طرابلس: أعلن البنك المركزي الليبي الأربعاء توحيد سعر صرف الدينار وتعديله في مقابل الدولار الأميركي لجميع الاستخدامات، في محاولة لمكافحة الفساد.

وسيدخل القرار حيز التنفيذ في الثالث من كانون الثاني/يناير.

وحدد البنك المركزي ومقره في طرابلس في بيان سعر الصرف ب4,48 دينار للدولار الواحد وسريان هذا السعر على كل الأغراض واستعمالات النقد الأجنبي الحكومية والتجارية والشخصية.

وفي السنتين الأخيرتين كان في ليبيا سعرا صرف رسميان الأول 1,40 دينارا في مقابل الدولار الواحد، مخصص حصراً للأغراض الحكومية والثاني 3,9 دنانير للأغراض التجارية والشخصية.

وأتى تعديل سعر صرف الدينار في أول اجتماع موحد لمجلس إدارة البنك المركزي الليبي منذ ستة أعوام إذ يوجد مصرفان الأول في طرابلس معترف به دولياً وتذهب إليه إيرادات النفط، والثاني في شرق (ليبيا).

واتخذ القرار بعد ضغوطات محلية ودولية على البنك المركزي بضرورة توحيد السعر للحد من عمليات الفساد المالي وغسل الأموال من أطراف ليبية تهرب الدولار للخارج، مستغلة الفارق بين السعر الرسمي وسعر السوق السوداء الذي تخطى قبل أيام حاجز السبعة دنانير.

وغرقت ليبيا في الفوضى منذ الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي وأدّت إلى سقوط نظام معمر القذافي العام 2011.

وتتنازع الحكم في ليبيا سلطتان: حكومة الوفاق الوطني التي تتخذ طرابلس مقراً وتحظى باعتراف الأمم المتحدة، وسلطة يمثلها المشير خليفة حفتر الرجل القوي في شرق البلاد ويدعمها البرلمان المنتخب.

ووقع اتفاق لوقف إطلاق النار في أواخر تشرين الأول/أكتوبر بين طرفي النزاع، وتتواصل المحادثات برعاية الأمم المتحدة لطيّ صفحة سنوات من أعمال العنف الدامية والتوصّل إلى اتفاق سلام دائم.

وأتى قرار البنك المركزي غداة الاجتماع الدولي لدعم توحيد المؤسسات المالية الليبية في جنيف الذي توصل إلى اتفاقات "حاسمة".

وأشادت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بقرار توحيد سعر صرف الدينار، ووصفته بأنه "خطوة مهمة" للتخفيف عن معاناة الليبيين.