ايلات: فقدت مدينة إيلات السياحية في إسرائيل والواقعة على البحر الأحمر مصدر رزقها الرئيس بسبب فيروس كورونا المستجد، ولا تجد الموسيقى القادمة من أحد المتنزهات المغلقة كما المدينة، من يستمتع بها.

تستقبل إيلات، المدينة الأشبه بمنتجع سياحي كبير واقع في أقصى جنوب إسرائيل بين الأردن وشبه جزيرة سينا في مصر، عادة نحو 2,5 مليون زائر سنويا. يقصد هؤلاء السياح الشواطئ الذهبية ويغطسون في المياه الصافية ويقضون بعض الوقت في حانات ومسابح الفنادق المصطفة على واجهة البحر.

استدعت جائحة كوفيد -19 فرض السلطات حظرا شاملا أغلقت على أثره حدودها أمام السياح وتبع ذلك إغلاق القطاعات الترفيهية لاحتواء الفيروس. يهدد وباء كوفيد-19 غرف فنادق المدينة البالغ عددها 12 ألفا والتي تكون عادة مشغولة معظم أشهر العام، بأن تبقى فارغة.

في بهو فندق "دان" الضخم ذي النجوم الخمسة والذي يشغّل عادة نحو 500 موظف، تمت تغطية الأثاث لمنع تراكم الغبار، فيما نوافير المياه جافة. وخلا المكان إلا من عناصر الأمن.

ويقدّر مدير الفندق ليؤر موزنيك الخسائر بعشرات ملايين الشواكل الإسرائيلية (ملايين الدولارات) كل شهر في حال استمر الفيروس بالانتشار.

عاطلون عن العمل
يقول رئيس بلدية إيلات مئير اسحق هليفي إن المدينة التي يبلغ تعداد سكانها 67 ألف نسمة تلقت أموالا حكومية لمواجهة الفيروس، لكن المساعدة في الوقت الحالي مثل "ضمادة فوق جرح غائر". ويشير إلى أن 75 في المئة من السكان باتوا عاطلين عن العمل.

شهدت إسرائيل تباطؤا في معدل الإصابات الجديدة بفيروس كورونا، ما شجّع الحكومة على تخفيف بعض القيود على الحركة وإعادة فتح بعض المصالح التجارية والأعمال. ويقول رئيس بلدية المدينة إن هذه التسهيلات بمثابة "خطوة أولى (...) تأثيرها على المدينة ضئيل للغاية".

وسجلت إسرائيل التي يبلغ عدد سكانها حوالى تسعة ملايين أول إصابة بفيروس كورونا في 21 شباط/فبراير. وأحصت السلطات أكثر من 14 ألف إصابة بينها 187 وفاة.

وترى الموظفة في بلدية إيلات نورا بيتون أن الأزمة الاقتصادية في إيلات أكبر بكثير من الأزمة الصحية. دعت البلدية الحكومة إلى صياغة خطة استجابة خاصة بالمدينة الساحلية. تقول بيتون "تم قطع أنبوب الأكسجين (...) عن هذا المكان الصغير الذي يشبه الجنة".

سنة كارثية
يقول جوزيف غيز (45 عاما) الذي تحدى الإغلاق والغرامة المالية التي يمكن أن يتسبب بها نزوله إلى الشارع، وهو يتنزّه في المنطقة، "تبدو المدينة وكأنها مشلولة".

ويعبر غيز الذي كان يسير نحو الشاطئ للاستمتاع بالهواء النقي وأشعة الشمس، عن صدمته من قلة الحركة. ويقول "أعيش هنا منذ 32 عاما ولم أر المدينة هكذا من قبل (...). أشعر وكأن قنبلة سقطت".

في المياه المقابلة، كان زوجان فرنسيان من سكان إيلات منذ عشر سنوات يريدان السباحة. ولكن ما إن لامست أقدامهما الرمال، وصلت دورية من الشرطة، وأجبر الزوجان على ترك المكان. قالا إن لديهما شعورا "بالحزن" لرؤيتهما المدينة التي لا يمكن في هذا الوقت من السنة عادة العثور على شاطئها على مكان للاستمتاع بأشعة بالشمس.

ويقول موزنيك وهو يتكىء على حاجز قرب أحد حمامات السباحة الثلاثة في الفندق، إن عطلة عيد الفصح اليهودي التي انقضت قبل أيام تشكل عادة ركيزة أساسية للاقتصاد المحلي. ويشغل نزلاء الفندق خلال هذا العيد 375 غرفة في الفندق، بحسب ما يقول مديره. ويضيف "إذا تغيبنا عن موسم الذروة الثاني ما بين يوليو وسبتمبر، فسيكون عاما كارثيا". ويستدرك "في الواقع، إنها بالفعل سنة كارثية".