تميز اليوم الأول من فاعليات القمة العالمية لطاقة المستقبل بزيارة الشيخ محمد بن راشد إلى المعرض المصاحب لها، وبجلسات نقاش تناولت موضوعات مهمة، في الاستراتيجية العالمية الخضراء.

انطلقت الثلاثاء فاعليات القمة العالمية لطاقة المستقبل، الحدث الأكبر في مجال مستقبل الطاقة والاستدامة في الشرق الأوسط، بعد افتتاح مشهود الاثنين، والتي تستمر ثلاثة أيام أخرى حافلة بالفاعليات.

ساهم عشرات الآلاف من الزوار والحاضرين من أنحاء المنطقة والعالم، مع مئات العارضين، في إنجاز صفقات تجارية، وتبادلوا المعرفة والخبرات، كما شهدوا إطلاق أحدث ابتكارات الاستدامة. لذلك، يُنتظر أن يواصل هذا الحدث في الارتقاء بمكانته بوصفه الحدث العالمي الأول لممارسة الأعمال التجارية في مجال مستقبل الطاقة والاستدامة.

زيارة الشيخ محمد بن راشد

واليوم، زار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، معرض القمة العالمية لطاقة المستقبل، وجال في أرجاء القاعة الرئيسية في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، مستهلًا جولته بالتوقف عند جناح شركة "مصدر"، إذ اطلع على المشاريع العملاقة التي تنفذها، واستمع من مسؤوليها إلى شرح من خلال المجسم الضخم المعروض في الجناح حول عدد المشاريع وطاقة كل مشروع من الطاقة النظيفة والدول التي تتعاون معها "مصدر" في مشاريع استثمارية في ميدان الطاقة النظيفة.

عرج الشيخ محمد بن راشد على جناح "إكسبو دبي 2020" واستمع من القائمين على الجناح الى شرح حول دور هذا المعرض في نشر الوعي المجتمعي بشأن تدوير النفايات واستخدام الطاقة المتجددة والتركيز على موضوع الاستدامة الدائمة لضمان مستقبل أفضل في مختلف المجالات، من خلال اللقاءات والمنتديات التي تقوم بها إدارة إكسبو 2020 في الجامعات والمدارس وغيرها.

كما توقف في جناح هيئة كهرباء ومياه دبي مطلعًا على أهم مشاريعها القديمة والجديدة التي تنفذها في دبي من خلال مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الأكبر على مستوى العالم، والذي ستصل طاقته الانتاجية بحلول عام 2030 إلى نحو 5000 ميغاواط باستثمار يصل إلى 50 مليار درهم.

نقلة نوعية للإمارات

اختتم حاكم دبي جولته بزيارة جناح وزارة التغير الماخي والبيئة التي تعرض ملامح مستقبل الاستدامة في قطاعات الزراعة والفضاء والطاقة والتنقل من خلال ملتقى "كليكس" الذي تنظمه الوزارة للسنة الثالثة على التوالي، مطلعًا على مشاريع الملتقى التي يبلغ عددها نحو 42 مشروعًا ابتكاريًا تتضمن أقمارًا اصطناعية خاصة بالطقس وأخرى خاصة بالزراعة وخلايا وقود الهيدروجين وشبكات الشحن السريع للمركبات الكهروبائية.

أشاد الشيخ محمد بن راشد بالمشاركة الدولية الواسعة في هذا التجمع العلمي التقني العالمي الذي يهدف إلى تجميع القدرات والطاقات والأفكار العالمية من أجل تحقيق مستقبل أفضل وأشمل للطاقة النظيفة على مستوى العالم، قائلًا: "إن أفكار محمد بن زايد وتطلعاته نحو المستقبل أحدثت نقلة نوعية لدولتنا العزيزة على خريطة الريادة في العمل الإنساني أولًا ثم التنمية المستدامة في الإقليم والعالم أجمع، إن أخي محمد بن زايد الروح الوطنية الصادقة والملهمة لأجيال وطننا وشبابه ويجسد سياسة الدولة وقيادتها المعطاءة في أنه يميز بين إرادة التغيير وتغيير الإرادة ويتمسك بل ويؤمن بقوة الإرادة ويرفض إرادة القوة... وفقه الله لخدمة دولتنا وشعبنا وإعلاء مكانتهما في العالم".

فرصة لحشد الجهود

في اليوم الأول لفاعليات القمة، ألقى المهندس عويضة مرشد المرر، رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، كلمة قال فيها: "إن مصادر الطاقة التقليدية، كما نعلم جميعًا، محدودة. كما هناك حاجة ملحة لإحداث تغيير في ملف التغيير المناخي الذي أصبح مشكلة تهدد مستقبل العالم. وأصبح من الضروري أيضًا أن تكون هناك آلية واضحة يساهم من خلالها اللاعبون الرئيسيون في قطاع الطاقة في وضع خطة عمل للسنوات المقبلة".

أضاف: "إن قمة المستقبل للاستدامة تمثل فرصة مثالية لحشد الجهود وتحفيز النقاشات المثمرة التي ستؤدي بنا إلى نتائج عملية بما يخدم توجهات تحقيق الاستدامة لتلبية احتياجات المستقبل وتحسين جودة حياة الشعوب. فمع تزايد الطلب على الطاقة حول العالم، من الضروري تحويل التركيز إلى مصادر الطاقة النظيفة. وتعتبر أبو ظبي من رواد تبني التغيير الإيجابي لعزيز التحول إلى الطاقة النظيفة على الرغم من كونها اقتصاد يعتمد على النفط والغاز. إن التنويع في مصادر الطاقة يعني تنويع اقتصاد الإمارة".

استراتيجية 2050

تابع المرر متكلمًا على إطلاق "استراتيجية الإمارات للطاقة 2050"، التي تستهدف مزيجًا من الطاقة يجمع بين مصادر الطاقة المتجددة والنووية والنظيفة لتلبية المتطلبات الاقتصادية والأهداف البيئية لدولة الإمارات، واستشراف مستقبل الطاقة. كما أطلع معاليه الجمهور على بعض من مشاريع أبوظبي في مجال الطاقة النظيفة.

قال: "بدءًا من قطاع المياه المعزز بمحطات تحلية مياه التناضح العكسي المتقدمة، إلى قطاع الكهرباء الذي شهد تطورًا ملحوظًا مع إطلاق مشاريع الطاقة الشمسية مثل محطة نور أبو ظبي بسعة 1117 ميغاوات، ومحطة براكة للطاقة النووية في الظفرة، وإطلاق أنظمة ولوائح استخدامات مرافق تبريد المناطق في أبوظبي، تتضح الجهود المبذولة في سبيل الارتقاء بقطاع الطاقة في الإمارة".

أضاف: "تقع على عاتقنا مسؤولية رسم خارطة لقطاع الطاقة العالمي، مع تحديد الخطوات التي يجب اتخاذها على المدى القصير والطويل. لقد وضعت دائرة الطاقة في أبوظبي نصب عينيها نحو تنفيذ خطط الإمارة للاستدامة، وتنفيذ مختلف المشاريع الحيوية، وهي الجهود التي تكللت بإطلاق نموذج أبوظبي المتكامل للطاقة".

متحدثون في القمة

تحدث في قمة مستقبل الاستدامة الشيخة حسينة واجد، رئيسة وزراء جمهورية بنغلاديش، التي تناولت نجاحات بلادها والتي تُعدّ واحدة من أكثر الدول تأثرًا بالتغير المناخي، في المضي بتنفيذ خطتها التقنية الاقتصادية طويلة الأجل "دلتا 2100" الرامية لإحداث التكيّف والمرونة.

الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في افتتاح قمة مستقبل الاستدامة

وعرّف الرئيس الرواندي بول كاغامه الحاضرين في قمة مستقبل الاستدامة على الجهود التي تبذلها بلاده في سبيل محاربة التغيّر المناخي، من خلال صندوق أسسته لحماية البيئة ومحاربة التغيّر المناخي، وبصفتها عضوًا في المعهد العالمي للنمو الأخضر. كما تحدث خلدون خليفة المبارك الرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب في شركة مبادلة للاستثمار عن المواضيع المتعلقة بالاستدامة.

من بين الرؤساء الذين تحدثوا في القمة الرئيس أرمين سركسيان، رئيس جمهورية أرمينيا، وإبراهيم بوبكر كيتا، رئيس جمهورية مالي، وجوليوس مادا بيو، رئيس جمهورية سيراليون.

جلسات ومناقشات

شارك في القمة المؤلف غونتر باولي الذي يُعتبر أحد أبرز رواد الأعمال في جنوب إفريقيا، ضمن جلسة خبراء انعقدت بعنوان "الانتقال إلى الاقتصاد الدائري: البلاستيك والطاقة، أيهما يتولّى القيادة؟"، وشارك إيفانز واندونغو المدير التنفيذي ورئيس منظمة "التنمية المستدامة لجميع إفريقيا" في كينيا، عارضًا تقنية نظيفة محدودة المدى تساهم في إيجاد سبل عيش مستدام في جنوب العالم.

أدار هاري بويد-كاربنتر، رئيس قسم الطاقة في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا لدى البنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية، جلسة نقاش تناولت "الطاقة المتجددة واسعة النطاق في جنوب العالم وخلق ثروة من الاستدامة"، في ضوء بلوغ الاستثمارات العالمية في مجال الطاقة المتجددة 288 مليار دولار.

كما شارك باتريك أودييه، شريك الإدارة الأول في بنك لومبارد أودييه آند كو، في جلسة بعنوان "تجديد النظرة إلى الأعمال الخيرية".

شارك أولافور راغنار غريمسون، رئيس أيسلندا السابق، ولوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسي السابق، وأحد أبرز رعاة البيئة في الأمم المتحدة، وفرانشيسكو لا كاميرا، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، في جلسة نقاش بعنوان "تلبية أهداف اتفاقية باريس للمناخ قبل فوات الأوان".

وتعمّق عبدالعزيز الملا، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة مزارع مدار، في المستقبل الغذاء في ضوء تقدّم الإمارات في استراتيجيتها الوطنية للأمن الغذائي 2051.