بيروت: أربعة وثمانون قصيدة ضمَّتها المجموعة الشِّعرية الجديدة للشَّاعر المصري quot;عماد فؤادquot; والصَّادرة مؤخراً عن دار quot;النَّهضة العربيةquot; في بيروت تحت عنوان quot;حـريرquot;، أصدر quot;عماد فؤادquot; من قبل ثلاث مجموعات شعرية، هي: quot;أشباح جرَّحتها الإضاءةquot; عن سلسلة quot;ديوان الكتابة الأخرىquot; بالقاهرة في مايو 1998. وquot;تقاعد زير نساء عجوزquot; عن دار quot;شرقياتquot; بالقاهرة في سبتمبر 2002. ثم quot;بكدمةٍ زرقاء من عضَّة النَّدمquot;، أيضاً عن دار quot;شرقياتquot; بالقاهرة في يناير2005. والتي نالت جائزة طنجة الشاعرة في العام الماضي 2006. كما تصدر له خلال أيام أول أنطولوجيا لقصيدة النثر المصرية في العاصمة الجزائرية بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة العربية لهذه السنة.
يذكر أن quot;عماد فؤادquot; من مواليد الثاني والعشرين من أكتوبر 1974، حصل على جائزة الشِّعر الثَّانية من مؤسسة الهجرة الهولندية El Hizjra - Literatuurprijs عن قصيدته quot;كنبع وحيد في الرِّمالquot; في أبريل 2005. وفي يونيو 2005 شارك في الدَّورة السَّادسة والثَّلاثين لمهرجان الشِّعر العالمي بمدينة quot;روتردامquot; الهولندية Poetry International Festival. كما تُرجمت قصائده إلى عدَّة لغات منها: الإنجليزيّة والفرنسيّة والهولنديّة والألمانيّة والفارسيّة والبولنديّة. أما الموقع الشخصي للشَّاعر على شبكة الإنترنت فهو:
http://www.emadfouad.com
من أجواء المجموعة الجديدة نقرأ:


عَرق

ترفعين يدكِ في ارتباكنا
وتمسِّدين ظهر عنقكِ السَّاخن
أنظر في يدي
فأجد حبَّات العرق الصَّغيرة كلَّها
فوق أصابعي.


إِغْواء


من قال إنَّ الحرير يحتاج إلى دانتيللا مخرَّمةٍ ليُغْوِينا النَّظر؟!


طَواف

تقول أُمِّي إنَّ جارتنا الجميلة تحوم حولي
وتقول أختي إنَّ رفيقات صباها يتحجَّجن بالمجيء إلينا كي يريْنني
وتقول جارتنا إنَّني مغرورٌ أمشي وأنفي يضرب في السَّماء
ويقول ابن عمي إنَّه يقصُّ قصائدي ويرسلها إلى العذراوات كي يُميل رؤوسَهنَّ بحبل المحبَّةِ
ويقول أبي إنَّني لا أملك قيراطاً واحداً في أرض النِّساء
وتقول جدّتنا إنَّني متبجِّح ولم تربّني صفعات ابنها بما يكفي كي أنحني وأبوس يدها
وتقول أمّكِ إنَّني عرفتُ من النِّساء قبلكِ ما يزيد كي لا أخون
ويقول شقيقي إنَّني غبيٌّ بما يكفي كي تفرَّ مِنِّي القصائد والصَّبايا وكلُّ ما أنَّثتْه اللُّغات
ويقول أخوكِ إنَّني متواضعٌ كشحَّاذٍ وحيِّيٌ مثل عذراءَ فاجأها الدَّمُ
ويقول أبوكِ إنَّني جلفٌ جاء من أقصى الأرض كي يخترق بحربته الفروج
وتقولين: لمَ تخبرني بكلِّ هذا؟
وأقول: لأنَّني لا أعرف كيف أوقف حشرة النَّحل وهْي تطوِّف في قلبي حول عود وردتكِ التي جفَّفَها الخريفُ.

طَمع

حين دخلتِ
وأنا منشغل في الكتابة
كاد سريرنا أن يصرخ بي:
انظر.. انظر!
لكنَّه ndash; كالعادة ndash;
طمع في طلَّتك
كاملة!


جسدكِ

ليس من أجل أن يلتفَّ في السَّاتان
ليس من أجل أن تتَّضح استداراته في الكِتَّان
والقطن
والقطيفة
والصُّوف
ليس من أجل أن تطليه بكريمات العناية بالبشرة
ولا من أجل أن تحمِّصيه تحت شمس المنتجعات
ليس من أجل أن يعرق بين يديَّ
أو تحمرّ مواضعه تحت أناملي
حين أحتمي فيكِ
ليس من أجل أن يتدلَّل عليَّ في الليالي
مثل كلب
ولا من أجل أن أملأ جوعي إليكِ بالنَّظر إليه
جسدكِ
الذي يباغتني كلَّما أغلقت عينيَّ
حاملاً مصباحاً
كنت أخطو في دربي الضَّيق
عتمة عن يميني
وعتمة عن شِمالي
ومصباحي لا ينير خطاي
لكنَّه ndash; بالكاد ndash;
يدلُّ عصاي
على خطوتها التَّالية.


سِر

حسْبُها
أن تنظر إليه وهْي صامتةٌ
كي تزرع المساء تحت قدميه فخاخاً
حسبها التَّنهد
كي تقودَ يدَهُ إلى عُشٍّ من النَّحل
مغلق على السِّرِّ
ومُخْتتن باللِّسان.


أوبة

لا تفُكِّي شعركِ الآن
كي لا تعود الطُّيور سريعاً
إلى أعشاشها.


خَيبة

غرَّرتْ فطنتي بي؛
قطرة الملح
التي حسبتْها شفتاي عرقاً فوق خدِّكِ
لم تكن إلا
دمعة!


إِنْصَات

أنصتي بقلبك
ثمَّة أنين زهرة يمرُّ تحت نافذتنا
نبتت في الظِّل
دون أن يراها أحد.


أُنوثة

صغيرةٌ هي الزَّهرة
والفراشتان القادمتان من بعيد
تتسابقان للفوز برحيقها
تنظر الزَّهرة الصَّغيرة بعين أنوثتها
وتنتقي
فتميل إلى حيث تهرول فراشة ثالثة
أبهى وأجمل.


عَذْراء

تهمس العذراء لأبيها
حين ترى قطوفاً دانيةً من شجرة العنب:
- انظر..
لما امتلأت عروقها بالرَّحيق
انفلقت حبَّاتها
عن عصيرها المكتنز!

غَفوة

حين تدخلين البيت
لا تُحدثي ضجَّة بكعبكِ العالي
ثمَّة فراشاتٌ نائمةٌ في الرُّكنِ
في انتظار شموعنا الليلة
ثمَّة أصواتنا البارحة
تغفو فوق شرشف سريرنا الأزرق.


لَدغَة

لم تكن تناصبكِ العداء
النَّحلةُ التي غافلتنا
ولدغتْ نهدَكِ الأيسر
مَعْذُورةٌ
حسبتْه زهرةً تهمُّ بالاختباء
تحت كِتاَّن قميصكِ الأبيض!