فيينا: أخفقت منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) وروسيا، شريكها الرئيسي ضمن تحالف "اوبك+" في التوصل الجمعة إلى اتفاق بشأن خفض إضافي في انتاج الخام بغية كبح انخفاض أسعار النفط المتأثرة بانتشار فيروس كورونا المستجد، ما اثّر سلباً على الاسعار العالمية.

وأعلن وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك، أمام الصحافيين عقب مفاوضات طويلة في فيينا "بدءاً من الأول من ابريل، وبالنظر إلى قرار اليوم، فإنّ لا أحد - لا دول المنظمة ولا دول تحالف اوبك+ - سيكون مضطرا إلى خفض الانتاج".

كان الكارتل اقترح على موسكو وشركائه التسعة الآخرين خفضاً إضافياً جماعياً بحجم 1,5 مليون برميل يوميا لعدم إفساح الفرصة أمام انتشار الفيروس بتقويض الجهود الصعبة التي تم التوصل إليها منذ 2017 للحفاظ على اسعار مستقرة للنفط في سوق تشهد فائضا في الانتاج.

سعيا منها الى إرسال إشارة قوية إلى الأسواق قررت منظمة أوبك المجتمعة في فيينا منذ الخميس تمديد فترة الخفض حتى نهاية العام الحالي بدلا من ثلاثة أشهر إضافية كما كان مقررا أصلا.

بدا الاجتماع رسمياً بتأخر نحو ست ساعات كانت استغرقتها المباحثات غير الرسمية ولكنّها لم تسمح بالخروج من المأزق. وحوالى الساعة 17,00 ت غ، كان سعر برميل برنت تسليم مايو عند 46,34 دولار في لندن، بانخفاض 7,30% مقارنة بأسعار الإغلاق الخميس. وكان قبل ذلك بقليل تراجع لحدود 45,28 دولار، السعر الأدنى منذ يونيو 2017.

وحذّر ستيفن برينوك المحلل لدى "بي في ام" من أن "فشل التوصل إلى اتفاق سيساهم في هبوط كبير لسعر البرميل". أما المحللون لدى "جاي بي سي" فيعتبرون أن اجتماع الجمعة ليس سوى "أحد أهم الأيام في تاريخ أوبك الممتد على طوال 60 عاما".

وكان الإعلام الروسي نقل الجمعة عن الوفد الموجود في فيينا قوله انه من غير المؤكد ان توافق روسيا على خيار خفض إضافي للانتاج وتأمل بتمديد الاتفاق القائم. وغادر وزراء الدول الـ23 المقر من دون عقد مؤتمر صحافي.

حمل موسكو على القبول
ومنذ مطلع 2017 تعهدت دول "اوبك+" ان تخفض الامدادات في السوق 1,2 مليون برميل يوميا. وفي ديسمبر زاد الكارتل هذا بـ500 ألف برميل يوميا في حين قلصت السعودية وحدها انتاجها 400 ألف برميل إضافية.

لكن تدابير جديدة أكثر صرامة باتت ضرورية إذ تعاني الإيرادات النفطية خصوصا من تباطؤ سريع فرضه وباء كوفيد-19 على الاقتصاد الصيني، أول مستورد عالمي للنفط.

وأعلن كارستن فريتش من "كومرزبنك" أن القرار النهائي سيعود إلى الروس". ولاقناع حلفائها، قررت اوبك الخميس أن تطلب منهم أن يتحملوا فقط ثلث مجمل الخفض الجديد أي 500 ألف برميل يوميا.

وموسكو ثاني منتج نفطي عالمي بعد الولايات المتحدة وقبل السعودية، وضعت توقعاتها للموازنة استنادا الى سعر 42,4 دولارا للبرميل مؤكدة ارتياحها لمستوى الاسعار الحالي التي راوحت الجمعة بحدود 48 دولارا.

ترى كبرى الشركات النفطية الروسية أن أي برميل يسحب من السوق يعني تراجعا في الإيرادات المالية ومخاطر خسارة حصص من السوق للولايات المتحدة التي تغرق العالم بنفطها.

ورأى ستيفن برينوك من "بي في ام" أنه "من عادة موسكو المماطلة بشأن تعهدات الخفض الاضافي وقد يكون من الصعب ان تقبل الرقم الجديد".

بعيدا عن الخلافات في الجوهر، يؤثر الفيروس أيضا على عادات الوزراء والمندوبين الحاضرين هذا الأسبوع في فيينا: فقد تم قياس حرارة المشاركين لدى بدء الاجتماع واغلاق مقر اوبك أمام الصحافيين والتذكير بانتظام بالتدابير الصحية الوقائية بعد اعلان النمسا عن أكثر من أربعين إصابة بكوفيد-19.

وتراجعت أسعار النفط بأكثر من سبعة بالمئة الجمعة على خلفية تقارير أشارت إلى انتهاء المحادثات بين منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وروسيا بشأن خفض الإنتاج ردا على انخفاض الطلب بسبب كورونا المستجد من دون اتفاق.

وانخفض سعر خام برنت بحر الشمال إلى 46.12 دولارًا للبرميل وغرب تكساس الوسيط إلى 42.30 دولارًا، وهو تراجع بنسبة 7.5 بالمئة مقارنة بالخميس.