بروكسل: حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الأربعاء من أن الخصوم المحتملين لدول الحلف سيحاولون استغلال الأزمة الاقتصادية الناجمة من انتشار وباء كوفيد-19 للسيطرة على شركات أو بنى تحتية استراتيجية لتقويض وحدة الحلف العسكري.

قال ستولتنبرغ في ختام اجتماع بالفيديو مع وزراء الدفاع في دول الحلف إن "هذه الأزمة يمكن أن تكون لها آثار جيوسياسية كبرى".

وأضاف إن "الأزمة الاقتصادية يمكن أن تسمح باستثمارات في صناعات وبنى تحتية استراتيجية"، مؤكدا أنه "من الضروري حماية هذه الشركات".

لم يذكر ستولتنبرغ الدول أو المجموعات التي يمكن أن تقوم بمحاولات السيطرة هذه، لكن التحذير يطال خصوصا الاستثمارات الكبيرة التي توظفها الصين في بنى تحتية في قطاعي المرافئ والاتصالات في أوروبا.

قال الأمين العام للحلف إن "بيع بنى تحتية استراتيجية من قبل الدول الأضعف يمكن أن يقوّض قدرة دول الحلف على المقاومة في حال حدوث أزمة جديدة". وشدد ستولتنبرغ أيضا على ضرورة مكافحة التضليل الإعلامي بشأن تحركات الحلف ووحدته.

اضاف "يجب أن نطوق حملات التضليل التي يقوم بها أطراف مرتبطون بدول أو غير دول على شبكات التواصل الاجتماعي وتهدف إلى زرع الشقاق بيننا وإضعافنا بمعلومات خاطئة حول المساعدة المتبادلة التي نقدمها". تابع أن "الرد الأمثل يمر عبر صحافة حرة تدقق في الوقائع وتطرح أسئلة صعبة أحيانا".

وأوضح ستولتنبرغ أنه "من المبكر جدا استخلاص العبر من هذه الأزمة، لكن يجب علينا الاستعداد لـ(الأزمة) المقبلة". واعترف بأن "النمو تضرر والنفقات العامة أيضا". وكانت الدول الأعضاء في الحلف تعهدت بتخصيص 2 بالمئة من إجمالي ناتجها الداخلي الوطني للنفقات الدفاعية في 2024.

لكن ستولتنبرغ شدد على أهمية الاستثمارات في القدرات العسكرية، لأنها تأتي "كتعزيز للقدرات". أضاف أن "حلف شمال الأطلسي ليس الجهة الرئيسة المتدخلة في حال حدوث أزمة صحية لكن يمكنه دعم جهود القطاع المدني".

تابع أن "الدرس الرئيسي في هذه الأزمة هو الصلة الوثيقة بين الجهود المدنية وقدرة القوات العسكرية على تقديم الدعم، ويجب علينا أن نرى كيف يمكننا تحسينها قبل الأزمة المقبلة". ورفض ستولتنبرغ الإدلاء بأي تعليق على قف التمويل الأميركي لمنظمة الصحة العالمية.