الرياض: أعلنت شركة أرامكو السعودية الأربعاء أنها ستعمل على زيادة مستوى الطاقة الانتاجية القصوى بمليون برميل نفط يوميا لتصل إلى 13 مليونا، في خضم "حرب أسعار" مستعرة مع روسيا.

وقالت أرامكو في بيان نشر على موقع سوق المال السعودية "تداول" انها تلقّت "توجيها من وزارة الطاقة برفع مستوى الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة من 12 إلى 13 مليون برميل يومياً".

قال تقرير صادر من مركز "كابيتال إيكونوميكس" ومقره لندن، إن السعودية يمكنها التأقلم مع بيئة منخفضة لأسعار النفط لسنوات عدة مقبلة مع قدرات تمويلية مرتفعة يتمتع بها أكبر منتج للنفط بالعالم بعد انهيار اتفاق دعم الأسعار بين المنتجين داخل أوبك وخارجها، ما هوى بأسعار النفط وسط مخاوف أخرى تتعلق بهبوط حاد في الطلب في خضم المخاوف المتعلقة بانتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".

وذكر المركز في ورقة بحثية صدرت عنه بعنوان "ما هي المدة الزمنية التي تستطيع السعودية التأقلم بها مع أسعار النفط المنخفضة"، واطلعت العربية على نسخة منها، أن هبوط أسعار النفط سيؤدي إلى عجوزات مالية بالموازنة، ربما يدفع الدول المنتجة لتغيير سياستها النفطية لرفع الأسعار.


تتطلب زيادة الطاقة الانتاجية في العادة سنوات واستثمارات بمليارات الدولارات. جاءت الخطوة بعد يوم من إعلان السعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم، زيادة إنتاجها في شكل كبير إلى 12,3 مليون برميل يوميا في أبريل من مستوى 9,8 مليون برميل الحالي.

وتحتفظ السعودية باحتياطات استراتيجية من عشرات ملايين البراميل من النفط الخام، ومن المتوقع اللجوء إليها لتغطية كمية النفط التي تفوق طاقتها الانتاجية القصوى في الشهر المقبل، وهي 300 ألف برميل يوميا.

وكانت مجموعة "اوبك" بقيادة السعودية، وروسيا ودول نفطية أخرى، قامت في السنتين الماضيتين بخفض الانتاج لرفع أسعار النفط المتراجعة منذ 2014، ضمن إطار من التعاون تحت مسمى "اوبك بلاس".

دعت السعودية خلال اجتماع في فيينا هذا الشهر إلى خفض إضافي لمواجهة التراجع الكبير في الأسعار على خلفية انتشار فيروس كورونا المستجد، لكن روسيا رفضت ذلك.

وردا على الموقف الروسي، خفّضت السعودية أسعار النفط المطروح للبيع لديها إلى أدنى مستوياتها في 20 عاما، في محاولة للاستحواذ على حصّة كبيرة في السوق، الأمر الذي أثار اضطرابات في أسواق الطاقة وحرب أسعار مستعرة.

وفيما شهدت أسعار النفط أكبر انخفاض منذ حرب الخليج في العام 1991، يحذر المحللون بأن هذه الخطوة ستستمر في دفع الأسعار للهبوط نحو 20 دولارا للبرميل إذا لم يتوصل الجانبان إلى اتفاق.

وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك الثلاثاء إن موسكو قد تعزز الإنتاج على المدى القصير، لكنّه فتح في الوقت عينه الباب أمام إمكانية عقد محادثات جديدة مع المملكة.