بروكسل: أكّدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الأربعاء أن اتفاقاً تجارياً محتملاً لمرحلة ما بعد بريكست بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا يجب ألا يؤثر على "تكامل السوق الموحدة".

وقالت فون دير لايين أمام النواب الأوروبيين في وقت صارت المفاوضات في مرحلتها الأخيرة، "سنفعل كل ما في وسعنا للتوصل إلى اتفاق. نحن مستعدّون لإثبات حسنا الابتكاري".

وأضافت "لكننا لسنا مستعدين لتعريض تكامل سوقنا الموحّدة للخطر"، خصوصاً احترام معاييرها البيئية والاجتماعية والمالية أو المساعدات الحكومية.

وشدّدت فون دير لايين على ضرورة وضع آليات في الاتفاق المستقبلي في حال انحرف الاتحاد الأوروبي أو بريطانيا مع الوقت عن المعايير المشتركة المتفق عليها. وقالت "الثقة جيدة، لكن القانون أفضل".

وتطالب بروكسل بآلية تسمح لها باتخاذ تدابير مضادة فورية وأحادية الجانب في حال حصل تغيير مفاجئ للمعايير من جانب أحد الطرفين لتجنّب حصول أي منافسة غير عادلة، الأمر الذي ترفضه المملكة المتحدة.

وذكّرت فون دير لايين بأن هذه الضمانات في ما يخص المنافسة العادلة هي إحدى النقاط الثلاث التي تعرقل المفاوضات، بالإضافة إلى مسألة وصول الأوروبيين إلى المياه البريطانية وتسوية الخلافات في الاتفاق المقبل.

وفي ما يخصّ مسألة الصيد وهو قضية حساسة لعدد من الدول الأعضاء من بينها فرنسا، قالت فون دير لايين إن "لا أحد يشكك في سيادة المملكة المتحدة على مياهها الخاصة، لكننا نطالب بإمكانية وضع توقعات وبضمانات للصيادين الذين يبحرون منذ عقود إن لم يكن قرونا" في المنطقة.

ردا على هذه التصريحات، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في كلمة بالبرلمان إن "موقفنا بشأن صيد السمك لم يتغير، ولن نتمكن من تحقيق تقدم إلا إذا قبل الاتحاد الأوروبي بواقع أنه يجب أن نكون قادرين على التحكم في الوصول إلى مياهنا ".

وحول تسوية النزاعات، تريد فون دير لايين نظاما "متينا" من أجل "ضمان أن ما يتفق عليه هو فعلا متفق عليه" خصوصا "في ضوء التجربة الأخيرة".

وتشير رئيسة المفوضية الألمانية بذلك إلى مشروع القانون البريطاني الذي يتراجع جزئيا عن اتفاق خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الذي شكل إطار لخروجها في 31 كانون الثاني/يناير الماضي.

وهذا التراجع - وخصوصا فيما يتعلق بالأحكام التي تهدف إلى الحفاظ على السلام في جزيرة أيرلندا - أضر بشكل خطير بثقة بروكسل التي تطالب بسحب المواد المثيرة للجدل.

وقال نائب رئيسة المفوضية ماروس سيفكوفيتش المكلف تسوية القضية في إطار لجنة مشتركة يرأسها مع البريطاني مايكل جوف، إنه يأمل في اجتماع هذه اللجنة "في الأيام المقبلة"، موضحا أن "المفاوضات صعبة لكنني أقدر الأجواء البناءة".

وأكدت فون دير لايين أن "هذه أيام حاسمة للمفاوضات مع المملكة المتحدة. لكن بصراحة، لا يمكنني أن أقول لكم اليوم ما إذا سيكون هناك اتفاق في نهاية المطاف".

وأضافت أن الأمر الوحيد المؤكد هو أنه "سيكون هناك فرق واضح بين أن تكون عضواً كامل العضوية في الاتحاد وأن تكون ببساطة شريكاً مهماً".

وبقي أقل من أربعين يوما حتى 31 كانون الأول/ديسمبر موعد انتهاء الفترة الانتقالية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ووقف تطبيقها المعايير الأوروبية.

ومن دون إبرام معاهدة تجارية تنظم علاقتهما، تواجه لندن وبروكسل خطر التعرض لصدمة اقتصادية جديدة، تُضاف إلى تلك الناجمة عن أزمة تفشي فيروس كورونا المستجدّ.

والمشكلة الأخيرة هي أن مفاوضي الطرفين يجب أن يتيحوا للبرلمانات وقتا كافيا ليتمكنوا من المصادقة على الاتفاق قبل الأول من كانون الثاني/يناير.