إيلاف: تسجل اسواق المال الكبرى في العالم تراجعًا الجمعة بالتزامن مع ارتفاع أسعار النفط صباح الجمعة بعد الإعلان عن مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في غارة أميركية في بغداد، ما أثار مخاوف من نزاع في المنطقة الغنية بالمحروقات.

وقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد العراقي أبو مهدي المهندس فجر الجمعة في هجوم صاروخي أميركي استهدف سيارتهما قرب مطار بغداد الدولي.

عقب ذلك أرسل دونالد ترمب تغريدة على تويتر اقتصرت على صورة للعلم الأميركي بينما قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الرئيس أمر بقتل سليماني.

حذر المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي من "انتقام قاس ينتظر المجرمين الذين لطخت أيديهم بدمائه ودماء الشهداء الآخرين".

في تعاملات الأسواق الأوروبية المبكرة انخفضت بورصة لندن بنسبة 0,42 بالمئة، وخسرت بورصة باريس بنسبة 0,52 بالمئة، بينما انخفضت بورصة فرانكفورت بنسبة 1,50 بلمئة.

وارتفع سعر برميل النفط الخام الخفيف (لايت سويت كرود) تسليم فبراير، بنسبة 4,3 بالمئة في التعاملات الإلكترونية ليصل إلى 63,84 دولاراً، بينما ارتفع سعر برميل برنت نفط بحر الشمال تسليم مارس، 4,4 بالمئة إلى 69,16 دولارا.

سجل هذا الارتفاع مع تصاعد قلق المستثمرين من الانعكاسات المحتملة للتوتر في الشرق الأوسط على إمدادات الذهب الأسود.

وقال المحلل في مجموعة "اكسيتريدرز" ستيفن إينيس "الأمر أكبر من مجرد صفعة لإيران". وأضاف "إنه استعراض عدواني للقوة واستفزاز واضح يمكن أن يشعل حربا جديدة في المنطقة".

وكانت اسعار النفط شهدت ارتفاعا كبيرا في سبتمبر بعد هجمات على منشآت النفط السعودية أدت إلى خفض انتاج الرياض من النفط إلى النصف. وحمّل ترمب ايران مسؤولية تلك الهجمات وكذلك مسؤولية تفجير ناقلات نفطية في الخليج في العام الماضي.

عالم أقل أمانا
تأتي الأزمة وسط تصاعد الخلافات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية بعدما أعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أن بلاده أنهت الوقف الاختياريّ للتجارب النووية وتجارب الأسلحة البالستية العابرة للقارات، متوعداً بعمل ضد الولايات المتحدة.

وقال إينيس "استيقظنا على عالم أقل أمانا مما كان قبل ساعات خصوصًا إذا أضيف هذا إلى التوتر في شبه الجزيرة الكورية".

دفعت الأزمة المستثمرين إلى التوجه إلى الخيارات الأكثر أمانا، ومن بينها العملات، حيث ارتفع الين بنسبة 0,6% مقابل الدولار، وكذلك الذهب الذي ارتفع سعره بمعدل 1,4% ليصل إلى 1600 دولار للاونصة في أعلى معدل له منذ نحو سبع سنوات.

تراجعت العملات العالية الخطورة ومن بينها الدولار. أما الاسهم فتراوحت بين الصعود والهبوط، بعد أن كانت شهدت ارتفاعا في اليوم الثاني من العام وسط تفاؤل بشأن التجارة بين الصين والولايات المتحدة.

سجلت بورصة هونغ كون انخفاضا بنسبة 0,3%، وشنغهاي 0,1%، وسنغافورة 0,7%، وبومباي 0,5%. الا ان بورصات سيدني وسيول وولينغتون ومانيلا وتايبيه حققت مكاسب.

وكانت شركات الطاقة في المنطقة هي الرابح الأكبر، إذ ارتفعت أسهم شركة سانتوز بأكثر من 2% في سيدني، بينما ارتفعت أسهم بتروتشاينا المدرجة في بورصة هونغ كونغ، بنسبة 2,8%. وكانت الأسواق سجلت ارتفاعا قبل انباء الضربة الأميركية بفضل التفاؤل بشأن اتفاق التجارة الصيني الأميركي وتخفيف سياسات البنك المركزي النقدية وانخفاض القلق بشأن بريكست.

وقال ستيين لونغ من بنك ميزوهو "المستثمرون قلقون من أن الوضع في إيران سيتدهور بسبب احتمال الرد الإيراني المحتمل (...) والناس يرغبون في خفض المخاطر قبل عطلة نهاية الأسبوع. وكانت البورصات سجلت ارتفاعا كبيرا في الاشهر الأخيرة، ولذلك فإن ورود اية أخبار سيئة يشكل سببا لجني الأرباح".