مدريد: دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الثلاثاء إلى مدّ خطّ أنابيب غاز يربط شبه الجزيرة الإيبيرية بأوروبا الوسطى عبر فرنسا، للمساعدة على الحد من الاعتماد على الغاز الروسي.

وقال رئيس الوزراء الاشتراكي للصحافيين خلال زيارة لجزيرة بالما في جزر الكناري الإسبانية إن مشروع خط أنابيب غاز يعبر جبال البيرينيه "أمر تطالب به الحكومة الإسبانية وتطلبه من أوروبا منذ زمن طويل".

وتابع "نأمل أن يتحقّق هذا الحلم قريبا"، مثنيا على موقف المستشار الألماني أولاف شولتس الذي اعتبر الأسبوع الماضي أن أوروبا تفتقر "بشكل كبير" إلى إقامة خطّ بين شبه الجزيرة الإيبيرية وأوروبا الوسطى عبر فرنسا.

شولتس يرحب

وقال شولتس الذي تعتبر بلاده من أعضاء الاتحاد الأوروبي الأكثر اعتمادا على إمدادات الغاز الروسي، إن خط أنابيب غاز كهذا "سيساهم إلى حد بعيد اليوم في إحداث انفراج وتخفيف وطأة وضع الإمدادات".

أدلى سانشيز بتصريحات بهذا المعنى مؤكدا أن "إسبانيا يمكنها تقديم الكثير لأوروبا من أجل الحد من اعتمادها في مجال الطاقة على روسيا، بفضل طاقتنا الكبرى على إعادة تحويل الغاز المسال إلى غاز طبيعي" مشددا على أن "ثلث طاقات أوروبا الإجمالية على تحويل الغاز المسال إلى غاز طبيعي موجودة في إسبانيا".

تملك إسبانيا ست محطات تسمح بمعالجة الغاز الطبيعي المسال المستورد بواسطة سفن لإعادة تحويله إلى غاز يمكن بعد ذلك ضخّه في شبكة الغاز الإسبانية وتصديره إذا اقتضى الأمر.

غير أن إسبانيا لا تملك سوى خطين قدرتهما ضعيفة يربطانها بفرنسا عبر بلاد الباسك بشمال غرب إسبانيا.

وقال سانشيز "نحن نصدّر الطاقة وسنزيد صادراتنا حين نحسّن الخطوط".

فتورٌ فرنسي

أطلق مشروع عام 2013 لمد خط أنابيب غاز أطلق عليه اسم "ميدكات" بين كاتالونيا بشمال شرق إسبانيا وجنوب شرق فرنسا، غير أنه تم التخلي عنه في 2019 لعدة أسباب ولا سيما مالية.

وكانت وزيرة التحول البيئي الإسبانية تيريسا ريبيرا أفادت الأسبوع الماضي أن "إينرغاس"، الشركة المالكة والمشغلة لشبكة الغاز الإسبانية، تقدر الوقت الضروري حتى يصبح خط أنابيب الغاز هذا عاملا من الجانب الإسباني بـ"حوالى ثمانية إلى تسعة أشهر"، لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أن الأمر يتوقف على الطرف الفرنسي.

وتلقت وزارة التحول البيئي الفرنسية هذه التصريحات بفتور مذكرة بأن "مثل هذا المشروع سيتطلب في مطلق الأحوال سنوات عديدة قبل أن يبدأ العمل" و"لن يستجيب بالتالي للأزمة الحالية".