بعد الأحداث الأخيرة من تظاهرات واستهداف المصارف في منطقة الحمرا في بيروت، يطرح السؤال حول كيفية مسار المصارف ودورها في لبنان في تأجيج الثورة.

إيلاف من بيروت: في هذا الصدد، يقول الخبير الإقتصادي الدكتور لويس حبيقة لـ"إيلاف" إن مصرف لبنان يبقى مستهدفًا منذ فترة، مع الاحتجاجات على سياسات المصرف من قبل الناس، وعلى سوق الصيرفة، وما حصل في الحمرا كان متوقعًا، لأن مصرف لبنان يمثل الرمز للسلطة النقدية التي ينتقدها الجميع. أما ما هو غير طبيعي فقد كان العنف الذي جرى واستعمال القوة.

ومن حق المواطن أن يتظاهر، لكن من دون استعمال العنف، وما جرى منذ يومين في الحمرا كان أشبه بساحة حرب مصغرة.

توافر الدولار
لدى سؤاله عن سياسات المصارف في تأمين الدولارات، وعن الحديث عن ذهاب دولارات البنوك إلى الصيارفة للاستفادة من السعر العالي لها، يقول حبيقة إن الدولار يبقى قليلًا، وهو موجود في المنازل بنسبة كبيرة، وهناك شح في الدولار في لبنان. واليوم كل التحويلات الآتية من الخارج، من ويسترن يونيون وغيرها سوف تُعطى بالعملة نفسها، ومنها الدولار، وهذا سيريح السوق ويضخها بالدولارات، لكن لن يحل المشكلة كليًا، وسيظهر الارتياح في انخفاض الدولار في سوق الصيرفة.

كابيتال كونترول
عن اعتماد الكابيتال كونترول وتحديد المبالغ المتوافرة أسبوعيًا من الدولار للمواطنين، ما مدى إيجابياته وسيئاته؟.

يلفت حبيقة إلى أن ما يجري هو سياسات وقائية للمصارف، والمصارف تضبط الوضع، ومع تشكيل حكومة في وقت قريب سوف نرى أن إجراءات المصارف سوف تتحلحل، والمصارف لا يمكن أن نتوقع منها عدم التصرف، وبالتالي تعريض البلد لمشكلة أكبر، المستوردون قلّ نشاطهم، وبالتالي شاهدنا ما جرى في المستشفيات وتأمين الأدوية، التي تبقى سياسات وقائية يجب ألا تطول.

الوضع السياسي المتشنج أثر على لبنان، ومع حلحلة الوضع السياسي تعود الأمور إلى طبيعتها، وهناك 3 مليارات دولار في المنازل، في وقت يتم تقنين الدولارات في المصارف.

إطالة الأزمة
وفي حال لم تحل المسألة الحكومية، يعتبر حبيقة أن لبنان استنزف، ولا يستطيع التحمل أكثر من ذلك، ومن الأمور التي ستحصل مع إطالة الأزمة هي أن الاستهلاك سوف يخف أكثر، والشركات سوف تتعثر، والأدوية ستقل، وحتى استهلاك المحروقات سيقل وسوف نتجه إلى الفقر أكثر، مع شركات سوف تفلس.

يلفت حبيقة إلى وجود عامل إيجابي وحيد رغم سوء الوضع وتدهوره في لبنان، وهو أن الإستيراد خفّ في لبنان، حيث كان لدينا عجز هائل في الميزان التجاري، ومع بدء الأزمة خفّ العجز، وهي من الإيجابيات القليلة التي واجهها لبنان، ودفع بالمواطنين إلى استهلاك البضائع الوطنية.

فاللبناني أصبح يستعمل أكثر الليرة اللبنانية، كما في بلدان العالم، حيث لا يستعملون سوى عملتهم المحلية. وكان لبنان، يضيف حبيقة قبل العام 1975، يستعمل عملته الوطنية، ولم يكن هناك استعمال للدولار.