طرابلس:&أعلنت حكومة الوفاق المدعومة من الأمم المتحدة، قرب عودة الرحلات الجوية بمطار العاصمة طرابلس، عقب قرابة شهرين من الإغلاق جراء تكرار تعرضه للقصف من قبل القوات الموالية للمشير حفتر.

وقال وزير المواصلات بحكومة الوفاق ميلاد معتوق في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الداخلية فتحي باشاغا والمبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، "نعلن إعادة فتح المجال الجوي وحركة الملاحة في مطار معيتيقة الدولي ابتداء من اليوم، وستتم إعادة تشغيل الرحلات الجوية تدريجيا، وسيعود المطار للعمل بكامل طاقته خلال فترة قد تصل إلى أسبوعين".

أضاف معتوق إن "مطار معيتيقة مدني بامتياز ومهم جدا، كونه يستخدم من قبل نصف سكان ليبيا تقريبا، وهو المطار الأكثر استخداما في البلاد ونأمل عدم استهدافه مستقبلا".

من جانبه، أكد غسان سلامة، المبعوث الدولي الخاص إلى ليبيا، بأن البعثة الأممية تأكدت من خلو المطار من أي مظاهر عسكرية.

وقال المبعوث سلامة للصحافيين من داخل المطار، "هناك 2,6 مليون شخص بينهم جرحى ومرضى حرموا من استخدام هذا المرفق الحيوي، كما يستخدم لنقل المهاجرين طواعية خارج ليبيا عبر وكالات الأمم المتحدة (...)، أمر غير طبيعي أن تظل مدينة مثل طرابلس عاصمة ليبيا بدون مطار".

وتابع، "اليوم اطمئن قلبنا بتحديد حدود المطار المدني، ولا حجة لأي طرف أن يستعمله هدفا لعملياته فهو خالٍ من المظاهر العسكرية تماما".

وعن رد فعل البعثة الأممية في حال تكرر قصف المطار، أجاب المبعوث الدولي"عندما يكون الفاعل معروفاً وليدنا أدلة ضده، سيكون أي اعتداء غير مبرر جريمة حرب، وسيتم إبلاغ مجلس الأمن بالطرف الذي ينتهك وستتم معاقبته".

بدوره، أكد وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا، اتخاذ إجراءات لم تتخذ من قبل بحق أي طرف يستهدف مطار معيتيقة الدولي مستقبلا.

وقال وزير الداخلية في المؤتمر الصحافي، "في حال استهدف المطار سيتم اتخاذ إجراءات لم تتخذ في السابق"، دون كشفه عن طبيعة هذه الإجراءات.

أغلق مطار معيتيقة الدولي عقب تعرضه للقصف الصاروخي في الأول من سبتمبر الماضي، ما تسبب في جرح مدنيين وإصابة طائرة ركاب ومدرج المطار بأضرار.

وسبق إغلاق المطار مرات عدة بسبب تكرار القصف الجوي لقوات حفتر التي تتّهم حكومة الوفاق باستخدامه "لأغراض عسكريّة"، فضلاً عن اتهامات أخرى بإقلاع طائرات بدون طيّار تركيّة من مدرجه.

يقع مطار معيتيقة داخل قاعدة جوّية تحمل الاسم نفسه، ويُستخدم بديلاً لمطار طرابلس الدولي الأكبر في ليبيا المتوقّف عن العمل منذ 2014.

هذا وتقترب المعارك الدائرة جنوب طرابلس من شهرها الثامن منذ شن القوات الموالية للمشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا، حملته العسكرية في الرابع من أبريل للسيطرة على طرابلس، مقر حكومة الوفاق.

وتسبّبت المعارك بسقوط نحو 1093 قتيلاً و5752 جريحا بينهم مدنيون، فيما قارب عدد النازحين 128 ألف شخص، بحسب الإحصائية الأخيرة لوكالات الأمم المتحدة في يوليو الماضي.
&