الوقت - ناصر زين:
وصف وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة ما يجري في قطاع غزة بأنه ''جريمة ضد الإنسانية''.
وقال الوزير أثناء اجتماعه مع رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني وأعضاء لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني وأعضاء لجنة مناصرة فلسطين وعدد من النواب ''الأحداث الجارية في قطاع غزة لا ينتظر منها سوى المزيد من العنف والتطرف والابتعاد عن هدف السلام والأمن الذي تزعم إسرائيل أنها تسعى إليه''.
وأكد الوزير أثناء الاجتماع الذي عقد لمناقشة الموقف البحريني إزاء استمرار الحصار على غزة وتداعياته وطرق مواجهته، بما يؤدي لحل العدوان على الشعب الفلسطيني على ''أهمية قيام جميع الفصائل والتنظيمات الفلسطينية بالبدء فوراً في العمل الجاد وتوفير المناخ الملائم من اجل استعادة الوحدة الفلسطينية والمشاركة بشكل مباشر في جهود تحقيق المصالحة التي هي الضمانة الحقيقية في سبيل استرجاع الحقوق الفلسطينية المشروعة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف''.
واستعرض الاجتماع أهم وآخر التطورات في الموقف تجاه العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة وتداعياته الخطيرة.
وعبر الوزير عن ''قلق البحرين الشديد من الوضع الإنساني الخطير الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبشكل خاص في قطاع غزة، وأهمية تضافر الجهود العربية والدولية بالعمل على توقف إسرائيل الفوري عن جميع العمليات العسكرية في قطاع غزة وإنهاء الحصار على الشعب الفلسطيني وفتح المعابر وإنهاء سياسة العقاب الجماعي''.
مطالبات بتجميد فكرة المنظمة الإقليمية
إلى ذلك، طالب عدد من النواب في اجتماعهم أمس بتجميد فكرة المنظمة الإقليمية بمشاركة عدد من الدول ومن ضمنها إسرائيل، كما طالبوا بإعادة فتح مكتب مقاطعة إسرائيل.
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني النائب عادل المعاودة ''استعرض الوزير أهم النتائج التي خرج بها اجتماع وزراء خارجية العرب، وآخر التحركات الجارية لوقف العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني''.
ولفت إلى أن النواب ''تساءلوا عن سبب عدم استخدام النفط كسلاح اقتصادي، وضرورة وقف العمل على المنظمة الإقليمية التي دعا لها الوزير، إضافة إلى إعادة فتح مكتب مقاطعة الكيان الصهيوني''.
وأشار المعاودة إلى أن الوزير ''قال بأن موضوع استخدام النفط كسلاح أمر متروك للقادة لاختيار القرار المناسب في هذا الشأن، مضيفا أن انعقاد القمة العربية مرهون بالنتائج التي ستحققها اللجنة الوزارية، فإذا فشلت ستكون الأهمية لانعقاد اجتماع على مستوى القادة''.
دعوة للوحدة
ودعا النواب الفصائل الفلسطينية بالمحافظة على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، واضعين مصلحة الوطن والشعب الفلسطيني فوق كل اعتبار في هذه الظروف القاهرة والمحنة الإنسانية الكبيرة، والمضي قدما نحو التكاتف والتفاهم والعمل الوطني المشترك لمواجهة المخططات الصهيونية الهادفة لتفرقة الشعب وزعزعة أمنه وتهديد حياته وأرواح أبنائه.
وأشاد النواب بالموقف البحريني المشرف بشأن القضية الفلسطينية والتوجيهات الكريمة لجلالة الملك بشأن إلغاء جميع حفلات رأس السنة في البلاد تضامنا مع ما يحدث في غزة، والموافقة على الدعوة التي وجهت من أمير قطر بعقد قمة عربية عاجلة في الدوحة لمناقشة وضع غزة.
وبارك النواب التوجيهات الملكية لتنظيم حملة تبرعات شعبية من خلال المؤسسة الخيرية الملكية والجمعيات الإسلامية وفعاليات المجتمع، وإيصالها للشعب الفلسطيني عبر الطرق الموثوق فيها. كما أكدوا تقدير المجلس للخطوات والتحركات التي قامت بها الحكومة في دعم القضية الفلسطينية عبر القنوات السياسية والدبلوماسية.
وقال النواب في بيان رسمي إن المجلس '' يعرب عن موقفه الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وهو الموقف نفسه التي تتخذه البحرين حكومة وشعبا، باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى، فإن المجلس يستنكر وبشدة هذا العمل الإجرامي الذي يعد مخالفة صريحة للقانون الدولي، ومعارضة واضحة للقيم الدينية والحياة الإنسانية والمبادئ الحضارية التي أكدت عليها الأعراف والمعاهدات الدولية بشكل واضح وصريح''.
فيروز يوضح أسباب اعتراضه
من جهته، امتنع عضو لجنة الشؤون الخارجية جلال فيروز عن حضور الاجتماع، وقال ''هناك عدة أسباب جعلتني أمتنع عن حضور اجتماع اللجنة احتجاجاً على الوزير وأدائه، منها أن لجنة الشؤون الخارجية طلبت أكثر من مرة استدعاء الوزير لمساءلته عن عدة قضايا، واستيضاح الأمر منه بشأن تصريحه بخصوص الدعوة إلى إنشاء منظمة إقليمية تضم جميع دول الشرق الأوسط بمن فيهم (الكيان الصهيوني)، إلا أن الوزير يتغيب عن حضور الاجتماع في كل دعوة توجه إليه''.
وتابع فيروز قائلا لـ ''الوقت'' إن ذلك الموقف ''حدث مرتين متتاليتين، حيث أنه قبل مثوله أمام اللجنة بساعة واحدة، يعتذر عن حضور الاجتماع ولا يكون اعتذاره مكتوباً (...)، إضافة إلى أن اللجنة البرلمانية الخاصة بمناصرة فلسطين وجهت خطاباً إلى الوزير بشأن الاجتماع معه، خصوصاً بعد تصريحه بشأن إنشاء المنظمة الإقليمية، إلا أن الوزير لم يعر أي انتباه لهذه الطلب''.
وأضاف ''فوجئت مساء الخميس باتصال من مجلس النواب يخبرني أن وزير الخارجية يريد أن يجتمع بلجنة الشؤون الخارجية ظهر الجمعة''، وعبر فيروز عن استيائه من هذه الخطوة، موضحا بقوله ''لأنه عندما يدعو وزير الخارجية للاجتماع مع اللجنة، لا يجب على اللجنة أولاً الاستجابة، ثانياً: كيف يمكن أن يحدد وقت غير مناسب للنواب بحيث يكونوا ظهر الجمعة منشغلين بالصلاة، ولا يفرغون منها إلا متأخرين''، متسائلاً ''كيف يمكننا حضور الاجتماع الساعة الواحدة ظهراً؟ (...) لهذه الأسباب وغيرها امتنعت عن حضور الاجتماع''.