بغداد: وقّع العراق السبت عقداً بقيمة 1,3 مليار دولار مع مجموعتي "سيمنس" الصناعية الألمانية و"أوراسكوم للإنشاء" المصرية لإعادة بناء مجمع لتوليد الطاقة في مدينة بيجي شمال بغداد.

ويعد الاتفاق جزءاً من خارطة طريق أوسع في قطاع الكهرباء وقعها العراق مع "سيمنس" في وقت سابق هذا العام لإضافة 11 غيغاواط من قدرات الانتاج الى شبكة الكهرباء المحلية التي تعاني صعوبات كبيرة.

وتنتج البلاد حاليًا حوالى 15 غيغاواط، ما يعد أقل بكثير من الطلب المحلي الذي يقدّر بنحو 24 غيغاواط.

ودمرت محطتا بيجي الأولى والثانية إضافة إلى مصفاة نفط ضخمة قريبة من المكان خلال الحرب التي استمرت لثلاث سنوات ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي اجتاح نحو ثلث الأراضي العراقية في 2014.

ولا تزال كثير من أحياء بيجي مدمرة وسط انتشار لذخائر لم تنفجر في المنطقة التي تسيطر عليها مجموعات شبه عسكرية.

ووقع الاتفاق السبت في بغداد وزير الكهرباء العراقي لؤي الخطيب مع رئيس "سيمنس" التنفيذي جو كايسر ورئيس "أوراسكوم" أسامة بشاي.

وأكد الخطيب للصحافيين أن الاتفاق تبلغ قيمته 1,3 مليار دولار وأنه سيضيف 1,7 غيغاواط من الكهرباء إلى الشبكة.

وأفادت "سيمنس" أن عملية إعادة تأهيل المحطة ستستغرق نحو 28 شهراً، لتبدأ فور إقرار الحكومة العراقية للعقود والتوصل إلى اتفاق بشأن التمويل.

وتأثّرت شبكة الكهرباء العراقية بعقود من النزاعات وسوء الصيانة، ما تسبب بانقطاعات متكررة للكهرباء في مختلف أنحاء البلاد.

ويدعم العراق شبكته بالكهرباء المستوردة من إيران المجاورة ويستخدم الغاز الطبيعي الإيراني لتغذية محطات الطاقة لديه.

واستثنت الولايات المتحدة العراق من العقوبات التي فرضتها على إيران، فسمحت له بمواصلة الاستيراد من الجمهورية الإسلامية شرط العمل على تخفيف اعتماده عليها.

وحضّ مسؤولون أميركيون العراق على إقامة شراكات مع شركات أميركية بينها "جنرال إلكتريك" ليتمكن من تحقيق اكتفاء ذاتي في مجال الطاقة.

وانتقدت مصادر في القطاع هذا التوجه باعتبار أنه يضغط بشكل غير منصف على بغداد لصالح الشركات الأميركية.

ولمح كايسر السبت إلى أنه تم تخفيف هذا النوع من الضغوط وتم التوصل إلى "تكافؤ في الفرص".

وقال "سيثبت الوقت ذلك، لكن كان يمكن أن توقع جهة أخرى (العقد) اليوم" بدلا من "سيمنس".