ايلاف من الاسكندرية: بمناسبة الذكرى العشرين لرحيل الفنان صلاح جاهين، تنظم مكتبة الإسكندرية معرضاً لأعمال الفنان الكبير الذي يعد أهم فناني الكاريكاتير في مصر في الفترة ما بين منتصف الخمسينيات وحتى السبعينيات. يحمل المعرض اسم quot;أعمال بخط يدهquot; والذي ينظمه مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي بالتعاون مع مركز الفنون التابعين لمكتبة الإسكندرية، في الفترة من 18يناير 2007 وحتى 28 فبراير 2007 بقاعة المعارض الغربية بمركز المؤتمرات.
حيث يضم هذا المعرض الاستيعادي 200 عمل كاريكاتيري من أعمال صلاح جاهين، التي تؤرخ لعبقرية مصرية خالصة وحالة فنية متكاملة ترصد فترة تاريخية هامة من حياة المصريين. وينبثق هذا المعرض من مشروع توثيق quot;حركة الكاريكاتير في مصر خلال القرن العشرينquot;، أحد مشروعات مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي.
إنها دعوة للتأمل في الأعمال التي تقتنص البسمة، وتدخل البهجة إلى القلوب وتثير النشوة في العقول. فقد عبر جاهين (25 ديسمبر 1930 - 21 إبريل 1986 م)عن الوجه المشرق لثورة يوليو، وتدفقت أفكاره الثورية مشاعره الوطنية المصرية والعربية في سنوات المد القومي بعد ثورة يوليو من خلال أعمال الكاريكاتير السياسي التي كان ينشرها تباعا. ولم يكتف جاهين بهذا العبء السياسي المتخم، لكنه كان أيضاً مهموماً بالتغيرات التي طرأت على الحياة الاجتماعية والطبقية في مصر بعد سقوط الملكية، فحاول جاهين رصد التغيرات النفسية والاجتماعية التي مرت بمصر بشكل عام في فترة ما بعد الثورة، وصور جاهين شخصياته التي تمثل مختلف شرائح المجتمع المصري بدقة متناهية، وتميزت أعمال جاهين بخطوط سهلة، واستفادت أعماله الكاريكاتيرية من باقي مواهبه وبخاصة نظمه لشعر العامية فقد كانت صياغة التعليقات تتسم بمنتهى الحساسية والبراعة.
فقد عمل جاهين محررا في عدد من المجلات و الصحف، و قام برسم الكاريكاتير في مجلة روز اليوسف و صباح الخير ثم انتقل إلى جريدة الأهرام. كما أنه منتج وممثل وكاتب سيناريو للعديد من الأفلام الخالدة في تاريخ السينما الحديثة. أعماله الخالدة محفورة في قلوب المصريين، فلا يزال المصريون يرددون رباعياته ويحفظونها عن ظهر قلب، هذه الرباعيات التي لحنها الملحن الراحل سيد مكاوي وغناها الفنان علي الحجار. والتي قد تجاوزت مبيعات إحدى طباعات الهيئة المصرية العامة للكتاب لها أكثر من 125 ألف نسخة في غضون بضعة أيام.