو الطاقة النظيفة على جلسات المسؤولين والخبراء ضمن مؤتمر الطاقة العالمي الضخم في نسخته الرابعة والعشرين المنعقد في أبوظبي.

وشدد العديد من ممثلي دول الخليج الغنية بالنفط على أنّ الوقود الاحفوري (النفط، الغاز، الفحم الحجري) سيبقى مصدر الطاقة الرئيسي لعقود، رغم اقرارهم بأن الانتقال للطاقة المتجددة أصبح أمرا ضروريا، خصوصا في ظل التغير المناخي.

ومنذ بدء أعمال المؤتمر الاثنين، دعا مشاركون في الجلسات الحوارية إلى تسريع عملية الانتقال للاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة، ومحاولة تقليل الانبعاثات الكربونية.

وتطرّق المتحدثون في المؤتمر إلى دور الطاقة النووية، وغاز الهيدروجين، ومصادر أخرى غير تقليدية لاعتمادها بدل الوقود الاحفوري الذي يشكّل حاليا نحو ثلاثة أرباع الاستهلاك العالمي من الطاقة.

إلا أنّ المسؤولين في الدول المنتجة للنفط، وخصوصا في الخليج، قالوا إنّهم لن يتمكّنوا من تلبية الطلب المتزايد على الطاقة النظيفة قريبا، رغم تأكيدهم دعم عملية الانتقال.

وأوضح وزير الدولة الإماراتي الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية أدنوك سلطان الجابر "سيبقى العالم يعتمد على النفط والغاز كمصدرين رئيسين للطاقة لعقود".

وأضاف أمام المؤتمر الذي حضره نحو 400 مسؤول ورجل أعمال يمثّلون 150 دولة "هناك حاجة لاستثمارات في النفط والغاز بقيمة 11 تريليون دولار لتلبية الطلبات المتوقعة" خلال العقدين المقبلين.

وتضاعفت أربع مرات نسبة الطاقة التي تنتجها المصادر البديلة والمتجددة خلال عقد فقط، لكن الطلب الكبير على الطاقة في الاقتصادات النامية أدى بالمقابل إلى ارتفاع الانبعاثات بنسبة 10 بالمئة، حسب ما جاء في تقرير للأمم المتحدة الاسبوع الماضي.

وبحسب رئيس شركة أرامكو أمين الناصر، فإنّ "كل عمليات الانتقال في قطاع الطاقة تحتاج إلى عقود، بسبب وجود عقبات".

وأوضح أنّ المملكة السعودية تدعم زيادة نسبة مساهمة مصادر الطاقة البديلة في هذا المجال، لكنه انتقد السياسات التي اعتمدتها العديد من الحكومات، والتي رأى أنّها لا تأخذ في الاعتبار "طبيعة عملنا الطويلة الامد، والحاجة لعملية انتقال منظّمة".

واستثمرت دول الخليج عشرات مليارات الدولارات في الطاقة النظيفة، الشمسية والنووية بشكل خاص.

وأطلقت دبي أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم بقيمة 13,6 مليار دولار وقدرة على تلبية ربع حاجة الإمارة الثرية من الطاقة بحلول العام 2030.

&