جدة: الوطن

نفى المدير العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالنيابة في مكة المكرمة الشيخ أحمد قاسم الغامدي أن يكون قد تراجع عن دعوته لإزالة عدد من الأماكن التاريخية المرتبطة بسيرة النبي عليه الصلاة والسلام، وقال في تصريح لـ quot;الوطنquot; أمس إنه متمسك بدعوته لتصحيح ما يراه مخالفات شرعية، وإن تصحيحه يقتصر على عدم قوله بإزالة المقابر وإنما إزالة المسميات الشهيرة عنها، وإن ما نشر يعبر عن رأيه الشخصي كرجل علم وليس عن رأي الهيئة التي يعمل بها، كما توعد بمقاضاة مراسل quot;الوطنquot; الذي اتهمه بتحريف أقواله.
وقال في تصريحه quot;لم أقل إنني تراجعت وما أرسلته لصحيفة الوطن (مشيرا إلى الخطاب الذي نشرته الصحيفة أمس) من إيضاح يتعلق بتصحيح ما زاده الصحفي من عنده في حديثي، وأحتفظ بحقي في مقاضاته على ذلك quot;وكرر تأكيده بنفيquot; ما ذكر في التصريح إنني أقول بإزالة مقبرة المعلاة وقبر ميمونة ومقبرة حواء ومسجد الجعرانة وهذا كله ليس صحيحاً وإنما رأيي إزالة الأسماء التي ليس لها مستند ثابت، لئلا يظن أن من سميت باسمه قد دفن بها منعاً لتوهم الناس ما ليس بحقيقة مع إغلاق هذه المقابر في المواسم فقط وليس إزالتهاquot;.
وأكد مجددا على إيمانه بدعوته إلى إزالة جملة من المواقع التاريخية المرتبطة بالسيرة النبوية أو السبل المؤدية لها والتي لم يثبت يقينا عنده أن بعض أحداث السيرة وقعت فيها quot;لا أنكر أن رسول الله كان يتحنث (أي يتعبد) قبل البعثة في غار بجبل النور، والجبل موقعه ثابت ومعروف ولكن من يستطيع أن يثبت يقينا أن الغار الشهير الذي يصعد له البعض هو ذلك الغار بعينه الذي كان يتحنث فيه رسول الله؟quot; ودعا الشيخ الغامدي إلى إزالة الدرج المؤدي إلى غار حراء والعلامات التي رسمت من حوله quot;وتوهم بعض الناس أن هذا هو الغار بعينهquot;.
ومن الأماكن الأخرى التي دعا الشيخ إلى إزالتها وذلك في تصريحات جديدة له لـ quot;الوطنquot; موقع مولد النبي الشهير في مكة المكرمة والذي أقيم مكانه مكتبة كحل وسط، بين دعوات سبقت دعوة الشيخ الغامدي لإزالة الموقع الشهير، ويرى أن تحديد الموقع quot;ليس ثابتا تاريخا وأرى إزالة هذا الموقع ليستفيد من مكانه المسلمونquot; كما يرى الشيخ إزالة الشاخص أعلى جبل الرحمة والدرج المؤدي إليه وكذلك الدرج المؤدي إلى غاري حراء وثور في الجبلين الشهيرين جبل النور وثور.
وقال الشيخ الغامدي إنه لا يقصد بتصريحاته هذه quot;الإساءة إلى أحد وإنما تصحيح بعض المخالفات التي تقع في بلد الإسلام والتوحيد وبالقرب من حرم الله وكعبتهquot;.
وعما إذا كان في إثارة مثل هذه الأمور تنطع وقد قبل بها خلفاء وحكام وأجيال وعلماء سبقوا، بل إن الدعوة الإصلاحية ورجالها بمن فيهم الملك المؤسس عبدالعزيز وهو من هو في جهاده ودعوته للإصلاح ومعه علماء الدعوة كالمفتي الراحل محمد بن إبراهيم وغيره ممن أتوا إلى مكة المكرمة ورأوا ما رآه الشيخ الغامدي، فأزالوا ما كان عليه إجماع في مخالفته لأصول التوحيد كالقباب التي بنيت على القبور ولكن احترموا الآثار الإسلامية وحافظوا عليها ومنعوا من التعدي عليها قال الشيخ quot;عندما أعاد الرسول عليه الصلاة والسلام بناء الكعبة لم يعد بناءها على أساس بناء إبراهيم مع علمه أن هذا هو الأصوب، وبرر ذلك لحداثة قريش بالإسلام، وبالتالي سكت من سبقنا على ما رأوه منكرات خشية الفتنةquot; وعن دور الدعاة والإرشاد لمنع المخالفات الشرعية من قليل من الحجاج والزوار قال الشيخ لـ quot;الوطنquot; الإرشاد قائم ولكن لدي أشرطة وتسجيلات لمن يتمسحون بالجدران حول الموقع المسمى بمولد الرسول ويكتبون على الشاخص في جبل الرحمة بل يصلون نحوه مستدبرين القبلة، فيراهم غيرهم من المسلمين في بلد التوحيد فيعتقدون بصواب فعلهم فيقلدونهمquot;.