طوكيو: تعزز دول آسيوية الخميس تدابير الحد من تفشي فيروس كورونا المستجد في إطار المساعي لوقف انتشار وباء كانت قد تمكنت من احتوائه، لتنضم بهذه الخطوة إلى دول أوروبية فيما يبدأ لبنان فرض إغلاق جديد.

وأعلنت اليابان حالة طوارئ في طوكيو قبل صدور الأرقام المتوقع أن تظهر حصيلة قياسية من الإصابات اليومية، فيما سجّلت الصين أعلى عدد من الإصابات خلال 24 ساعة منذ يوليو.

يأتي ذلك بعد يوم من تسجيل العالم حصيلة قياسية للوفيات اليومية وإعطاء الاتحاد الأوروبي ضوءا أخضر للقاح ثان.

والحال ليست أفضل في أميركا الشمالية حيث اضطرت كندا إلى فرض حظر تجول للمرة الأولى في محاولة لوقف انتشار الموجة الثانية من الوباء.

ولا تظهر جائحة كوفيد-19 أي مؤشرات على التراجع إذ أودى الوباء بحياة 1,8 مليون شخص وأصاب 86 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.

وتفشي المرض في اليابان ليس شديدا كما هي الحال في أوروبا والولايات المتحدة، لكن الحكومة اضطرت يوم الخميس إلى إعلان قيود جديدة في منطقة طوكيو الكبرى من المفترض أن تستمر شهرا وهي تشمل خصوصا المطاعم والحانات.

وستكون القيود الجديدة التي تستمر لمدة شهر، أقل صرامة من عمليات الإغلاق التي فرضت في أجزاء أخرى من العالم، وستكون أكثر ليونة حتى من حالة الطوارئ الأولى التي أعلنت في اليابان الربيع الماضي.

وستشمل التدابير التقييدية الجديدة قطاع المطاعم والمقاهي التي سيطلب منها التوقف عن تقديم الكحول بحلول الساعة 19,00 والإغلاق بعد ساعة من ذلك، مع مطالبة السكان أيضا بتجنب الخروج غير الضروري بعد الساعة 20,00.

وأوردت وسائل إعلام محلية أن طوكيو ستعلن عن تسجيلها أكثر من 2400 إصابة جديدة الخميس، وهو رقم قياسي جديد علما أن الرقم القياسي السابق كان 1591.

وقال الوزير المسؤول عن الاستجابة للوباء في اليابان إن النظام الطبي في طوكيو "منهك".

وفي لبنان، تم تسجيل 4166 إصابة جديدة بكوفيد-19 الاربعاء وهو عدد قياسي يومي منذ بدء انتشار هذه الجائحة في البلد الذي باتت فيه المستشفيات شبه عاجزة عن استقبال المرضى.

وسبق أن سجل ارتفاع كبير في الإصابات في لبنان لا سيما 3500 حالة في 31 ديسمبر ما دفع الحكومة إلى إعلان إغلاق البلاد اعتبارا من الخميس حتى الأول من فبراير المقبل.

وسبق للبنان أن فرض إجراءات إغلاق كان آخرها في نوفمبر الماضي. إلا أن التدابير خُففت كثيرا في ديسمبر مع إعادة فتح الحانات والمراقص الليلية، ما ساهم في ارتفاع كبير في الإصابات خلال فترة الأعياد.

في الصين المجاورة، أبلغت السلطات عن تسجيل 63 إصابة جديدة الخميس، وهي أعلى حصيلة يومية منذ يوليو، فيما تحاول السلطات القضاء على تفشي المرض في مدينة يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة قرب بكين.

وقطعت السلطات الطرق الرئيسية المؤدية إلى شيجياتشوانغ صباح الأربعاء كما أغلقت المدارس في هذه المدينة الواقعة على مسافة 300 كيلومتر جنوب بكين، كما توقفت حركة الحافلات بين المدن.

وقالت شابة لمحطة "سي سي تي في" الحكومية "أجريت اختبار الحمض النووي الليلة الماضية، لكن لم أحصل على النتائج بعد. بدونه لا يمكنني مغادرة المدينة".

ويرى خبراء أن اللقاحات الجماعية هي أفضل طريقة للعودة إلى الحياة الطبيعية لكن حملات التطعيم الأولى تزامنت مع زيادة حادة مقلقة في عدد الوفيات والإصابات في أنحاء كثيرة من العالم.

فيوم الأربعاء، سجلت 15 ألفا و769 وفاة بكوفيد-19 في العالم في غضون 24 ساعة، وهي حصيلة قياسية.

وقال مسؤولو الصحة الأميركيون الأربعاء إن واحدا من بين كل 100 ألف شخص تعرض لرد فعل تحسسي خطير بعد تلقي جرعة من لقاح فايزر/بايونتيك، مؤكدين أن فوائد اللقاح تفوق بكثير أخطاره المحتملة.

وفي أميركا الشمالية، يستمر الفيروس في الانتشار، وقد أبلغت المكسيك الاربعاء عن تسجيل أكثر من 1100 وفاة وأكثر من 13 ألف إصابة.

وفي كندا، فرضت السلطات في كيبيك حظر تجول في المقاطعة البالغ عدد سكانها ثمانية ملايين نسمة من الساعة 20,00 حتى الساعة 05,00 على أن يستمر أربعة أسابيع، وقد يواجه المخالفون غرامات تصل إلى 6000 دولار كندي (4700 دولار أميركي).

ولم يتم فرض حظر تجول بهذا الحجم في كندا منذ الانفلونزا الإسبانية قبل قرن، وفقا للمؤرخين.

وبذلك، تنضم المقاطعة إلى أونتاريو، المحرك الاقتصادي لكندا والبالغ عدد سكانها 14 مليون نسمة، في تقييد التنقلات اليومية للناس.

وافق الاتحاد الأوروبي الأربعاء على لقاح موديرنا لاستخدامه في الكتلة المؤلفة من 27 بلدا، بعد الموافقة الشهر الماضي على لقاح فايزر/بايونتيك الذي أجيز استخدامه في 21 ديسمبر.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين "مع لقاح موديرنا، وهو ثاني لقاح صرح به في الاتحاد الأوروبي، سيكون لدينا 160 مليون جرعة إضافية" بعد 300 مليون جرعة تم طلبها من فايزر/بايونتيك.

وتعرضت العديد من الحكومات الأوروبية لانتقادات بسبب بطء حملات التطعيم مثل هولندا التي بدأتها الأربعاء.

وحتى الآن، أعطى الاتحاد الأوروبي أكثر من مليون جرعة، وهو رقم أقل مما أعطته بريطانيا وحدها حتى الآن.

كما أن اللقاحات لم تحل حتى الآن دون فرض تدابير إغلاق وحظر تجول وإغلاق المتاجر والمدارس في الدول الاوروبية.

ودخل عزل جديد حيز التنفيذ في بريطانيا الأربعاء وحذت إيرلندا حذوها بعد فترة وجيزة.

وقال رئيس الوزراء الإيرلندي مايكل مارتن للصحافيين "علينا ببساطة كبح هذه الزيادة" في عدد الوفيات والإصابات.