يُنتظر أن يرفع طرح شركة أرامكو السعودية المرتقب في سوق الأسهم السعودية عدد الشركات التي اكتُتِب فيها إلى 58 شركة منذ عام 2009، وقال خبراء إنه سيمتص السيولة من شركات الطاقة.

إيلاف من دبي: قالت صحيفة "الاقتصادية" السعودية إنه من المنتظر أن يرفع طرح شركة أرامكو السعودية المرتقب في سوق الأسهم السعودية عدد الشركات التي اكتُتِب فيها إلى 58 شركة منذ عام 2009. وقد أعلن المهندس أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو، في وقت سابق، أن الطرح العام المحلي لأسهم الشركة سيتم قريبًا، وسيكون إدراجًا أوليًا، كما إن الشركة مستعدة أيضًا لطرح دولي.

بحسب تقرير "الاقتصادية"، بلغ عدد الشركات المطروحة في السوق منذ عام 2009 حتى نهاية يوليو الجاري 57 شركة، وجرت تغطية الأسهم المطروحة للأفراد بنسب كبيرة؛ إذ تجاوزت سبع شركات وبنك، نسبة التغطية 1000 في المئة "عشر مرات".

وقد غُطِّيَت جميع الأسهم المطروحة للأفراد للشركات التي طُرِحَت للاكتتاب كافة بنسبة فاقت 100 في المئة "مرة واحدة"، باستثناء شركة واحدة، هي شركة المراكز العربية، التي غُطِّيَت أسهمها المطروحة للأفراد بنسبة 60 في المئة فقط.

الاكتتابات الأعلى
تعود نسبة التغطية الضعيفة لهذه الشركة مقارنة بالشركات الأخرى إلى أن أيام الاكتتاب كانت يومًا واحدًا فقط، علمًا أن الشركة طرحت للاكتتاب في 9 مايو الماضي.

جاء البنك الأهلي، الذي طرح للاكتتاب في عام 2014، الأعلى من حيث نسبة تغطية الأفراد للأسهم المطروحة بـ2307 في المئة "23.07 مرة"، تلته في المركز الثاني شركة الوطنية للتأمين التي طرحت للاكتتاب في عام 2010 بنسبة تغطية بلغت 2000 في المئة "20 مرة".

ثالثًا، شركة الإنماء طوكيو مارين بنسبة تغطية بلغت 1610 في المئة "16.1 مرة"، تليها رابعًا شركة العربي للتأمين التي تسمى حاليًا شركة متلايف وإيه أي جي والبنك العربي للتأمين التعاوني بنسبة تغطية بلغت 1180 في المئة "11.8 مرة".

خامس هذه الشركات بروج للتأمين بنسبة تغطية 1163 في المئة "11.6 مرة"، ثم شركة آيس للتأمين، التي غيّرت اسمها إلى شركة تْشب العربية للتأمين التعاوني، بنسبة تغطية بلغت 1135 في المئة "11.4 مرة"، وسابعًا شركة الخليجية العامة للتأمين بنسبة تغطية بلغت 1015 في المئة "10.2 مرة".

منذ 2009 حتى يوليو 2019، عام 2014 هو الأعلى من حيث متوسط نسبة تغطية الأفراد للشركات التي طرحت للاكتتاب بنسبة 802.83 في المئة، ثم عام 2013 بمتوسط نسبة تغطية 676 في المئة، ثم عام 2009 بمتوسط نسبة تغطية 657 في المئة.

سيمتص السيولة
إلى ذلك، نقلت وكالة "رويترز" عن بيتر كولمان، الرئيس التنفيذي لوودسايد الأسترالية، قوله إن البيع الضخم للأسهم في عملاق النفط أرامكو السعودية سيمتص السيولة من شركات الطاقة المنافسة، "حيث سيعيد المستثمرون تخصيص الأموال في محافظهم المتقلصة لأسهم الوقود الأحفوري".

أضاف كولمان على هامش مؤتمر الطاقة العالمي في أبوظبي: "إن التحديات التي ينطوي عليها الطرح العام الأولي لأرامكو أصبحت قضية مهمة للنقاش بين المصرفيين في بنوك الاستثمار مع إحياء المملكة فكرة جمع ما يصل إلى 100 مليار دولار من خلال إدراج أسهم لشركة الطاقة الوطنية العملاقة".

تابع: "ما البديل الاستثماري؟، هل سندات الخزانة الأميركية أم شركات (النفط والغاز) المتوسطة في الولايات المتحدة؟".

ختم كولمان، رئيس أكبر شركة مستقلة للنفط والغاز في أستراليا، كلامه بالقول: "المستثمرون الذين يشترون السندات والأسهم لديهم تفويض بالاستثمار في قطاعات معيّّّنة. الواقع أن هذا التفويض لن يتغيّر سريعًا، وهو في قطاع الطاقة ينكمش، بدلًا من أن ينمو. إذا كان لديك وعاء بهذا الحجم الكبير، وفجأة استقطبت أرامكو جانبًا كبيرًا منه، فسيكون له تأثير، والكثيرون سيعتمدون على حجم الطرح العام الأولي لأرامكو".

أربع بورصات
هذا وقد عرضت صحيفة "نيويورك تايمز" للبورصات العالمية المحتملة، واحدة منها على الأقل، لتكون محلًا لاكتتاب أرامكو، وهي أربع بورصات:

- بورصة نيويورك: الأكبر في العالم من خلال القيمة السوقية، وتفضلها السعودية لمكانتها، إلا أن مستشاري الطرح العام الأولي حذروا من أن إدراج أرامكو في الولايات المتحدة لأسباب سياسية.

- بورصة لندن: لديها الكثير من السيولة، وتواصل مديروها التنفيذيون مع المسؤولين السعوديين من خلال وفد بريطاني زار جدة. خففت من القواعد الخاصة بالشركات التي تسيطر عليها الدولة، في ما وصفه النقّاد بأنه استمالةٌ واضحة لأرامكو. إلّا أن استمرار عدم اليقين بشأن انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد يلقي بظلاله على فرص بورصة لندن.

- بورصة هونغ كونغ: غيّّرت قواعدها بطرائق تعود بالفائدة على شركات، مثل أرامكو. وروّجت لـ "الربط الرئيس" مع الصين القارية التي تساعد المؤسسات المالية الكبرى في الصين على الاستثمار في العروض التي تقام في هونغ كونغ. لكن يخشى أن تستمر الاحتجاجات، ما يثير تساؤلات حول جذب البورصة لأرامكو.

- بورصة طوكيو: ثالث أكبر بورصة في العالم من حيث القيمة السوقية، بعد بورصة ناسداك، وأرامكو تحظى بعدد من الصلات التي تربطها باليابان، فطوكيو تعد موطن سوفت بنك، عملاق التكنولوجيا الياباني، شريك صندوق الاستثمارات العامة السعودي في مجموعة من المشروعات، خصوصًا مشروع الاستثمار التكنولوجي لصندوق الرؤية، الذي تبلغ قيمته نحو 100 مليار دولار. إلّا أنها لا تتمتع بمكانة بورصات نيويورك ولندن وهونغ كونغ نفسها، كما تقول "نيويورك تايمز".

&