أسامة مهدي: حذر العراق اليوم من خطورة انخفاض اسعار النفط على الامن الغذائي للبلاد والرواتب وجهود مكافحة وباء كورونا وقال انه اتخذ تدابير لمواجهة ذلك.

وخلال اجتماع طارئ للمجلس الوزاري العراقي للاقتصاد الذي يضم وزراء وبرلمانيين ومستشارين للشؤون الاقتصادية فقد جرى بحث "تداعيات الوضعين المالي والاقتصادي والانخفاض غير المسبوق لأسعار النفط وضرورة واتخاذ القرارات الداعمة والمُلحة لجهود محاربة وباء كورونا والحد من خطورته، كما قال بيان عن الاجتماع تابعته "إيلاف" اليوم.

واشار المجلس الاقتصادي الى انه اتخذ عدداً من القرارات والتدابير التي تحد من خطورة انخفاض أسعار النفط التي تهدد الأمن الغذائي للبلاد والرواتب وجهود مكافحة وباء كورونا المستجد من دون توضيح ماهية هذه التدابير.

ويقول خبراء نفطيون ان العرض الآن يفوق الطلب وهناك تضخم كبير في الإمدادات والتخزين الذي وصل إلى مرحلة كبيرة سواء لدى الدول المنتجة أو المستهلكة .. مشيرين الى أن أهم العوامل المسببة لانهيار الأسعار هي تقييد حركة النقل البشري والصناعي جوا، حيث أثر ذلك سلبا على الاستهلاك.

وكان النفط الخام الأميركي قد سجل امس أكبر هبوط له منذ عام 1983 بعد أن وصل سعر البرميل إلى 1.02 دولار بهبوط نسبته 94% بعد أن كان سعر البرميل 18.27 دولارا الجمعة.
ويشكل هذا الانهيار التاريخي مؤشرا على أن الاتفاق الذي وقعته مجموعة "أوبك+" والذي أُعلن عنه مطلع الشهر الحالي غير كاف في ظل الانخفاض غير المسبوق بالطلب بسبب انتشار جائحة كورونا.

واليوم اصلت أسعار نفط برنت بالانهيار لتلاحق بذلك أسعار الخام الأميركي حيث انخفضت أسعار تسليم يونيو المقبل بمقدار 12.05% لتصل الى 22.43 دولارا.

ومن الواضح ان المستثمرين لم يقتنعوا بتخفيضات أوبك+ لأكثر من 10 ملايين برميل يوميًا حيث تستمر مخاوف الطلب على خلفية استمرار حالة الإغلاق المفروضة منعًا لتفشي فيروس كورونا السريع والذي تسبب أيضًا بانكماش اقتصادي.

كوارث اقتصادية واجتماعية على العراق

ومن جانبه حذر الخبير النفطي جبار اللعيبي من أن تهاوي اسعار النفط ينذر بكوارث كبيرة على مستوى البلاد مؤكداً ضرورة تنوع مصادر الدخل.

وقال اللعيبي ان "ما آلت اليه الأمور من تدهور كبير في الأصعدة الصحية والاقتصادية لتشمل عموم البلدان وآخرها تهاوي أسعار النفط الى مستويات دنيا لم يشهدها القطاع منذ عقدين او اكثر ولد هلعاً وفزعاً اقتصادياً وسياسياً وتخبطاً اجتماعياً مع الخوف من الآتي المجهول.

وأضاف" ما يهمنا في هذا المضمار هو وضع العراق والذي ينذر بكوارث اقتصادية واجتماعية" مستدركاً في تصريح لوكالة "الفرات نيوز" العراقية تابعته "إيلاف" ان الواقع اثبت ما كنا ننادي به وهو ضرورة تنوع مصادر الدخل في مجال مفاصل الطاقة وليس الاعتماد والتركيز على مفصل واحد وهو النفط الخام".

وشدد على ضرورة ايجاد مصادر او عناصر أخرى يمكنها اعانة ايرادات العراق ومنها استثمار الغاز وتصدير مشتقاته وتصدير مشتقات نفطية ودهون ومكثفات ومنتجات بتروكيماوية وكذلك منتجات الكبريت والفوسفات.

وأشار الى "وجود أبواب كثيرة ومتعددة ممكن ان توفر ايرادات عالية للبلد الا انها مركونة جانباً" .. املاً ان" تكون هذه الهزات في أسعار النفط درساً اخيراً للجهات المعنية لإعادة النظر بشكل جدي ومخلص وأخذ خطوات وطنية في وضع قطاع الطاقة في العراق بل والأكثر الاستعانة ببيوت الخبرة المحلية والعالمية في مسار تنشيط وترشيق الاقتصاد العراقي ككل".

ويمثل انتهاء العقود الآجلة لشهر مايو اليوم الثلاثاء عاملا مهما في الانهيار الكبير بأسعار النفط، ما يعزز المخاوف حول القصور بطاقة التخزين.

ومع امتلاء منشآت التخزين في الولايات المتحدة بشكل هائل خلال الأسابيع الأخيرة، أجبر المتعاملون على الدفع للناس للعثور على مشترين ما تسبب ببلوغ سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط 37.63 دولارا تحت الصفر مع انتهاء التعاملات.

لكن العقود الآجلة للخام الأميركي تسليم شهر مايو سجلت ارتفاعا فوق دولار بعد انهيار هذه العقود أمس بعد امتلاء مخزونات النفط في الولايات المتحدة بشكل شبه كامل وتراجع الطلب.

ويتوقع خبراء أن ترتفع أسعار النفط العام المقبل إلى مستوى 50 - 55 دولارا للبرميل وذلك بعد انخفاضها بشكل حاد العام الحالي.