ابوظبي: أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية الثلاثاء استكمال تحميل الوقود النووي في مفاعل المحطة الأولى في مجمع براكة استعدادا لبدء تشغيله لانتاج الكهرباء، بحسب وكالة أنباء الإماراتية الرسمية (وام).

وتنضم دولة الإمارات إلى مجموعة محدودة من الدول النووية حول العالم.

وقالت المؤسسة النووية انه تم "تحميل حزم الوقود النووي في مفاعل المحطة الاولى وفق أعلى معايير السلامة والجودة (...) بعد صدور الرخصة التشغيل من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية".

وفي 17 شباط/فبراير، أعلنت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية في الإمارات صدار رخصة تشغيل للوحدة الأولى من محطة "براكة" للطاقة النووية التي ستكون الأولى في العالم العربي.

وتملك الإمارات احتياطات كبرى من الطاقة. وقامت أيضا باستثمارات كبرى في تطوير مصادر بديلة من الطاقة بينها الطاقة الشمسية.

وكان من المقرر افتتاح أول مفاعل نووي إماراتي وهو "محطة براكة" في أواخر عام 2017، ولكن تم تأخيره عدة مرات.

وتقع محطة "براكة" غرب أبوظبي وتولى كونسورسيوم بقيادة "كيبكو" الكورية بناءه في اتفاق بلغت قيمته نحو 24,4 مليار دولار.

وعند اكتمال تشغيله، فإن مفاعلات الطاقة الأربعة ستؤدي إلى توفير نحو 25% من احتياجات الإمارات من الكهرباء، بحسب مؤسسة الإمارات للطاقة النووية.

وتتطلع دولة الامارات الى أن يسهم البرنامج النووي في انتاج الكهرباء، لكنّها تأمل ايضا في أن يعزز هذا البرنامج الطموح موقعها كدولة مؤثرة على الساحتين الاقليمية والدولية.

وفي تعليقه على هذا الإنجاز، قال المهندس محمد إبراهيم الحمادي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية: "نمتلك فريق عمل تم تأهيله وتدريبه لعدة سنوات للوصول لهذا المستوى اليوم لتحقيق هدفنا الذي نسعى له وهو توفير كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية الآمنة والموثوقة والصديقة للبيئة لدعم النمو الاقتصادي والاجتماعي في دولة الإمارات واليوم نفخر جميعاً بانضمام دولة الإمارات لمجموعة الدول المنتجة للطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة النووية، وذلك بعد أن استوفت جميع الشروط الدولية بدايةً من تطوير السياسات والبرامج والاستثمار في الكوادر البشرية ومن خلال امتلاكها لبنية تحتية متقدمة أهلتها لأن تنضم لقطاع الطاقة النووية".

وأضاف بحسب (وم): "يتضاعف حجم المسؤولية على عاتقنا اليوم حيث نواصل العمل بأمان خلال المرحلة القادمة للوصول لعملية إنتاج الكهرباء بشكل كامل في المحطة الأولى في براكة".

وتمت عملية تحميل الوقود النووي في المحطة الأولى بأيدي فريق مدرب على أعلى مستوى يشكل الإماراتيون منه نسبة 90 في المائة جميعهم حاصلون على ترخيص الهيئة الاتحادية للرقابة النووية كمشغلي مفاعلات نووية حيث قام هذا الفريق بإتمام عملية تحميل 241 من حزم الوقود النووي في مفاعل المحطة الأولى بداية هذا الاسبوع.

وقال الحمادي: "ساهمت محطات براكة للطاقة النووية في تطوير القدرات والكفاءات البشرية في الدولة من خلال الاستثمار في العنصر المواطن وتأهيله وتدريبه لقيادة قطاع الطاقة النووية وخير دليل على ذلك هو قيادة هذا الفريق الإماراتي لعملية تحميل الوقود النووي في المحطة الأولى في براكة".

ومع اكتمال عملية تحميل الوقود النووي في المحطة الأولى أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة الدولة الـ33 على مستوى العالم التي تقوم بإدارة وتشغيل محطات للطاقة النووية السلمية.

كما أصبحت المحطة الأولى في براكة اليوم جاهزة للانتقال إلى المرحلة التالية حيث سيبدأ مشغلو المفاعل في شركة نواة للطاقة الذراع التشغيلية لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركة الكورية للطاقة الكهربائية /كيبكو/ في عملية اختبار كافة أنظمة المحطة وصولاً إلى التشغيل الكامل وانتاج الكهرباء بشكل تجاري، لدعم النمو الاقتصادي والاجتماعي في دولة الإمارات لعقود قادمة.

ومنذ تأسيسها في عام 2009 عملت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية على تطوير البرنامج النووي السلمي الإماراتي وفقاً للمعايير المذكورة في وثيقة "سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة المتبعة لتطوير برنامج للطاقة النووية السلمية" والتي صدرت في عام 2008 والتي تضمنت الالتزام بأعلى المعايير العالمية الخاصة بالسلامة والأمن والشفافية والحد من الانتشار النووي.

وخلال كافة مراحل تطوير البرنامج حرصت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية على الوفاء التام بهذه الالتزامات الأمر الذي جعل البرنامج النووي السلمي الإماراتي نموذجاً يُحتذى به من قبل كافة مشاريع الطاقة النووية الجديدة على مستوى العالم.

وحتى اليوم أجرت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية 255 عملية مراجعة وتقييم للتأكد من التزام محطات براكة وفرق العمل بأعلى معايير السلامة والجودة كما أجرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية والرابطة العالمية للمشغلين النوويين أكثر من 40 عملية تقييم ومراجعة، للتأكد من اتباع محطات براكة لأفضل الممارسات الدولية في قطاع الطاقة النووية.

وبدأت شركة نواة للطاقة بتحميل الوقود النووي في المحطة الأولى بعد حصولها على رخصة التشغيل من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية في 17 فبراير 2020 بالإضافة إلى إتمام الاختبارات اللازمة التي أكدت على أن المحطة وفرق العمل والبرامج والسياسات والإجراءات التزمت بمعايير الهيئة الاتحادية للرقابة النوويةكما أنها أوفت بمتطلبات المراجعات المستقلة للوكالة الدولية للطاقة الذرية والرابطة العالمية للمشغلين النوويين.

يذكر أن مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تعمل على إتمام المرحلة الأخيرة من العمليات الإنشائية للمحطات الثلاث المتبقية في براكة حيث تجاوزت نسبة الإنجاز الكلي في المحطات الأربع 93 في المائة ووصلت نسبة الإنجاز في المحطة الرابعة إلى أكثر من 83 في المائة والمحطة الثالثة إلى ما يزيد عن 91 في المائة والثانية إلى أكثر من 95 في المائة.

وتنتج المحطات الأربع عند تشغيلها قرابة 25 في المائة من الطاقة الكهربائية في دولة الإمارات بقدرة انتاجية تعادل 5600 ميغاواط من الكهرباء الصديقة للبيئة كما ستحد من 21 مليون طن من االانبعاثات الكربونية سنوياً أي ما يعادل إزالة 3.2 مليون سيارة من الطرقات سنوياً.