واشنطن: بدأت العاصمة الروسية السبت حملة لتلقيح موظفي قطاعي الصحة والتعليم المعرضين لخطر الإصابة بوباء كوفيد-19 الذي تتسارع من جهة أخرى وتيرة تفشيه في الولايات المتحدة، بعد أسبوع ونيف على احتفال البلاد بعيد الشكر.

وفي حين تتهيّأ دول أخرى على غرار المملكة المتحدة لإطلاق حملات تلقيح، بدأ بالفعل السبت إعطاء جرعات من اللقاح "سبوتنيك-في" للعاملين في مجال الرعاية الاجتماعية وموظفي قطاعي الصحة والتعليم في 70 مركزا في العاصمة الروسية.

لكن اللقاح الروسي لا يزال في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية التي يشارك فيها نحو 40 ألف متطوع.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، أُجريت تجارب على 51 لقاحاً، وباتت 13 من بينها في المرحلة الأخيرة من التجارب.

لكن في الأثناء، تشهد الولايات المتحدة تسارعا في وتيرة تفشي الوباء مع 225 ألفا و201 إصابة جديدة و2500 وفاة إضافية خلال 24 ساعة الجمعة.

وتجاوزت كندا المجاورة الجمعة عتبة 400 ألف إصابة، بعد أسبوعين من تخطيها عتبة 300 ألف إصابة.

وأسفرت جائحة كوفيد-19 عن أكثر 65,8 مليون إصابة و12 ألفا و177 وفاة إضافية في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.

ومنذ 24 تشرين الثاني/نوفمبر يسجّل أكثر من 10 آلاف وفاة إضافية يوميا، وهو رقم غير مسبوق.

ويواصل الوباء تفشيه خصوصاً في إيطاليا، وسجّلت أميركا اللاتينية والكاريبي ارتفاعاً في عدد الإصابات بنسبة 18% خلال أسبوع.

ونظرا إلى مخاطر الوباء، من المرتقب أن تجرى غالبية مراسم تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن في كانون الثاني/يناير عبر الانترنت بناء على "توصيات الخبراء". وقال الرئيس الديموقراطي البالغ 77 عاماً "من غير المرجح إذاً أن يكون لدينا مليون شخص في المول" الجادة الكبيرة في وسط واشنطن المؤدية إلى مبنى الكابيتول.

ودعا خبراء منظمة الصحة العالمية إلى عدم التراخي في ظل التفاؤل الذي أثاره التوصل إلى لقاحات.

وأكد مدير برنامج الحالات الصحية الطارئة في المنظمة مايك رايان أن "التلقيح سيضيف أداة مهمة وقوية إلى مجموعة الأدوات المتاحة لنا" لمكافحة الوباء لكن "وحدها لن تفي بالمهمة".

في بريطانيا، "ترجّح" السلطات الصحية أن تشهد البلاد تراجعا في وتيرة تفشي الوباء "بحلول الربيع" بفضل حملات التلقيح. إلا أنها تستعدّ أولاً لارتفاع عدد الإصابات بعد فترة عيد الميلاد.

هذا الأسبوع، أصبحت المملكة المتحدة، وهي الدولة الأكثر تضرراً من الوباء في أوروبا (أكثر من 60 ألف وفاة)، أول دولة غربية ترخص استخدام لقاح ضد كوفيد-19 بإعطائها الضوء الأخضر للقاح فايزر/بايونتيك. ومن المفترض البدء بتوزيع أولى الجرعات الأسبوع المقبل.

وتتوقع بلجيكا وفرنسا وإسبانيا إطلاق حملات التلقيح في كانون الثاني/يناير عبر التركيز أولاً على الفئات الأكثر ضعفاً.

ومع الوصول المرتقب لهذه اللقاحات المضادة لكوفيد-19 التي يُفترض أن تّخزن في بعض الأحيان في درجات حرارة منخفضة جداً، تحضّر شركات أميركية الأرضية. إذ إن شركة "يو بي اس" الأميركية العملاقة للخدمات اللوجستية طوّرت ثلاجات محمولة تسمح بحفظ اللقاح في حرارة تراوح بين 20 و80 درجة مئوية تحت الصفر.

وطلبت شركة "فورد" لصناعة السيارات ثلاجاتها الخاصة لتقديم اللقاحات لموظفيها، في وقت أعربت شركة "سميثفيلد" الأميركية العملاقة للحوم عن استعدادها لوضع الغرف الباردة في مسالخها في الخدمة.

ولم يبقَ سوى إقناع السكان بتلقي اللقاح على خلفية شعور بانعدام الثقة في لقاحات تم تطويرها في مدة قياسية.

وتعهّدت شخصيات بارزة بتلقي اللقاح بشكل علني لتصبح نموذجاً، على غرار بايدن والرؤساء الأميركيون السابقون باراك أوباما وجورج بوش وبيل كلينتون.

وبانتظار وصول اللقاحات، قد تسرّع التجمعات بمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة وتيرة تفشي الوباء، بما في ذلك الاندفاع إلى المتاجر عند انتهاء تدابير العزل في بعض الدول لشراء أغراض وهدايا العيد.

في البرازيل، سُمح للمراكز التجارية في ريو دي جانيرو بفتح أبوابها 24 ساعة في اليوم لمحاولة تجنّب الاكتظاظ للقيام بمشتريات العيد.

وبين العزل والتباعد الاجتماعي، أُرغم التجار وأصحاب المطاعم على ابتكار أفكار جديدة لإبقاء محالهم مفتوحة.

وتقوم كاتيا هيندلماير الشريكة في ملكية حانة في برلين، بتسليم مشروبات تُصنع في محلها على متن دراجات مباشرة إلى الزبائن. وقالت "نفضل العمل مقابل مدخول قليل على عدم القيام بأي شيء" مشيرةً إلى أنها متمسكة بـ"الحفاظ على نشاط موظفيها".

في الولايات المتحدة، تراجع معدّل خلق الوظائف بشكل حاد في تشرين الثاني/نوفمبر ما يزيد الضغط على الكونغرس للتصويت على خطة جديدة للدعم الاقتصادي. والوقت يدهم إذ إن العديد من المساعدات للعاطلين عن العمل والعائلات تنتهي مدّتها في 26 كانون الأول/ديسمبر.

وفي وقت يرخي الوباء بثقله على النمو والنفقات العامة، فرضت الأرجنتين ضريبة استثنائية على الثروات الكبيرة تعني حوالى 12 ألف شخص، بهدف مساعدة الأشخاص الأشدّ حاجة والشركات الصغيرة.

وبهدف إنعاش قطاعها الصحي الحيوي لاقتصادها، ستسمح البيرو اعتبارا من 15 كانون الاول/ديسمبر باستئناف الرحلات إليها من أوروبا، وكذلك ستعيد قرغيزستان فتح ثلاثة مطارات أمام كل الرحلات للمرة الأولى منذ الربيع.