عشق اباد: أعلنت وزارة الخارجية التركمانية السبت أنّ تركمانستان استضافت ممثلين عن حركة طالبان الأفغانية لإجراء محادثات، فيما تسعى الدولة الغنية بالغاز إلى ضمانات أمنية لمشروعات كبرى تربط البلدين والمنطقة الأوسع.
أقامت تركمانستان علاقات قوية مع الحكومة الأفغانية الرسمية خلال السنوات الأخيرة، لكنها تعاملت سابقا أيضا مع طالبان لكسب دعم الجماعة لمشاريعها في البلاد.
ونشرت وزارة الخارجية التركمانية على موقعها بيانا منسوبا لطالبان "أعربت (فيه) عن دعمها الكامل لتنفيذ ... مشاريع البنية التحتية التي تهدف إلى ضمان رفاهية الشعب الأفغاني وازدهاره".
وفي سلسلة تغريدات، أقر المتحدث باسم طالبان في وقت متأخر السبت بالمحادثات التي جرت في العاصمة التركمانية عشق أباد وقال إنّ الطرفين ناقشا "أمن حدود البلدين".
افتتحت تركمانستان وأفغانستان الشهر الماضي أحدث موجة من روابط النقل والطاقة والاتصالات في الوقت الذي تروج فيه الجمهورية السوفياتية السابقة لدورها في إعادة بناء اقتصاد أفغانستان الذي مزقته الصراعات.
وأحد المشاريع الجارية هو مشروع الطاقة بين تركمانستان وأفغانستان وباكستان للحصول على الكهرباء من تركمانستان، والذي يموله جزئيًا بنك التنمية الآسيوي.
وهناك مشروع آخر هو خط أنابيب "تركمانستان - أفغانستان - باكستان - الهند"، المعروف باسم تابي، وهو أمر حيوي لمحاولة تركمانستان تخفيف الاعتماد على شراء الصين لغازها الطبيعي.
وسينقل هذا الخط أكثر من 30 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا من حقل غاز غالكينيش العملاق في تركمانستان، حيث تستحوذ الهند وباكستان المتعطشتان للطاقة على الجزء الأكبر من المشتريات.
وسيبلغ طول الجزء الذي يمر عبر أفغانستان أكثر من 700 كيلومتر وتأجل المشروع لسنوات بسبب الشكوك الأمنية والاستثمارية.
تخوض الحكومة الأفغانية محادثات سلام مع طالبان بدأت في ايلول/سبتمبر في قطر، دون تحقيق أي تقدم حتى الآن.
وزار المبعوث الأميركي الخاص للمصالحة في أفغانستان زلماي خليل زاد تركمانستان في إطار جولة في بداية العام شملت باكستان وأفغانستان وقطر، حيث يوجد مكتب تمثيلي لطالبان.
قالت الإدارة الأميركية الجديدة للرئيس جو بايدن إنها ستراجع الاتفاق المبرم بين الولايات المتحدة وطالبان العام الماضي، واتهمت طالبان بعدم الحد من العنف أو قطع العلاقات مع تنظيم القاعدة كما هو متفق عليه.
التعليقات