إيلاف من أبوظبي: اختتم المؤتمر الدولي للطرق السادس والعشرين -أبوظبي 2019 أعماله يوم الخميس، وسط إشادة وزراء النقل الضيوف، والخبراء العالميين، وقادة ورواد قطاعي الطرق والنقل المشاركين فيه بنجاح المؤتمر في إعادة تشكيل مستقبل قطاع الطرق في جميع أنحاء العالم.

وحسب بيان للمنظمين تلقت "إيلاف" نسخة منه، فقد اجتمع مئات المشاركين اليوم، لتبادل خبراتهم ومعرفتهم لآخر مرة في أبوظبي، بعد أربعة أيام من الفعاليات المكثفة التي تضمنها المؤتمر الذي عقد في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.

يشار إلى أنه ومنذ انعقاد المؤتمر الدولي الأول للطرق في باريس عام 1908، نظمت الجمعية العالمية للطرق مؤتمراتها كل أربع سنوات في واحدة من البلدان الأعضاء بهدف مشاركة التقنيات والابتكارات والاستراتيجيات والتوجهات السياسية والتطورات العالمية وأفضل الممارسات والخبرات في مجال الطرق والبنى التحتية والنقل البري والبحري. وتبادل الخبرات والربط بين صناع القرار والوزراء، والحكومات، والقطاع الخاص، والهيئات والمنظمات المعنية بأعمال الطرق والنقل، بالإضافة إلى الأكاديميين، وواضعي الخطط والحلول الاستراتيجية، والخبراء والمشغلين من أكثر من 120 دولة حول العالم.

وشهد اليوم الأخير للمؤتمر عقد ثماني جلسات صباحية، قبل حفل اختتام المؤتمر الأول من نوعه الذي يعقد في الشرق الأوسط.

دارت الجلسات حول قضايا الحاجة إلى تغيير الرؤى والاستراتيجيات من أجل الاستدامة، والمركبات الآلية وذاتية القيادة، والسلامة على الطرق.

وأعرب عبد الله بلحيف النعيمي وزير تطوير البنية التحتية ورئيس مجلس إدارة الهيئة الاتحادية للمواصلات البرية والبحرية، في الإمارات، عن امتنانه لجميع المشاركين في المؤتمر الدولي للطرق السادس والعشرين-أبوظبي 2019.

وأوضح أن المناقشات المهمة خلال أسبوع المؤتمر ستساعد على إعادة تشكيل مستقبل قطاع الطرق عالميا، كما وستعزز من تواصل أبوظبي مع كافة أنحاء العالم.

وقال: "تشرفنا في دولة الإمارات العربية المتحدة باستضافة وتنظيم المؤتمر العالمي للطرق السادس والعشرين-أبوظبي 2019، والذي يربو عمره على المائة عام، وذلك للمرة الأولى في الشرق الأوسط، ونطمح بأن لا تكون الأخيرة. وخلال أيام المؤتمر، شهدت جلساته ومناقشاته التي عقدت تحت شعار "ربط الثقافات وتمكين الاقتصادات" نتائج ملموسة توجت بعشرات الدراسات والأبحاث والخطط التي سيتم تنفيذها لتكون حجر الأساس لبناء المستقبل، ومن خلال هذه الدورة، تمكنا من توفير منصة نجحت في وصل الثقافات وتبادل الآراء والخبرات بين الحضور".

وأضاف: "أثمرت النقاشات والمباحثات عن طرح العديد من الحلول التي ستساهم في وضع خارطة طريق مستدامة في قطاعي شبكات الطرق والنقل، وذلك من خلال إنشاء طرق للطاقة الإيجابية، واستخدام الذكاء الاصطناعي، ومن جانبنا حاولنا اقتناص فرصة المؤتمر وقمنا بتعريف المشاركين بالتطور الملحوظ الذي شهدته طرق دولتنا، وعلى الجهد الدؤوب الذي نبذله والذي قاد لأن تحتل الإمارات المرتبة الأولى في مؤشر جودة الطرق في تقارير التنافسية العالمية للمنتدى الاقتصادي العالمي لسنوات متتالية".&

من جانبه، قال منصور سالم المهيري، مدير إدارة الإعلام والاتصال في دائرة النقل أبوظبي، ومدير مشروع المؤتمر الدولي للطرق - أبوظبي 2019: "كانت النسخة السادسة والعشرون من المؤتمر استثنائية بكل المقاييس، إذ سعدنا باستضافة أكثر من 5000 مشارك، من أكثر من 144 دولة خلال المؤتمر، والذي شهد حضور 45 وزير للنقل والبنى التحتية أكثر من 400 متحدث من جميع أنحاء العالم خلال الجلسات، علاوةً على الاجتماعات الثنائية رفيعة المستوى. كما استمع المشاركون لسبعة متحدثين رئيسيين عرضوا رؤاهم وخبراتهم حول قضايا الطرق والبنية التحتية المختلفة".&

وأضاف:" تشكل التجربة الإماراتية الناجحة في مجال الطرق والنقل مثالاً نرغب بمشاركته مع كافة دول المنطقة والعالم، لهذا قمنا بالترتيب على هامش المؤتمر لمجموعة من الزيارات الميدانية للمشاركين والاختصاصيين لإعطائهم فرصة الاطلاع عن قرب وبشكل مباشر على بعض من مشاريعنا على أرض الواقع. حيث نظمت جولات وزيارات يومية للمواقع، لتعريف المشاركين في المؤتمر بأنظمتنا للطرق الفعالة، والتطبيقات التكنولوجية في إدارة عملياتنا".

التشيك تستضيف المؤتمر القادم

شارك في اليوم الأخير من المؤتمر وفد رفيع المستوى من جمهورية التشيك، حيث دعا أعضاء الوفد المشاركين في المؤتمر في أبوظبي لحضور المؤتمر الدولي للطرق السابع والعشرين الذي سيعقد في 2023 في براغ، معبرين عن تطلعهم لمؤتمر ناجح ومثمر مثل هذه النسخة التي استضافتها أبوظبي.

وقال آدم شاينهير، نائب عمدة مدينة براغ: " لقد كنا سعداء بالمشاركة في هذه الدورة المميزة، ونتطلع خلال السنوات الأربع المقبلة ببناء العديد من مشاريع البنية التحتية الجديدة التي ستشمل الطرق السريعة والجسور والترام، والبناء على التجربة الناجحة لهذا المؤتمر حتى يتمكن المشاركون من مشاهدة تلك المشاريع عند زيارتهم لبراغ".

كما دعا وفد من كندا الحضور إلى المشاركة في "مؤتمر الطرق الشتوي" الذي سيعقد عام 2022 في مدينة "كالجاري" الكندية. وسلط الوفد الكندي الضوء على أن الدولة ستدعم نجاح المؤتمر، وستوفر فرصة للحضور للمشاركة في سلسلة من النقاشات المهمة.

خلال الحفل الختامي، شكر كلود فان روتين، رئيس جمعية الطرق العالمية بباريس PIARC، دولة الإمارات لاستضافتها المميزة للمؤتمر والتي ستترك بصمة هامة في تاريخه.&

وأوضح الخطة الاستراتيجية لجمعية الطرق العالمية للفترة 2020-2023. وشدد على أهمية المناقشات وتبادل المعرفة والخبرات بشأن سياسات وممارسات الطرق والنقل، وأنظمة النقل المستدام.&

وأكد كلود بأن قضايا إدارة الطرق، والتنقل، والسلامة، والاستدامة والبنية التحتية المرنة، ستكون الموضوعات الاستراتيجية الرئيسية التي ستركز عليها الجمعية في الفترة ما بين عامي 2020 و2023.

كلود فان روتين، رئيس جمعية الطرق العالمية بباريس PIARC
&

وصرح باتريك ماليجاك، الأمين العام لجمعية الطرق العالمية، أن المناقشات الثرية التي جرت هذا الأسبوع في أبوظبي ستلعب دورا مهما في تطوير البنية التحتية، لكن النقاشات ونتائجها تحتاج لمتابعات. وقال: "لقد تبادلنا هذا الأسبوع الأفكار وخبرات أفضل الممارسات في مواضيع مختلفة ومفيدة للغاية مثل إدارة الكوارث، ورصد المعلومات، واستراتيجيات النقل، والسيارات الكهربائية. لكن يجب أن تجد نقاشات واستراتيجيات الطرق مكانًا في السياق الأوسع والشامل لدى السلطات وداخل أروقة الهيئات الرسمية ومقدمي الخدمات لبناء بنية تحتية مستدامة".

التطور في نقل البضائع

ركزت الجلسة الاستشرافية الأخيرة للمؤتمر على نقل البضائع عبر الطرق. وقام البروفيسور الفرنسي برنارد جاكوب بتقديم رؤيته حول أفضل الممارسات التي من شأنها أن توفر وسائل تنقل أكثر مراعاة للبيئة واستدامة وفعالية على الطرق السريعة. وضمت الجلسة مناقشات حول عدد من الحلول لمعالجة هذه التحديات القائمة مثل أنظمة الطرق الكهربائية واستراتيجيات القيادة البيئية وحلول الوقود البديلة، كما كانت المركبات عالية السعة وفصيلة السيارات الثقيلة أو الشاحنات من بين الموضوعات التي تم تناولها.