الدوحة /قنا/ تضامناً مع غزة نظم مئات من طلبة دولة قطر ممثلين لجهات تعليمية مختلفة بالمدينة التعليمية مساء يوم الخميس وقفة مناصرة مع إخوانهم طلبة العلم ومعلميه في قطاع غزة مستنكرين فيها العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف المدنيين وحقوقهم الأساسية.وقد عبر الطلبة في تجمعهم عن تضامنهم مع زملائهم في غزة وكافة فلسطين وإدانة ما يتعرضون له من استهداف أدى إلى استشهاد عددٍ كبير منهم دون أن يستثنى من ذلك الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة.وفي ذات السياق استنكر الطلبة ما تعرضت له مدرسة الفاخورة من قصف متعمد أودى بحياة 43 من الاطفال والنساء والشيوخ وذوي الاعاقة الذين احتموا بها باعتبارها ملاذاً آمنا.
كما شدد الطلبة على مواصلة دعم إخوانهم وزملائهم بغزة وكافة فلسطين وتسخير كل طاقاتهم للتعريف بقضيتهم والدفاع عنها في أوساط الطلبة على الصعيد العالمي وذلك باستعمال كل وسائط الاتصال المتاحة لتعبئة الرأي العام الدولي للاصطفاف إلى جانب هذه القضية المشروعة.
وقد حضرت صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند المبعوث الخاص لليونسكو للتعليمين الأساسي والعالي هذه الفعالية التي أُطلقت من خلالها quot;الفاخورةquot; كحملة تضامنية طلابية دولية ينظمها الطلاب في قطر وتهدف الحملة إلى تسليط الضوء على الوضع المأساوي الذي يعيشه الطلاب في غزة وحث المجتمع الدولي للتدخل فوراً بحماية المؤسسات التعليمية في غزة.

وألقت الشيخة موزة بنت ناصر المسند المبعوث الخاص لليونسكو للتعليمين الأساسي والعالي كلمة بمناسبة فعالية المدينة التعليمية quot;للتضامن مع غزةquot; فيما يلي نصها:
quot;أبنائي الطلبة.. في مثل هذه الظروف لا فائدة ترجى من القاء الخطابات الحماسية.. ولا إلى ردود انفعالية.. أنتم كباقي شباب الأمة العربية، أكدتم بأنكم أكثر نضجاً من الكبار وربما أوضح رؤية منهم.. لأن لكم هدفاً يعكس تشبثكم بقيمكم وإنسانيتكم.. كنت كباقي العالم أؤمن بأننا في زمن أصبح فيه احترام سيادة القانون والشرعية والالتزام بقواعده شيئاً مكتسباً بل بديهياً..
أحداث غزة الأخيرة quot;صراحةًquot; أزاحت غشاوةً كبيرةً عن عيون كثيرٍ منا.. كنت أؤمن بأن المدرسة كالمسجد، كالكنيسة، كالكنِيس.. أماكن مقدّسة لا يمكن أن يطالها العبث ولا الاستخفاف لما تمثِّلُه من قيمة لا سبيل إلى التشكيك فيها.. فُوجِئتُ بل صُدِمتُ باستِهداف الفاخورة وعلمِ الأمم المتحدة يُرفرِف عليها، وهي تمثّل ملاذاً آمنا لرضعٍ وأطفالٍ ونساءٍ وشيوخ وذوي احتياجاتٍ خاصّة.. استُشهِد في الفاخورة أربعون شهيداً، ماذا كانَ ذنبُهم سوى الاحتماءِ برمزٍ كانوا يعتقدون مثلي في قُدسيّتِه.. وقُدسيَّة المُنظّمةِ التي تحمِيه.. ماذا بعد ما يحدث في غزة قد بقي لنا من قول ورسائل لأحفادنا وليس لأبنائِنا لأنهم يعايشون مثلنا الحدث.. هل يجوز لنا الان أن نتحدث عن القانون الدولي الانساني وعن اتفاقيات جنيف لحماية المدنيين وكافة بروتوكولاتها.. الموقف الذي نحن فيه ليس موقف فصاحة ولا خطابة.. إنه موقف يقتضي الجرأة ويقتضي المواقف العملية.. كما يقتضي وهذا الاهم أن يصطَفّ كلُّ أخيارِ هذا العالم.. لا ليندّدُوا فقط بما حدث ويحدث في غزة ! بل ليقدِّموا البدائل البناءة .. لا نريدُ أن تتكرّرَ مأساة غزّة، ولذلك سأحرص مع كل القوى الحيّة في هذا العالم لإيجاد آلية تحمي النظم التعليمية.. وأنا هنا سأركز على التعليم لأنني أؤمن بأنه السبيل الأقوى إلى السلام.
يجب أن نمنعَ استهدافَ المدارسِ والجامعات، نمنع ذلك بسلطة القانون، ونمنع ذلك باستحداث أو على الاقل بتفعيل ما هو قائم من تشريعات يجب ألا تفصَّل حسب الهوية وإنما تطالُ الجميع.. ألسنا نحن كما يقال لنا في عصرِ أو في زمنِ العدلِ والمساواة في الحقوق، فنريد هذه القوانين أن تطال كل من يعبث بمقدّساتِ الإنسان.. وحتى نحترمَ أرواحَ من استشهد نتيجة هذا العبَث ستكون quot;الفاخورةquot; رمزاً لهذه المبادرة وتكونُ الفاخورة البعدَ الإنساني والقانوني ننطلقُ منهُ لحمايةِ شقيقاتها من مؤسساتٍ تعليميةٍ في غزّة وكافة فلسطين والعالم أجمع.. فبذلك سنبقى أوفياءَ لأرواحِ أولئكَ الشهداء وننقلُ رسالةً لأحفادنا مؤدّاها أن لا أحدَ فوق القانون مهما كان؛ ومهما كانَ من يسانده؛ ويعتمدُ عليه..
أبنائي الطلبة في أي مكان في عالمنا الذي نؤمن بقيمه. أنتم أصحابُ الموقِف وصنّاعُه.. أفكاركُم ومواقِفُكُم ذُخرٌ يعيد لنا الثقة في الذات، كما أنها مسؤولية من واجبي أن أتحمّلَها ويتحمّلُها معي كل من يُؤمن بقيمِ وقدسيةِ الإنسان في فلسطين وفي أي رقعةٍ من عالمِنا الذي نُريدهُ عالم سلامٍ وأمنٍ وحقّquot;.