باريس: انتعشت الأسواق الأوروبية بشكل كبير منتصف الجمعة، كما سجلت وول ستريت ارتفاعاً عند افتتاحها، غداة انهيار تاريخي على خلفية توسع انتشار وباء فيروس كورونا المستجد.

وفي كل أنحاء أوروبا، استعادت المؤشرات عافيتها، لتعوض بعض الخسارات التي لحقت بها الخميس. وفي باريس، ارتفع مؤشر "كاك 40" بنحو 8%، بعدما سجّل أسوأ تراجع له في تاريخه الخميس.

وارتفعت كذلك بورصات لندن وفرانكفورت ومدريد وميلانو بشكل أقوى، مع اكتسابها 17%، ما يساوي نسبة الانهيار التي لحقت بها الخميس.

انتعشت من جهتها مؤشرات وول ستريت عند الافتتاح، حيث سجل داو جونز ارتفاعاً بنسبة 5,84%، وناسداك بنسبة 5,67%. واعتبر فنسنت بوي المحلل في مؤسسة "آي جي" فرنسا للتحليل المالي "تبقى معرفة ما إذا كان المستثمرون سيحافظون على مواقعهم الشرائية خلال عطلة نهاية الأسبوع".

يخشى الفاعلون في السوق خصوصاً "قيوداً إضافية على المستوى العالمي، في حين لا توجد أي إحصائية تسمح بتقييم الأثر على النشاط الاقتصادي في أوروبا أو الولايات المتحدة"، وفق المحلل.

في الأثناء، تعهدت الحكومة الألمانية مساعدة الشركات "بشكل غير محدود"، في سابقة عن خطابها الاعتيادي المرتكز على المحافظة على توازن موازنتها.

ورأى المدير العام لمؤسسة "كيبلينك فاينسز" فرانكلين بيشار أن "بلوغ الوباء العالمي ذروته إلى جانب اتخاذ إجراءات دعم نقدي ومالي (وطبعاً اكتشاف لقاح) ستسمح بعودة الطمأنينة إلى الأصول التي تواجه خطراً". وحذّر أنه "في الأثناء، أي انتعاش لن يكون إلا عابراً".

وتقول الصين حيث بدأ فيروس كورونا المستجد بالتفشي في كانون الأول/ديسمبر، إن ذروة انتشار المرض قد عبرت على أراضيها، لكن فيروس كوفيد-19 يتفشى حالياً في مناطق أخرى خصوصاً إيطاليا وإيران.

صب الزيت على النار
على عكس الأسواق الأوروبية، أغلقت بورصة طوكيو الجمعة على انخفاض بنسبة 6,08%، بعدما كانت خسرت 4,4% الخميس.

تراجعت البورصات الصينية كذلك الجمعة، لكن على مستوى أقل من تراجع طوكيو، وذلك على خلفية بحث المستثمرين عن الصفقات المربحة، بحسب ما تشير شركة "وانلونغ سيكوريتز" الاستشارية.

ومن باريس إلى وول ستريت، مروراً بلندن وساو باولو، شهدت الأسواق انهياراً كبيراً الخميس، وعرف بعضها أسوأ جلساته منذ أكتوبر 1987.

وفي ذلك العام، أدى الإعلان عن عجز تجاري كبير في الولايات المتحدة ورفع البنك المركزي الألماني لمعدلات الفائدة إلى انهيار كبير في الأسواق كان يتراكم تضخمه منذ مدة. وفي 19 أكتوبر، خسر مؤشر داو جونز نسبة 22,6%. فوجئ المستثمرون الخميس بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعليق دخول الأوروبيين من منطقة شنغن إلى الولايات المتحدة لمدة 30 يوماً.

وكتب المحلل الاستراتيجي في البنك الوطني الأسترالي رودريغو كاتريل الجمعة أن التدابير المتفرقة التي تتخذها الدول والمصارف المركزية حول العالم لمواجهة الفيروس "تصب الزيت على النار" عبر تضخيمها لحالة عدم اليقين.

وكشف البنك المركزي الأوروبي الخميس عن سلسلة تدابير للحد من الأثر الاقتصادي للأزمة الصحية في منطقة اليورو. لكنه لم يخفض معدلات الفائدة، كما فعل بشكل مفاجئ الاحتياطي الفدرالي الأميركي سابقاً.

واتخذ الاحتياطي الفدرالي إجراءات جديدة الخميس عبر تجديد شراء الديون من خلال سندات الخزينة، والسماح بضخ آلاف المليارات من النقد الجديد، لكن ذلك لم يمنع مؤشر داو جونز من الانهيار بنحو 10%. وانخفضت قيمة اليورو الجمعة أمام الدولار. وبلغ 1,1105 دولار نحو الساعة 13,10 ت غ، مقابل 1,1185 دولار الخميس.

في الأثناء، ارتفعت أسعار النفط الجمعة بشكل كبير نحو الساعة 13,10 ت غ. وبلغ سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط 33,25 دولارا بعدما اكتسب 5,56%، بينما كسب سعر برميل برنت 5,72% ليبلغ 35,12 دولارا.