عمان: تقدم رواية quot;درب الحليبquot; للكاتب الصحافي الاردني باسم سكجها المجريات التاريخية لصراع بدا مع الصهيونية وانتهى بين الحضارات مجسدا بشخصية مثيرة بتنقلها بين الامكنة والافكار والمعتقدات. وتتطرق الرواية التي صدرت عام 2003 عن quot;مؤسسة الارشيف العربيquot; في عمان الى الحدث الاهم في الشرق الاوسط اي الصراع الفلسطيني الاسرائيلي واحباطاته وتنازعه من قبل اطراف عربية واخرى ذاتية.ويلجأ الكاتب في الراوية التي تقع في 288 صفحة من الحجم الوسط الى رموز وردت في كتب دينية مثل عصا النبي موسى متسائلا على لسان بطله عندما كان في مرحلة ما بين الطفولة والمراهقة كيف تشق العصا البحر او تتحول الى افعى؟
وتتجاوز الراوية الازمنة والامكنة الى شمولية في بنيتها وشخصياتها في شكل مثير. فهي تصور الالم الجمعي الانساني على شكل معاناة الفلسطينيين باسلوب واقعي احيانا مع وجود لافت للحيز الرمزي، في حين انها تصور الحب كحاجة لاشباع الرغبة وليس عالما من المشاعر والاحاسيس.
كما انها تعكس بين سطورها، وبشكل جارح، حالة وجودية مغلفة بخيبات الامل واليأس من ماض ثوري قد يكون مقيما في ثنايا الفكر والعاطفة رغم ما جره من مآس وويلات وذلك من خلال صور البطل وتخبطه على غير هدى من شيوعي ملحد الى رفيق للمشعوذات قبل ان تدركه الصحوة الاسلامية فينتهي مفجرا نفسه مستهدفا مدنيين اميركيين.
تصور الرواية الحال الفكرية والنفسية والاجتماعية لجيل كامل من الشبان الذين الهمتهم الثورات وانجرفوا معها بحيث سطرت اقدراهم في مرحلة معينة قبل ان يكتشفوا زيف الاوهام وواقع وصولهم الى حائط مسدود. وتؤكد احداث الرواية ان الحقائق والمسلمات قابلة للتغيير في عالم بات يميل الى التنصل من الالتزامات وخصوصا مع الشعور الملح بوطأة الزمن وتحدياته فضلا عن متطلباته الكثيرة.
يشار الى ان الرواية حظيت باهتمام اساتذة وطلاب كلية الآداب في جامعة الحسن الثاني المغربية حيث يعكف بعض المختصين على ترجمتها الى الفرنسية والالمانية والانكليزية.
وسكجها من مواليد القدس عام 1957 وقد اصدر عددا من الكتب بينها quot;اسود وابيضquot; وquot;الطلقة الاخيرةquot; وquot;ايام رماديةquot;.