عبدالرحمن الختارش، إبراهيم القربي ndash; جدة
فضل حجاج اللحظات الأخيرة الانتظار إلى الوقت الحرج، فلعل أسعار حملات حجاج الداخل تتغير وتنخفض كما يعتقد البعض، والتي حدت كثيرا من إقدام ممن يرغبون في الحج و التسجيل في الحملات في وقت مبكر، فهناك من لا يستطيع توفير مبلغ الفئات التي تحددها مكاتب الحملات والبعض الآخر أجبرته الظروف أن يتأخر في التسجيل.
تأخير وتأجيل
منذ متصف شهر ذي القعدة.. وأنا انتظر انخفاض أسعار حملات حجاج الداخل، وكنت على أمل أن تنخفض.. بهذه العبارة ردد سلمان المطيري قائلا: غلاء الأسعار التي تراوحت ما بين ( 5 ) آلاف إلى ( 14 ) الف ريال جعلتني اتأخر في الالتحاق بحملة، ومن ثم الحصول على تصريح لدخول مكة وأداء فريضة الحج، إضافة الى أنني سمعت شائعات بانخفاض الأسعار في اللحظات الأخيرة.. ووجدت نفسي حائرا؛ لأن الوقت يمضي وفترة تمديد استخراج التصاريح قد انتهت. وأضاف المطيري: أنا موظف متقاعد ولم أحج حتى الآن، ففي كل عام تكون النية موجودة غير أن ظروفي المعيشية لم تساعدني على أداء هذه الفريضة العظيمة، وفي العام المنصرم كانت لدي نفس المشكلة التي حالت دون أداء الفريضة وهي ارتفاع أسعار الحملات، التي بدأت بـ ( 7 ) آلاف ريال للفئة ( د )، أما هذا العام فكان استعدادي للذهاب الى الحج قبل ثمانية أشهر والرجوع بإذن الله خصوصا إنها الحجة الأولى في حياتي.
أما محمد عبد المنعم فيشير الى أن بعض الحملات تتعامل مع الحجاج بمنطق التجارة والربح، وقد تأهبت لذلك بإعلاناتها منذ وقت مبكر في الصحف والشوارع عن أبرز الخدمات والتسهيلات المميزة التي تقدمها للمسجلين لديهم دون متاعب يواجهها الحجاج، ولكن المشكلة التي تواجهنا نحن ذوي الدخل المحدود هي الأسعار التي أراها ليست في متناول اليد، الأمر الذي يجعلنا ننتظر حتى آخر لحظة حتى تنخفض الأسعار.. وأضاف عبد المنعم أنه مع الإقبال الكبير الذي شهدته حملات الحج من المواطنين والمقيمين في بداية استقبالها للراغبين في الحج لهذا العام، كنت اعتقد أن الأيام الأخيرة سوف تشهد انخفاضا في الأسعار، فاضطررت للتأخير، غير أن اعتقادي ليس في محله؛ حيث وجدت الأسعار في ارتفاع ولافتات علقت على أبواب بعض المكاتب تفيد بعدم وجود تسجيل لطالبي الحج قبل انتهاء فترة استخراج التصاريح بعد تمديدها إلى السادس من شهر ذي الحجة.
ويقول حاتم علي: إن ارتفاع أسعار الحملات في العام الماضي والحالي حرمني وأسرتي من أداء فريضة الحج، ولا أدري ما هي الخدمات التي تقدمها هذه الحملات للحجيج حتى ترفع أسعارها بهذا الشكل، ومن ثم حرمان من يرغب الحج في أداء هذه الفريضة، وأضاف حاتم.. وجدت الأسعار تبدأ من سبعة آلاف ريال لفئة (د) وهذا المبلغ بالنسبة لي كبير ولا أستطيع توفيره والحج استطاعة، لكن ما يحدث من ارتفاع الأسعار عاما بعد عام يجعلنا ننتظر ونتأخر في الذهاب إلى الحج ولكن إلى متى ؟، فقد توجهت منذ الصباح حيث لم يتبق على مهلة استخراج تصاريح حجاج الداخل سوى يوم واحد، وكنت قد سمعت عن انخفاض الأسعار في آخر يوم لكنني تفاجأت بأن معظم الحملات قد أقفلت التسجيل ولا يوجد سوى الفئات المرتفعة الأسعار، ودخلت إلى أحد المكاتب ووجدت لديه فئة ( د ) بمبلغ ( 6500 ) ريال ولكن بشرط أن التحق بالحملة التي أخذت مكانها في المشاعر، بعد أن يعطيني التصريح.. فقلت: وكيف أدخل الى مكة أنا وأولادي، أين هي الباصات الخاصة بكم؟، فرد علي: أنت متأخر وأنا أريد أن أساعدك.. فمن يضمن لي الدخول إلى مكة ومن يضمن لي أن أجد هذه الحملة، فأخذت نفسي وتوجهت إلى مكتب آخر علي أجد إمكانية الحصول على حملة مناسبة.. لانه لم يعد هناك وقت.. ولكن مع الأسف، الأسعار المرتفعة سوف تجبرني على تأجيل أداء حج هذا العام الى العام القادم كما حدث لي في العام المنصرم.
وطالب حاتم الجهات المختصة بمراعاة ظروف الراغبين في أداء الحج وحث الحملات بتخفيض أسعارها حتى تكون في متناول يد الجميع.

الوفاة أخرتني
ويرى همام الحربي أن حملات الحج تقسو على راغبي الحج بارتفاع الأسعار، وهذا شكل عائقا كبيرا لتأجيل الحج إلى مواسم قادمة، علها تنخفض الأسعار، وعن سبب تأخره في التسجيل مبكرا قال الحربي: حقيقة أنا متأخر بسبب وفاة أحد الأقارب إضافة إلى مشاغل الحياة الكثيرة، حيث أنني كنت في سفر خارج مدينة جدة وليس لدي الوقت لكن المهلة جاءت في صالحنا نحن المتأخرين، وإن شاء الله أجد الحملة المناسبة، ومن ثم أتمكن من أداء فريضة الحج لهذا العام، وأضاف: صحيح أنني صدمت بارتفاع أسعار الحملات حتى أن اصحابها يصرون على أسعارهم بدون أي تخفيض وكانت حجتهم أن الأسعار مرتفعة وقد طالت كل شيء.. لكنني مجبر على التسجيل لأنني لا أريد تأجيل الحج إلى العام القادم.. كما أتمنى أن تنخفض الأسعار مستقبلا حتى لا يتأخر الحجاج في انتظار اللحظات الأخيرة.
مجدي غلام ( مسؤول في إحدى حملات حجاج الداخل ) يقول: لاحظنا أن هناك من الذين يرغبون في أداء الحج لهذا العام، قد عمدوا إلى التأخير حتى آخر لحظة، وأذكر أن هناك من يتردد الى المكتب للاستفسار عن الخدمات والأسعار التي نقدمها ونحن نشرح له ما نقدمه من خدمات والتزام.. والكثير من الذين يترددون على مكاتب الحملات يسألون عن الأيام الاخيرة وعن انخفاض الأسعار فيها.. وأشار غلام إلى أن الأسعار ثابتة ومعتمدة منذ بدأنا في استقبال راغبي الحج لهذا العام، ولا أعتقد أن مكاتب الحملات تتعمد أو تقسو على راغبي الحج فلا تنس الخدمات التي نقدمها للحجاج المسجلين لدينا، إضافة الى أسعار المواد الغذائية وأجور الطبع والباصات.. ونحن الآن في صدد إقفال باب التسجيل مع انتهاء مهلة استخراج التصاريح.
وأشار عبدالله محمد ( موظف في إحدى الحملات ) ومن فئة مصنفة بـ ( أ ) إلى أنه لدينا أماكن لحجاج اللحظات الأخيرة أو ممن لم يتمكنوا من التسجيل بسبب ظروف تخصهم أو ممن يعتقدون أن الأيام الأخيرة ستشهد انخفاضا في الأسعار.. ومن الطبيعي أن تكون الأسعار مرتفعة عن العام المنصرم بسبب ارتفاع الأسعار بشكل عام، وبسبب ارتفاع إيجار الباصات والتعاقد مع المطابخ فضلا عن الخدمات المتميزة التي نقدمها، ففي العام الماضي كانت الأسعار تتراوح مابين 4500 إلى 5000 ريال. وأضاف عبد الله: بالنسبة لحملتنا لدينا تصريح بـ ( 1900 ) حاج غير أننا قلصنا العدد إلى ( 700 ) حاج وذلك من أجل أن تكون المساحة المتبقية لتقديم الخدمات المتميزة حيث خصصنا عدد ( 15 ) دورة مياه للنساء ومثلها للرجال إضافة إلى تخصيص أماكن على شكل صوالين لفئة النخبة مجهزة بكامل الخدمات.

أسعار معقولة
واعتبر أحمد المظلوم ( موظف في إحدى حملات الحج ) أن الأسعار معقولة وليست مرتفعة بالشكل الذي يعتقده البعض ولا تستدعي أن يتأخر من يرغب الحج لهذا العام ويحصر نفسه حتى آخر لحظة.. وأضاف المظلوم: لا بد أن ينظر الذين يشتكون من الأسعار إلى الخدمات التي تقدمها بعض الحملات التي تلتزم بها ونحن نسعى إلى تقديم أفضل الخدمات للحجاج المسجلين لدينا.. وبالتالي تغطية مصاريف النقل والطبخ والمواد الغذائية والخدمات المتميزة، وكل حملة تختلف عن الأخرى في مميزاتها وخدماتها وأسعارها فهناك فئة ( أ ) و(ب) و(ج ) و( د ) و ( هـ ) وكل فئة كما ذكرت لك تختلف عن الأخرى.

تشديد الرقابة
العقيد عبدالله العرابي الحارثي المشرف على الشؤون الإعلامية بإدارة الجوازات لحج هذا العام أوضح أنه تمت مضاعفة عدد العاملين في اللجنة وعدد ساعات العمل في الأيام الأخيرة لإنجاز كل المعاملات الواردة إليها، مشيرا إلى أن لجنة تصاريح الحج تحولت إلى خلية عمل لا تتوقف. وأضاف أن الإقبال على اللجنة تضاعف بشكل كبير في آخر يومين من المهلة وأن العمل يدار بكل سهولة. وأشار إلى أن من لم يتمكن من الحصول على تصريح لن يتمكن من الدخول إلى مكة المكرمة، وأن هناك توجيهات بتشديد الرقابة على جميع المنافذ لمنع أي شخص يحاول الدخول للحج بدون تصريح.

ضبط مداخل مكة
وعن حجاج اللحظة الأخيرة الذين يؤدون الحج دون انتمائهم إلى حملات، أشار وكيل وزارة الحج لشؤون الحج حاتم قاضي الى أن هناك توجيهات صدرت لضبط مداخل مكة المكرمة لمنع من يريد الحج سواء كان مواطنا أو مقيما لدخول مكة، إلا أن يكون منتسباً لإحدى الحملات المرخص لها مشدداً على أن الحملات التي تمارس أخطاء في بنود العقد مع الحجاج ستتعرض للمساءلة وإلغاء فرصة تسجيلها في الأعوام القادمة، وأشاد قاضي بالدور الكبير الذي تبذله القطاعات العاملة في موسم حج هذا العام خاصة في مجال إنهاء إجراءات الحجاج لوصولهم إلى المشاعر المقدسة، مؤكداً على أن شعار خدمة الحاج شعار تتبناه الدولة وتعمل به للوصول إلى أرقى الخدمات المقدمة لراحة ضيوف الرحمن، مضيفاً أن كل مواطن مسخر لخدمة الحجيج عند وصولهم هذا البلد الطيب

300 حافلة للمتأخرين
وفيما يخص الحجاج المتأخرين خصصت النقابة العامة للسيارات أكثر من 300 حافلة لتنفيذ حالة الطوارئ الخاصة بنقل الحجاج المتأخرين في الوصول، حيث سيتم تصعيدهم إلى المشاعر المقدسة من المدينة المنورة ومطار الملك عبد العزيز بجدة وخصصت النقابة فريقا متكاملا من الكوادر البشرية والسيارات المجهزة لمتابعة عملية التصعيد إلى المشاعر المقدسة.

إلغاء التصاريح
ويستمر عمل عدد من فروع ومكاتب الأحوال المدنية بمختلف المناطق خلال إجازة عيد الأضحى المبارك لإنجاز الأعمال الطارئة والمستعجلة، وأوضحت ادارة العلاقات العامة بالأحوال المدنية أنه بإمكان المواطنين والمقيمين مراجعة الادارات لإلغاء تصاريح الحج للمواطنين، كما تتولى إدارات الأحوال المدنية المكلفة بالعمل خلال الإجازة المساهمة في خدمة الحجاج القادمين من خارج المملكة، من خلال تواجد مكاتب في المشاعر المقدسة بالإضافة إلى استمرار إدارات الأحوال المدنية بمختلف مناطق المملكة وعلى طرق قوافل الحجاج في استقبال وقيد أية واقعات مدنية لضيوف الرحمن، وإصدار الوثائق اللازمة لهم، وأشارت إلى أن مدة إجازة عيد الأضحى المبارك لا تحتسب ضمن المدة الواجبة للتبليغ عن الواقعات المدنية للمواطنين والمقيمين كحالات الولادة والوفاة وغيرها، وجاء ذلك أخذا في الاعتبار ظروف المواطنين وعدم حملهم على المراجعة خلال العطلة لتسجيل واقعاتهم.