يجتمع الاحتياطي الفدرالي الأميركي الثلاثاء ليومين وسط تراجع ثقة المستهلكين، ويتوقّع أن يلجأ إلى آلية التوجيه المسبق للتأثير في توقعات السوق بالنسبة لمعدلات الفائدة المستقبلية.

واشنطن: بدأ مجلس إدارة المصرف المركزي الأميركي (الاحتياطي الفدرالي) الثلاثاء اجتماعًا يستمر يومين وسط مؤشرات تدل على تراجع ثقة المستهلكين، في وقت يجري الكونغرس نقاشًا حول الطرائق الأمثل لدعم اقتصاد البلاد في خضم جائحة كورونا.

ومع تثبيت معدلات الفائدة عند مستوى يقارب الصفر وضخ الاحتياطي الفدرالي مليارات الدولارات لدعم الاقتصاد عبر برامج قروض متنوعة، من المتوقّع أن يركّز مسؤولو المركزي الأميركي بشكل أقل على التدخل المباشر؛ إذ يبقى وباء كورونا الباعث الأكبر للقلق.

وتشهد الولايات المتحدة تسارعًا في وتيرة الإصابات والوفيات جراء الفيروس، وقد أعادت ولايات عدة فرض قيود صارمة، وإغلاق عدد من القطاعات التجارية في حين ألغيت عشرات ملايين الوظائف، كثير منها بشكل دائم.

وتوشك المدة المحددة قانونًا للاستفادة من إعانات البطالة الإضافية على الانتهاء، ما يضع العمال الذين فقدوا وظائفهم في وضع بالغ التعقيد ما لم يتدخّل الكونغرس لإيجاد حل لهذه المعضلة.

ويتوقّع محلّلون أن يلجأ الاحتياطي الفدرالي بشكل متزايد إلى آلية "فورورد غايدنس" (التوجيه المسبق)، وهي تسمية معتمدة للدلالة على آلية التدخل في السياسة النقدية للتأثير، وفق توجّهات المصرف، على توقعات السوق بالنسبة لمعدلات الفائدة المستقبلية.

ومن المتوقّع أن تؤكد اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة أنها لا تعتزم رفع معدلات الفائدة المرجعية قبل التعافي التام للاقتصاد الأميركي، وتراجع نسب البطالة بشكل كبير عن معدّلاتها الحالية (11,1 في المئة)، مع عدم إيلاء التضخّم حيّزا كبير من التركيز.

ووسط مؤشرات إلى استمرار التداعيات السلبية للجائحة على الاقتصاد، لم يتّضح مدى التأثير الذي يمكن أن يحمله الإعلان عن هذا التوجّه، علما أن الخبراء الاقتصاديين يرون في ذلك خطوة الحد الأدنى.

تقول دايان سوونك كبيرة الخبراء الاقتصاديين في شركة "فرانت ثورنتون" للمحاسبة إن "الأحداث التي شهدناها في الأسابيع الأخيرة غيّرت نظرتي لآلية ’التوجيه المسبق‘". تضيف: "حان الوقت كي يوضح الاحتياطي الفدرالي موقفه إزاء ’التوجيه المسبق‘، أي اتّخاذ موقف واضح بشأن إبقاء معدلات الفائدة عند مستوى يقارب الصفر إلى حين تخطي الاقتصاد المعدل المستهدف للتضخم المحدد باثنين في المئة".

تعلن اللجنة قرارها الأربعاء، في حين يعقد رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول مؤتمرًا صحافيًا لتفسير البيان الذي يصدر عن الاجتماع.