رفعت شركة هواوي الصينية، العملاقة في مجال الاتصالات، دعوى قضائية ضد بنك إتش إس بي سي في بريطانيا، وذلك في إطار محاولتها لمنع ترحيل مديرتها المالية من كندا إلى الولايات المتحدة.

واعتقلت منغ وانزو في كندا بطلب من الولايات المتحدة على خلفية مزاعم بأنها ضللت البنك خلال اجتماع في عام 2013.

وتأمل شركة هواوي الآن الحصول على تصريح بالاطلاع على وثائق خاصة بالبنك، قد تساعدها في تقويض الحجج التي استندت إليها الولايات المتحدة في مساعي الترحيل.

وقال البنك لبي بي سي إن طلب هواوي لكشف المعلومات المطلوبة "لا أساس له".

ويأتي هذا وسط ضغوط سياسية على بنك إتش إس بي سي، الذي يتخذ من المملكة المتحدة مقرا له لكنه تأسس في هونغ كونغ حيث يحقق معظم أرباحه.

ودفعت جلسة الاستماع في لندن يوم الجمعة البنك إلى خضم معركة قانونية، زادت التوتر بين كندا والصين.

واعتقلت منغ وانزو، وهي ابنة مؤسس شركة هواوي، في مطار فانكوفر يوم 1 ديسمبر/ كانون الأول 2018 لأن الولايات المتحدة تريد أن تحاكمها بتهم من ضمنها الاحتيال. وتتعلق التهم بمزاعم انتهاك العقوبات الأمريكية ضد إيران، وهو ما تنفيه منغ.

وفي صلب هذه المزاعم اجتماع عُقد في 22 أغسطس/ آب 2013.

وفي الشهور التي سبقت اعتقالها، أثارت تقارير لوكالة رويترز للأنباء تساؤلات بشأن ما إذا كان هناك انتهاك للعقوبات التجارية على إيران من قبل شركة سكايكوم التي تتخذ من هونغ كونغ مقرا لها.

والتساؤل الأهم هو ما إذا كانت شركة سكايكوم، المتخصصة في بيع معدات الاتصالات، مجرد شريك لشركة هواوي أم واجهة لها بهدف إخفاء أنشطتها في إيران.

المسؤولة المالية في هواوي مينج وانزهو
BBC

وتزعم الولايات المتحدة أن منغ ضللت خلال الاجتماع إتش إس بي سي بشأن حقيقة العلاقة بين شركة هواوي وشركة سكايكوم، وهو ما أدى بالتبعية إلى تعريض البنك لاحتمال انتهاك العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران. لكن تجدر الإشارة إلى أنها لم تُحتجز إلا بعد مرور أكثر من خمس سنوات على الاجتماع.

واتبع محامو الدفاع الكنديون استراتيجية متعددة الجوانب في محاولة لمنع تسليمها إلى الولايات المتحدة.

ويتمثل أحد جوانب الاستراتيجية في الادعاء بأن الولايات المتحدة حجبت معلومات رئيسية، تُظهر أنه لم تكن هناك محاولة لتضليل إتش إس بي سي بشأن طبيعة العلاقة بين شركة سكايكوم وشركة هواوي، وأن منغ كانت واضحة بشأن هذا الموضوع.

والآن، قدم محامو منغ إلى المحكمة العليا في المملكة المتحدة طلب اطلاع على المعلومات ذات الصلة التي يحتفظ بها بنك إتش إس بي سي في سجلاته. وفي حالة موافقة المحكمة على طلب المحامين، سيكون بإمكانهم الاطلاع على المعلومات المطلوبة.

ويبدو أن المحامين يهدفون إلى الحصول على أدلة بشأن ما كان يعرفه أو لا يعرفه إتش إس بي سي بشأن العلاقة بين شركة هواوي وشركة سكايكوم في إيران، وإلى أي حد كان البنك محيطا بتفاصيل الاجتماع.

وردا على الطلب، قال متحدث باسم البنك إن: "طلب كشف المعلومات في المملكة المتحدة هذا لا أساس له. بنك إتش إس بي سي ليس طرفا في هذه القضية الجنائية في الولايات المتحدة، أو في إجراءات الترحيل في كندا".

وأضاف أنه "سيكون من غير اللائق الإدلاء بمزيد من التعليقات بشأن قضية قانونية يُنظر فيها حاليا".

إتش إس بي سي تحت الضغط

هذه القضية وضعت بنك إتش إس بي سي في موقف صعب. ففي الصين، تعرض البنك لانتقادات بسبب تسليم معلومات إلى السلطات الأمريكية أدت إلى اعتقال منغ. غير أن البنك دأب على القول إنه سلم فقط المعلومات المطلوبة منه بموجب القانون.

كما تعرض البنك لانتقادات في المملكة المتحدة من طرف أولئك الذين يعتقدون أنه متسامح جدا مع بكين، مشيرين إلى أنه جمّد حسابات ناشط من هونغ كونغ، الأمر الذي أدى إلى استجواب المديرين التنفيذيين للبنك من قبل لجنة برلمانية مؤخرا.

ومن المتوقع أن تمثل منغ أمام المحكمة في كندا يوم 1 مارس/ آذار في إطار المرحلة الأخيرة من جلسات الاستماع المتعلقة بترحيلها، التي من المقرر الانتهاء منها في شهر مايو/ أيار. غير أن استئناف الحكم من المرجح أن يطيل أمد هذه العملية.