افتتح في الحادي عشر من شهر كانون الثاني الحالي وعلى قاعة ريتشارد اتنبرة في مدينة ليستر البريطانية المعرض الشامل لاعمال الفنان التشكيلي العراقي ساطع هاشم. وقد ضم المعرض اعمالا فنية متنوعة من الحجم الكبير والمتوسط بالاضافة الى قرص ليزري سجل عليه صور لالف لوحة ملونة من الحجم الصغير نفذها الفنان ساطع في السنوات الاخيرة وتعرض في صالة خاصة اعدت لهذا الغرض. وقد طبع كاتالوك ملون من ثمانية وعشرين صفحة لاعمال المعرض. وقد اقيم المعرض بدعم من مجلس انكلترا لدعم الفنون وجامعة ليستر ومركز ريتشارد اتنبرة. وسيستمر حتى السادس عشر من شهر شباط 2006 القادم.
تقوم فكرة المعرض على اساس ظاهرة طبيعية لاحظها الناس منذ القدم ولم تجد تفسيرا معقولا ومقبولا الا في القرن العشرين . وموجزها ان اللون / الضوء يتغير كل لحظة كل ثانية( ومن هنا جاء العنوان الديناميكية- والمقصود ديناميكية حركة اللون/الضوء). بينما العين/العقل يميل دائما الى السكون والثبات ويسجل اكثر الاشياء عمومية ويزيح تلك التفاصيل غير الضرورية له (وهذا هو المقصود بالسكون في عنوان المعرض). وقد فسر علم الفيزياء ظاهرة تغير الضوء/اللون بينما فسر علم الطب ظاهرة سكونية العين/العقل.

لقد بدات في السنوات الاخيرة نظرية علمية شاملة تشق طريقها (ولو ببطء) تدعو الى ربط ماتوصل اليه علم الفسيولوجية الحديث من معارف حول الية عمل الدماغ البشري في الحقل البصري وماانجزه وينجزه الفنانون من اعمال وتحليلها على اساس تلك النتائج/المعارف بما يساعد الفنان من ايجاد ركائز ورؤى جديدة لفنه وما يساعد العالم على ادخال الفن في منهجه لتحقيق اكتشافات اكثر عمقا. معرض الديناميكية والسكون/اللون والعقل محاولة في هذا الاتجاه يطمح الى تجاوز الفاصل الظاهري القائم بين الفن والعلم. وقد بدا الفنان ساطع هاشم مشروعه هذا قبل اكثر من سنتين وقدم اولى نتائجه في معرض (اللون والعقل) الذي اقيم قبل اكثر من عام في متحف قلعة نوتنغهام الشهيرة. المعرض الحالي هو استمرار وتطوير لفكرة( اللون والعقل) وقد ضم الاعمال كبيرة ومتوسطة الحجم بالاضافة الى قرص ليزري يحتوي على الف لوحة صغيرة الحجم وتعرض على شاشة كبيرة لوحة واحدة كل خمس ثوان كتجسيد لديناميكية حركة اللون/الضوء. كذلك ضم المعرض سلسلة تخطيطات بالحبر تعرض للمرة الاولى .
ومن الجدير بالذكر ان المتحف البريطاني في لندن كان قد اقتنى في العام الماضي احد عشر عملا فنيا من اعمال الفنان ساطع هاشم وسوف تعرض في الصيف القادم ضمن معرض جماعي ينضمه المتحف.