بدأت الأسواق المالية الآسيوية الأسبوع الاثنين بانتعاش على وقع تراجع عدد الوفيات نتيجة فيروس كورونا المستجدّ في نهاية الأسبوع في أوروبا، فيما تدنّت أسعار النفط بعد إرجاء اجتماع مقرر لمنظمة أوبك ودول شريكة.

وظهرت بارقة أمل في أوروبا، التي تسجّل أكبر عدد من الوفيات جراء وباء كوفيد-19، إذ شهدت تراجعا في أعداد الضحايا ولا سيما في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا، ما بعث الأمل في أن يكون الوباء بدأ ينحسر في هذه القارة.

وأثار ذلك ارتياحا في الأسواق المالية العالمية، بالرغم من استمرار أجواء القلق.

وتسبب الوباء بوفاة ما لا يقلّ عن 68125 شخصاً في العالم منذ ظهوره للمرة الأولى في ديسمبر في الصين، من أصل 1245000 إصابة مسجّلة، وفق تعداد أعدّته وكالة فرانس برس مساء الأحد.

كذلك أحصت كوريا الجنوبية أدنى عدد من الإصابات الجديدة منذ ستة أسابيع، كما تراجع عدد الإصابات الجديدة في أستراليا أيضا، فيما تترقب الولايات المتحدة أسبوعاً صعباً للغاية باعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وارتفعت بورصات طوكيو وسيدني ومانيلا بأكثر من 4% فيما ارتفعت بورصات سيول وسنغافورة بحوالى 4%. وبلغت نسبة الارتفاع أكثر من 2% في هونغ كونغ وجاكرتا و1,6% في تايبيه.

وفي أوروبا، ارتفعت بورصة لندن بأكثر من 2% في أولى التداولات وبورصة فرانكفورت بأكثر من 4%، وبورصة باريس بأكثر من 3%.

وفي الولايات المتحدة التي تترقّب أسبوعا صعبا على صعيد الإصابات بفيروس كورونا المستجد والوفيات الناجمة عنه، افتتحت بورصة نيويورك جلسة التداول الإثنين على ارتفاع على خلفية تراجع الوفيات اليومية لكوفيد-19 في الدول الأخرى الأكثر تأثرا.

وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي خمسة بالمئة إلى 22,113.97 نقطة في أول 46 دقيقة من الجلسة، كذلك ارتفع مؤشر "اس اند بي 500" بنسبة 4,8 بالمئة إلى 2,607.07 نقاط، كما ارتفع مؤشر ناسداك 4,7 بالمئة إلى 7,717.70 نقطة.

وقال الخبير الاقتصادي في البنك الوطني الأسترالي تاباس ستريكلاند إن "اهتمام الأسواق سينتقل الآن إلى سبل الخروج من تدابير الإغلاق وإلى أي مدى يمكن رفع إجراءات الحجر المنزلي بدون المجازفة بحصول موجة إصابات جديدة".

وقالت الخبيرة الاقتصادية ليندسي بييغزا من شركة "ستيفل نيكولاوس" لتلفزيون بلومبرغ أنها تأمل أن تتم السيطرة على الأزمة وأن يُعاد فتح الاقتصاد الأميركي "بحلول نهاية أبريل أو مطلع مايو".

وسيبقى الاهتمام موجها هذا الأسبوع إلى الاجتماع المقرر لمنظمة الدول المصدرة للنفط ومنتجين كبار من خارجها، بهدف إيجاد حل للركود المخيم في السوق النفطية على وقع وباء كوفيد-19 وحرب الأسعار بين الرياض وموسكو.

وسيتيح هذا الاجتماع الطارئ عبر دائرة الفيديو بحث خفض كبير للإنتاج بمستوى 10 ملايين برميل في اليوم، وهو ما طرحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة.

وبعدما كان من المقرر عقد الاجتماع الإثنين، تم تأجيله إلى الخميس وسط شكوك حول مشاركة الولايات المتحدة فيه، ما سدد ضربة للمستثمرين.

وعاودت أسعار النفط التراجع الإثنين في الأسواق الآسيوية وهبط سعر خام غرب تكساس الوسيط قرابة الساعة 7,30 ت غ بنسبة 1,27% إلى 27,98 دولارا، فيما خسر برنت بحر الشمال 1,08% إلى 33,74 دولارا.