انطلقت في الرياض اليوم الثلاثاء أعمال الدورة الثالثة لـ "مبادرة مستقبل الاستثمار 2019"، التي يستضيفها صندوق الاستثمارات العامة في الرياض، بمشاركة مجموعة من رؤساء الدول وصناع القرار.

إيلاف من الرياض: أكد محافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر بن عثمان الرميان أن مبادرة "مستقبل الاستثمار" تعد من أكبر ثلاثة تجمعات عالمية ، مشيرًا إلى أنه في عام 2017م كان المشاركون بشكل أساسي من الأميركيتين وأوروبا والشرق الأوسط، فيما تحظى النسخة الحالية بمشاركة أكبر، فهناك تنوع من اليابان وروسيا وأفريقيا والأميركيتين وأوروبا والشرق الأوسط؛ إذ يشمل البرنامج مشاركة 300 متحدث من صناع القرار من أكثر من 30 بلدًا&وأكثر من 6000 مشارك .

قال الرميان&إن المبادرة في هذا العام تعمل على ربط رأس المال بالأفكار، وتأسيس علاقات في كيفية إدارة هذا العمل، لافتاً النظر إلى أن المبادرة كانت مؤتمرًا&سنويًا،&والآن أصبحت مؤسسة (مبادرة مستقبل الاستثمار)، وستكون مكانًا&للتعاون المستمر، ومركزاً للفكر العالمي، بما يتوافق مع تصورات رؤية المملكة &2030".

وأشار محافظ صندوق الاستثمارات العامة إلى أن المبادرة في هذا العام سيشارك فيها أفضل العقول من العالم وأفضل رواد الأعمال وأفضل المستثمرين، ليتعرفوا إلى ما يخبئه&المستقبل، مبيناً أن الركيزة الأولى لهذا المؤتمر هي المستقبل المستدام، بينما الركيزة الثانية هي التقنية التي تساعد الجميع، فيما تتمثل الركيزة الثالثة في تطوير المجتمعات.

العقد القادم
ناقشت أولى جلسات مبادرة مستقبل الاستثمار في نسختها الثالثة مستقبل الاقتصاد العالمي وحملت عنوان "العقد القادم" تناول خلالها المشاركون السبل المتنوعة لتعزيز النمو في خضم حالة الشك المتصاعدة في الاقتصاد العالمي خلال السنوات العشر القادمة.

واستضافت الجلسة في الجزء الأول الذي حمل عنوان " آراء من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا" كلاً من محافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر بن عثمان الرميان، والمؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في شركة بريدج ووتر أسوشيتس في الولايات المتحدة الأميركية راي داليو، والرئيس التنفيذي لمجموعة إتش إس بي سي القابضة في المملكة المتحدة نويل كين، والرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك في مجموعة بلاك ستون في الولايات المتحدة الأميركية ستيفن شوارتسمان، والرئيس ومدير العمليات في مجموعة غولدمان ساكس في الولايات المتحدة الأمريكية جون والدرون.

وأكد الرميان خلال الجلسة أهمية التكيف، الذي يوجد الاستقرار، مشيراً إلى أن صندوق الاستثمارات العامة يقوم باستثمارات ذات تأثير ، في عدد من المجالات منها: الإسكان، الرعاية الصحية، الطاقة المتجددة، والعديد من القطاعات الأخرى، ويمكن لهذه الاستثمارات الكبيرة أن تحقق الأمان الاقتصادي.

وأكد أن هناك عدداً من العناصر تؤثر بشكل سلبي أو إيجابي، مثل الحرب التجارية ؛ فهي عامل كبير لا يقتصر تأثيره على البلدين ، وإنما يمتد إلى العالم أجمع.

وفي حديثه& حول شركة "أرامكو السعودية، أفاد بحصول الشركة على المزيد من المؤسسات المساهمة مستقبلًا، لافتاً النظر إلى أن فصل أرامكو عن وزارة الطاقة كان لمنع تضارب المصالح .

بدوره أوضح راي داليو أن هناك عوامل عدة ستؤثر في الاقتصاد العالمي خلال السنوات العشر القادمة، منها التكنولوجيا، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والصراع بين الرأسمالية والاشتراكية، والتغير المناخي.

التكيف التكنولوجي
من جانبه بين جون والدرون أن العلاقات مع العميل قد تغيرت على مدار الأعوام الماضية، فقد تحوّل التركيز على الإنفاق الرأسمالي من المجالات التقليدية إلى مزيد من مجالات الابتكار والحوسبة ، والذكاء الاصطناعي، مضيفًا&أن الجانب المالي لدى الحكومات متأخر عن قدرة قطاع الأعمال على الابتكار.

فيما تناول نويل كين الصناعة، حيث أوضح أن أجزاء من الصناعة تتغير بشكل كبير من خلال استخدام التكنولوجيا، مشدداً على أن التكنولوجيا تغير السوق، ويتعيّن على الشركات التكيف لكي تستمر.

واستضافت الجلسة في جزئها الثاني الذي جاء بعنوان: "آراء من الشرق الأوسط وآسيا"&كلاً من محافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر بن عثمان الرميان، والرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب في شركة مبادلة للاستثمار في الإمارات العربية المتحدة خلدون خليفة المبارك، والرئيس التنفيذي في الصندوق الروسي للاستثمار المباشر كيريل ديمترييف،&ورئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في شركة ريليانس إندستريز المحدودة في الهند موكيش أمباني.

من جهته بيّن&المبارك&أن الاقتصاد شهد خلال الـ 15 عاماً ماضية العديد من التغيرات، متوقعاً أن يكون المستقبل على هذه الحالة ؛ وهذا لا يعني أن يكون جيداً أو سيئاً،&منوهاً بقوة وانتشار التكنولوجيا التي ستجعل من المستحيل التنبؤ بما سيحصل في المستقبل.

بدوره أثنى ديمترييف على ما تقوم به المملكة من إصلاحات اقتصادية، منها الاكتتاب العام المقبل في شركة أرامكو السعودية ، معرباً عن تفاؤله بخصوص المستقبل العالمي للاقتصاد كون الصناديق السيادية مفيدة وبشكل خاص في المضي قدماً لأنها تخطط إلى آفاق أبعد، وتمتلك رؤوس أموال ضخمة.