طرابلس: أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا الأحد استئناف الإنتاج في حقل الشرارة، أكبر حقول البلاد، والذي أغلقته قبل أشهر قوات الرجل القوي في شرق البلاد المشير خليفة حفتر.

وينتج حقل تنتج الشرارة، الواقع على بعد حوالى 900 كيلومتر جنوب طرابلس، 315 ألف برميل يوميا، وهو ما يقرب من ثلث إنتاج ليبيا من النفط الخام، لكنه يتعرض لهجمات باستمرار.

وقالت المؤسسة الوطنية للنفط إن الصمامات في محطة ضخ كانت أغلقت في كانون الثاني/يناير ما أدى إلى توقف الإنتاج في الحقل، وهو ما كلف خزينة البلاد أكثر من 5.2 مليارات دولار.

وأكّدت المؤسسة الوطنية في بيان "عودة الإنتاج بحقل الشرارة النفطي الواقع في جنوب ليبيا، وذلك بعد مفاوضات طويلة قامت بها المؤسسة لفتح صمام الحمادة الذي تم إغلاقه بشكل غير قانوني في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي".

وأوضحت أنها "ستبدأ المرحلة الأولى من الإنتاج بقدرة 30 الف برميل في اليوم، ومن المتوقع عودة الإنتاج إلى القدرة الكاملة خلال 90 يوما بسبب الاضرار الناتجة عن الاغلاق الطويل جداً".

ونقل البيان عن رئيس المؤسسة مصطفى صنع الله قوله "نتمنى أن تكون إعادة الإنتاج في حقل الشرارة الخطوة الأولى لإعادة الحياة لقطاع النفط والغاز في ليبيا، وبداية أيضا لإنقاذ الاقتصاد الليبي من الانهيار في هذه الأوقات العصيبة".

وتشكّل صادرات النفط مصدر جميع إيرادات الدولة تقريبا في ليبيا، التي لديها أكبر احتياطات مثبتة من النفط الخام في إفريقيا.

ويدار حقل الشرارة من قبل شركة أكاكوس، وهي مشروع مشترك بين المؤسسة الوطنية للنفط والشركة الإسبانية العملاقة ريبسول وتوتال الفرنسية وشركة "أو إم في" النمسوية وشركة النفط النروجية الحكومية.

وجاء إعلان الأحد في وقت واصلت القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها من الأمم المتحدة هجوما مضادا ضد قوات حفتر حول مدينة سرت الساحلية الاستراتيجية.

وتعد مدينة سرت الواقعة في وسط البلاد ومسقط الزعيم الراحل معمر القذافي مفتاح الوصول إلى "الهلال النفطي" في ليبيا، حيث العديد من حقول النفط الرئيسية.

ورحبت السفارة الأميركية باستئناف الإنتاج في حقل الشرارة، واصفة إياه بأنه "خطوة مهمة إلى الأمام"، وحثت جميع الأطراف "على رفض محاولات عسكرة قطاع الطاقة".

وسقطت ليبيا في حال من الفوضى بعد الإطاحة بالقذافي وقتله في الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الاطلسي في العام 2011.

وتشهد ليبيا فوضى وصراعا منذ سقوط نظام القذافي وتتنازع السلطة فيها حكومتان: حكومة الوفاق الوطني التي تعترف بها الأمم المتحدة ومقرها في طرابلس وحكومة موازية في شرق البلاد يدعمها المشير خليفة حفتر.

وتفاقم النزاع عندما شن حفتر المدعوم من مصر والإمارات والسعودية، هجومًا للسيطرة على طرابلس في نيسان/بريل 2019.

وتحظى حكومة الوفاق بدعم تركيا التي ساعدت طائراتها المسيّرة ومنظوماتها الدفاعية قواتها في احراز تقدم ميداني كبير في الأسابيع الأخيرة.