لندن: سجلت أسعار النفط ارتفاعاً كبيراً الخميس بعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنّ روسيا والسعودية تعتزمان انهاء حرب الأسعار عبر خفض الانتاج.

وارتفع نفط برنت بحر الشمال في البداية بنسبة تقترب من 46% قبل أن ينخفض إلى نحو 20% بعدما نفت روسيا اجراءها محادثات مع السعودية، اكبر مصدر للنفط في العالم.

وعقب اطلاق ترمب تغريدة بأن السعودية وروسيا قد تخفضان انتاج النفط بمقدار قد يصل إلى 15 مليون برميل، ارتفع نفط برنت الى 36,29 دولارا للبرميل، بارتفاع يصل الى 46%.

كما ارتفع سعر غرب تكساس الوسيط بنسبة 35% الى 27,39 دولارا للبرميل.

إلا ان هذه المكاسب انخفضت سريعا بحيث وصل نفط برنت الى 29,75 دولارا للبرميل (زيادة 20,25%) ونفط غرب تكساس الى 24,98 دولارا (زيادة 23%).

ومع تحقق هذه المكاسب الكبيرة مقارنة بالاسعار عند الاغلاق الاربعاء، فإن "المتعاملين يعتقدون أن البلدين المتنافسين سيتفقان على خفض الانتاج" بحسب ديفيد مادن المحلل في مجموعة "سي ام سي ماركتس" في المملكة المتحدة.

وقال ترمب في تغريداته انه تحدث إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان "الذي تحدث إلى الرئيس الروسي" فلاديمير بوتين.

وكتب "أتوقع وآمل أن يقوموا بخفض نحو 10 ملايين برميل، وربما أكثر من ذلك بكثير، وإذا حدث ذلك، سيكون رائعًا لصناعة النفط والغاز!".واضاف في تغريدة لاحقة "قد يصل ذلك إلى 15 مليون برميل".

إلا أن الكرملين سارع إلى نفي أن يكون بوتين تحدث إلى ولي العهد السعودي.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله "كلا، لم تجرِ أي محادثة من هذا النوع"، مضيفا أنه ليست هناك أي محادثات مرتقبة بين الرئيس الروسي والأمير محمد بن سلمان.

وسيشكّل خفض الإنتاج بعشرة ملايين برميل يوميا تراجعا ضخما قياسا إلى ما ينتجه البلدان حاليا.

وبحسب تقرير أولي لمنظمة أوبك، تنتج روسيا يوميا 10,7 ملايين برميل، فيما تنتج السعودية 9,8 ملايين برميل في اليوم.

وكانت الرياض أشارت إلى أنها تعتزم زيادة إنتاجها اليومي إلى أكثر من 12 مليون برميل في أبريل.

أدنى سعر في 18 عاما

ودعت السعودية الخميس أعضاء منظمة اوبك والدول النفطية خارجها لاجتماع عاجل للوصول إلى "اتفاق عادل" يعيد "التوازن" لأسواق الخام.

وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس" إنّ الدعوة تأتي "في إطار سعي المملكة الدائم في دعم الاقتصاد العالمي في هذا الظرف الاستثنائي وتقديراً لطلب (... ترمب)والأصدقاء في الولايات المتحدة".

وأدى انخفاض الطلب العالمي وحرب الأسعار الى هبوط أسعار النفط هذا الأسبوع الى أدنى مستوياتها خلال 18 عاما.

وقبل تغريدات ترمب، كانت الأسعار بدأت في التحسن الخميس على خلفية الآمال بتوصل السعودية وروسيا الى اتفاق مع زيادة الصين لاحتياطاتها النفطية.

وساعدت الخطوة الصينية في تقوية الاسعار في الاسبوع الذي شهدت فيه اسواق النفط وضعا نادرا.

فرغم تضاؤل الطلب، استمر الانتاج كما هو مع تنافس روسيا والسعودية على حصة في السوق، ما أحدث تخمة في الأسواق فاقت سعة منشآت التخزين في العالم.

الا ان المحللين قالوا إن الاسواق لا تزال تعاني من انخفاض الطلب بسبب اغلاق الشركات وتوقف حركة الطيران وغير ذلك من اجراءات التباعد الاجتماعي التي فرضت لاحتواء وباء كوفيد-19.

وكانت شركات انتاج النفط الصخري الاميركية، التي جعلت الولايات المتحدة مكتفية ذاتيا، الاكثر تضررا من انخفاض الأسعار.

إلا أن بنك "أيه ان زد" قال إن الاسعار الأميركية تتعزز بفضل تقارير بأن وزارة الطاقة الأميركية قد تستأجر مساحات في مخازن النفط الطارئة لصالح المنتجين المحليين.

واضاف ان "ذلك سيساعد شركات انتاج النفط على تخزين الكميات الفائضة من النفط".