إيلاف من أبوظبي: تنطلق اليوم أعمال الدورة الثانية من قمة رواد التكنولوجيا والابتكار 2020 TIP، في مقر جامعة نيويورك أبوظبي بحضور عدد من رواد الأعمال وقادة الصناعة في المنطقة والعالم.

وتستمر القمة على مدى يومين يتم خلالها الإعلان عن 30 فائزًا ضمن قطاعات الرعاية الصحية، والطاقة وتكنولوجيا البيئة، وذلك من إجمالي 108 مخترعين تأهلوا إلى المرحلة النهائية للجائزة.

وتعتبر قمة رواد التكنولوجيا والابتكار التي أطلقتها دائرة التنمية الاقتصادية أبوظبي ووزارة الاقتصاد منصة مثالية تجمع روّاد الأعمال والمخترعين تحت سقف واحد مع قادة الصناعة وكبار المسؤولين، وتمنحهم الفرصة المناسبة لعرض أفكارهم المبتكرة وتطبيقها على أرض الواقع.

وتهدف القمة إلى إيجاد الحلول المناسبة ومعالجة التحديات لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام وبناء اقتصاد قائم على المعرفة بما يتماشى مع "الاستراتيجية الوطنية للابتكار" التي ترمي إلى جعل الإمارات وجهة عالمية رائدة للابتكار التكنولوجي والإبداع.

قال المهندس محمد بن جرش الفلاسي في الكلمة الافتتاحية للقمة "تعكس منصة رواد التكنولوجيا والابتكار سعي دولة الإمارات إلى الدفع بعجلة الابتكار ودعم الشباب والشركات الناشئة لإلقاء الضوء على أهمية الاقتصاديات المبنية على المعرفة لبلورة نموذج للتنمية المستدامة".

أضاف "يأتي انعقاد هذه القمّة في توقيت بالغ الأهمية ونحن على أعتاب مرحلة جديدة للاستعداد للخمسين عاماً المقبلة. كما إن عقد القمة في جامعة نيويورك - أبوظبي يحمل بدوره دلالة مهمة، إذ إن إنشاء هذه المؤسسة العريقة يبرز دور الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في دعم الازدهار الاقتصادي والاستثمار المعرفي".

أشار إلى أن "العالم شهد في العقود الخمسة الماضية تطوراً تقنياً غير مسبوق، والذي سوف يتنامى بوتيرة أسرع خلال الأعوام المقبلة. من هذا المنطلق، أحدثت الثورة الصناعية الرابعة تحولاً غير مسبوق في الطريقة التي نعيش بها ونعمل ونتواصل من خلالها مع بعضنا البعض. وبالطبع، سيشهد العقد المقبل تبلور العديد من التقنيات المسببة للاضطراب لتصبح الاتجاه السائد".

قال إن دائرة الطاقة تعمل وفق رؤية واضحة تهدف إلى زيادة الاعتماد على تكنولوجيا الطاقة النظيفة وتعزيز دور إمارة أبوظبي في هذا المجال الحيوي الذي يمثل مستقبل قطاع الطاقة في العالم بأسره. "وتأتي الاستدامة على رأس جدول أعمالنا، لذلك نحن نستثمر في الجيل القادم ونعمل على إلهام أفكارهم المبدعة وتشجيعهم على الابتكار".

ورأى أن تنظيم المشروعات والعمل الحرّ يمكن أن يكون محركاً رئيساً للابتكار، ولكن لا يمكنه تحقيق النجاح إلا إذا كان قائماً على مبادئ الاستدامة. فالاستدامة والابتكار أمران مترابطان بشكل وثيق، لأن تحقيق الاستدامة يتطلب الابتكار المستمر، وأية حلول مبتكرة لا يكون لها قيمة إذا لم تُبن على مبادئ الاستدامة لتحقيق الأهداف الاجتماعية والبيئية طويلة الأمد.

ولفت إلى أن العالم اليوم يمر بمرحلة مليئة بالتحديات، "حيث يواجه العالم بشكل متزايد عوامل التغيرات المناخية واستنزاف الموارد الطبيعية. وما إلى ذلك من قضايا عالمية. ولكن على الجانب الآخر، نمتلك خيار الابتكار القائم على توظيف التكنولوجيا لمساعدتنا على إيجاد حلول لمشاكلنا الحالية والتغلب على تحديات المستقبل المجهولة".

أضاف "إن من أهم المهارات التي ينغي أن نغرسها في نفوس شبابنا، هي التفكير الإبداعي وبراعة الأفكار والانفتاح على التكنولوجيا. فمن المتوقع أن ينتشر تنظيم المشروعات واقتصاد العمل الحرّ بشكل أوسع في المستقبل".

واعتبر أن قصة نجاح دولة الإمارات على مدار العقود الخمس الماضية جاء نتاجاً للرؤية الحكيمة للراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. "وقد تحولت تلك الرؤية إلى إرث وطني قائم على الاستعداد للمستقبل مع التركيز على الاستثمار في أبناء الإمارات وصقل مهاراتهم للعقود المقبلة".

اشار إلى أن "إعلان 2020 عام الاستعداد للخمسين، ليس مجرد رؤية طموحة، بل هو انعكاس لإيمان قيادتنا الرشيدة بضرورة تمكين وإعداد الجيل القادم لمواجهة جميع التحديات في السنوات القادمة، بل وضرورة إشراكهم في رسم خارطة طريق واضحة للمستقبل". قال إن تمكين الجيل القادم من قيادة عملية صناعة المستقبل لم يعد خياراً بل هو مسؤولية.