سنغافورة: قفز سعر برميل النفط الأميركي تسليم مايو في التعاملات الآسيوية صباح الثلاثاء إلى ما فوق الصفر بعدما أغلق في نيويورك على سعر غير مسبوق في التاريخ ببلوغه 37.63 دولارًا تحت الصفر للبرميل، أي إنّ المتعاملين دفعوا للمشترين كي يخلّصوهم من سلعة فاضت الخزّانات بها وندر الطلب عليها بسبب وباء كوفيد-19.

عند بدء التداولات بلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط تسليم مايو 0.56 سنتًا للبرميل، علماً بأنّ العقود الآجلة لشهر مايو تنقضي الثلاثاء.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن مساء الإثنين أنّ الولايات المتّحدة ستستغلّ الانهيار التاريخي الحاصل لأسعار الخام لشراء 75 مليون برميل لملء مخزونها الاستراتيجي من النفط.

قال ترمب خلال مؤتمره الصحافي اليومي في البيت الأبيض بشأن تطوّرات وباء كوفيد-19 "نحن نملأ احتياطاتنا النفطية الوطنية... كما تعلمون الاحتياطيات الاستراتيجية. ونحن نتطلّع إلى وضع ما يصل إلى 75 مليون برميل في الاحتياطيات نفسها".وكان ترمب أعلن في 13 مارس عزمه على ملء المخزون الاحتياطي الاستراتيجي إلى الحدّ الأقصى.

وفي 17 أبريل الجاري بلغ احتياطي الولايات المتّحدة من النفط 635 مليون برميل، علمًا بأنّ السعة القصوى المسموح بها حاليًا هي 713.5 مليون برميل.

وهذه الكميّات الضخمة من النفط مخزّنة في أربعة مواقع تحت الأرض تمتدّ على طول سواحل خليج تكساس ولويزيانا، في جنوب البلاد، وتبلغ سعتها التخزينية القصوى 727 مليون برميل.

يرمي هذا الاحتياطي الأميركي من الذهب الأسود إلى سدّ أي عجز قد ينجم عن حالات طارئة، كما حدث في 1991 أثناء عملية "عاصفة الصحراء" بعد غزو العراق للكويت، أو في 2005 بعد الإعصار كاترينا المدمّر، أو في 2011 عندما اندلعت انتفاضة شعبية في ليبيا.

نظرًا إلى أن مهلة عقود مايو تنقضي الثلاثاء، تعيّن على المتعاملين العثور على مشترين في أقرب وقت ممكن. وأتى هذا التدهور غير المسبوق نتيجة لتداعيات فيروس كورونا المستجد الذي دمّر الاقتصاد العالمي عبر إجبار مليارات الأشخاص على ملازمة منازلهم لوقف التفشي، وجرّاء حرب أسعار بين روسيا والسعودية.

أدّت حرب الأسعار إلى تخمة في الاحتياطات الأميركية، وهو ما أثّر سلبًا على منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة. وكانت أوبك أعلنت في الأسبوع الماضي التوصّل إلى اتفاق بين المنظمة وشركائها لخفض الإنتاج بنحو عشرة مليون برميل يوميًا اعتبارًا من مايو، لكن ذلك لم يكن كافيًا.